طالبان: الهجمات على نيويورك وواشنطن عمل إرهابي مخالف للإسلام... ونفضل المفاوضات على الحرب

TT

قالت حركة طالبان الحاكمة في افغانستان امس انها لا تريد الحرب مع الولايات المتحدة وطالبت مرة اخرى باجراء مفاوضات مباشرة وتقديم ادلة على صلة اسامة بن لادن بالهجمات المدمرة في نيويورك وواشنطن الشهر الماضي.

وقال الملا عبد السلام ضعيف سفير حركة طالبان لدى باكستان في مقابلة مع تلفزيون «سي.إن. إن» ان الهجمات الانتحارية على نيويورك وواشنطن مخالفة للاسلام. واشار الى انهم مستعدون لتسليم بن لادن اذا امكن اثبات انه توجد صلة بينه وبين الهجمات. وقال ضعيف «نحن نفضل المفاوضات على الحرب. فالمفاوضات هي السبيل لحل مشكلاتنا».

وأدان ضعيف هجمات 11 سبتمبر الماضي في نيويورك وواشنطن. وبعد قوله ان افغانستان لا تريد الحرب أكد ضعيف «ان التسليم هو البديل الاخر... هو العمل الاخر... ونحن نريد ذلك اذا كان بن لادن متورطا في هذا العمل فهذا العمل عمل ارهابي». واضاف قوله «نعلم ان هذا مخالف للاسلام وهذا عمل بالغ الخطورة ونحن ندينه»، لكنه طالب بالدليل.

وقال ضعيف: «لو كان بن لادن متورطا في هذا العمل فنحن نحتاج الى شيء يكون دليلا ضده للاخذ بهذا الخيار». ومضى يقول: «لسوء الحظ ان الرئيس (الأميركي جورج) بوش رفض هذا مرارا وتكرارا». وفي اسلام اباد قالت وزارة الخارجية الباكستانية امس ان باكستان تدرس الادلة التي قدمتها لها الولايات المتحدة والتي تسعى للربط بين بن لادن والهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن الشهر الماضي.

وقال رياض محمد خان المتحدث باسم الخارجية الباكستانية خلال مؤتمر صحافي حين سئل عما اذا كانت اسلام اباد قد تسلمت اي ادلة حتى الان «تسلمنا اليوم (أمس) بعض المواد وندرسها، كما ندرس معلومات اضافية». ومن ناحية اخرى قالت مارجريتا بونيفر وزيرة الدولة الايطالية للشؤون الخارجية امس ان الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف يريد من ملك افغانستان السابق محمد ظاهر شاه ايفاد مبعوث الى باكستان على وجه السرعة لمناقشة مستقبل افغانستان. وقالت عقب اجتماعها مع مشرف ان باكستان التي كانت تدعم من قبل حركة طالبان الحاكمة في افغانستان ترى الان دورا للملك السابق (86 عاما) في تشكيل السلطة المستقبلية في افغانستان. وأضافت بونيفر ان مشرف يريد مجيء مبعوث الى باكستان بأسرع وقت ممكن لمناقشة خطة السلام في افغانستان. واضافت ان باكستان تدرك الان ان الملك ظاهر شاه يمكن التعامل معه، وانه يمكنه القيام بدور. وفي غضون ذلك اكد المتحدث الرئيسي باسم تحالف الشمال الافغاني المعارض لنظام طالبان امس ان حوالي عشرة الاف من مقاتلي طالبان مستعدون للانتقال الى صفوف المعارضة. وذكر عبد الله عبد الله، الذي يشغل ايضا منصب وزير الخارجية في حكومة المنفى الافغانية، ان التحالف اجرى اتصالات مع عشرات القادة الذين يقاتلون في صفوف طالبان. وقال في مؤتمر صحافي عقده في جبل سراج (80 كلم شمال كابل ـ منطقة يسيطر عليها التحالف) انه «ليس من المبالغة القول انه بفضل هذه الاتصالات هناك 10 آلاف رجل في مختلف انحاء افغانستان يمكن ان يتخلوا عن طالبان». وأوضح «لقد شكل الأمر مفاجأة لي. انهم يريدون تغيير معسكرهم اليوم او انتظار ان يحدث شيء ثم التنسيق معنا. نحن نفضل الحل الثاني».

وقال الدكتور عبد الله عبد الله ان المعارضة تتلقى مساعدات عسكرية جديدة من ايران وروسيا في حربها ضد حركة طالبان. وأضاف للصحافيين «التقيت مع مسؤولين اميركيين وجها لوجه خلال الايام القليلة الماضية. في الوقت الراهن هناك جهود تنسيق لاقتلاع الارهاب من افغانستان». وصرح بأن تحالف الشمال حصل على مساعدات عسكرية من روسيا وايران في الماضي لكن: «نتيجة للموقف الجديد حصلنا على تعهدات جديدة نأمل ان تغطي احتياجاتنا». وفي واشنطن اعرب مندوبون عن المعارضة الافغانية المسلحة امس عن تخوفهم من الدور الذي يمكن ان تقوم به باكستان في افغانستان في المستقبل، في اطار تعاونها مع الولايات المتحدة، اذا ما اطيح بحركة طاليان. وقال محمد اسحق مندوب الجبهة الموحدة في باكستان (تحالف الشمال السابق) ان «باكستان حددت بعض المطالب» من اجل ان تتعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب. واضاف اسحق خلال ندوة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان اسلام اباد طالبت بعدم «قيام اي حكومة معادية لها» في افغانستان متسائلا «ما هو تعريف العدو؟». وقال داود مير الذي كان سفير افغانستان لدى اليونيسكو وممثل القائد احمد شاه مسعود لسنوات في باريس ان «الباكستانيين، لا يريدون، حتى الان، الاستماع الى احد يتحدث عن دولة مستقلة (في افغانستان). انهم يريدون حكومة تخضع الى حد كبير لسيطرتهم».

واضاف «ان ما نريده هو ان نحصل على استقلالنا قبل كل شيء». وقال الرئيس الباكستاني برويز مشرف اول من امس ان ايام نظام طالبان باتت معدودة. واوضح ان باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بنظام طالبان «اعادت تقويم» علاقاتها مع افغانستان. ووعدت باكستان بالتعاون التام مع الحملة الاميركية لمكافحة الارهاب. وقال مير «نحن راضون جدا عن السياسة الاميركية لكننا قلقون جدا من السياسة الباكستانية».

وأدان الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اول من امس هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة في كشمير الهندية وقال انه يبرهن على ضرورة ملحة لأن تمتنع كل الدول عن مساندة الارهاب. واستغلت الهند هجوم يوم الاثنين الماضي، في سريناغار عاصمة ولاية كشمير الهندية الذي قتل فيه زهاء 38 شخصا لتتهم باكستان بمساعدة اصوليين، يشنون حملة عمرها 12 عاما على الحكم الهندي في كشمير. لكن اسلام اباد رفضت الاتهام وادانت الهجوم بوصفه عملا من اعمال الارهاب التي تهدف فيما يبدو الى تشويه النضال المشروع للشعب الكشميري من اجل حقه في تقرير المصير. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فريد ايكهارد ان الهجوم يؤكد ضرورة اقتلاع الارهاب من اي مكان وايجاد حل سياسي لنزاع كشمير الذي طال أمده. وفي طهران اكد الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني امس ان «قوات خاصة» لدول غربية موجودة بالفعل في افغانستان في مناطق تقع تحت سيطرة طالبان، حسب ما اوردت الصحافة الايرانية. واكد رباني، ردا على سؤال لصحيفة «ايران نيوز» بشأن وجود «قوات عسكرية خاصة اميركية وبريطانية» او «عناصر مخابرات» في افغانستان، «لقد تلقينا تقارير تشير الى وجود قوات خاصة غربية في مناطق من افغانستان تقع تحت سيطرة طالبان حيث تقوم بعمليات مراقبة».