إيران توقف تصدير الوقود إلى أفغانستان.. ومكتب كرزاي يسعى لتسوية

1400 ناقلة متوقفة على الحدود منذ 10 أيام

TT

قال مسؤولون حكوميون في كابل إن إيران حظرت بصورة مفاجأة ومن دون مبررات صادرات الوقود إلى أفغانستان، مؤكدين أن نحو 1400 ناقلة محملة بالنفط متوقفة على الجانب الإيراني أمام ثلاثة معابر حدودية.

وقال عبد الكريم براهوي، محافظ مقاطعة نمروز في غرب أفغانستان، إن السلطات الإيرانية قد أوقفت ناقلات النفط المتجهة إلى أفغانستان منذ نحو 10 أيام، مشيرا إلى أن هذا الإجراء قد أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود مع بداية فصل الشتاء. وأضاف: «لا نعرف تحديدا سبب الحظر الإيراني.. لا أحد يتحدث رسميا عن سبب الحظر». وقال إن كلا من وزارتي الداخلية والتجارة، فضلا عن مكتب الرئيس حميد كرزاي، يحاولون تسوية هذه المشكلة مع إيران. وقال المحافظ إن الناقلات مليئة بالوقود وأمام المعابر الحدودية مع أقاليم نمروز وفرح وقلعة الإسلام. ويقول مراقبون: «لا أحد في إيران يتحدث عن فرض حظر على الوقود المتجه إلى أفغانستان»، لكن آخرين يشيرون إلى احتمال أن يكون الحظر ناجما عن ارتفاع أسعار الوقود في إيران، الناجم جزئيا عن العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده بسبب برنامجها النووي، وسعي الحكومة للتخلص التدريجي من الدعم المفروض على السلع الأساسية التي بدأ تطبيقه هذا الشهر، أو يمكن أن يمثل محاولة للانتقام من الولايات المتحدة لفرض عقوبات، على الرغم من أن الوقود الإيراني لا يستخدم بالضرورة لدعم المجهود الحربي الأميركي.

إلى ذلك، أكد نائب مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أن انتشار الإرهاب في المنطقة، جاء نتيجة وجود القوات الأجنبية في أفغانستان. ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن إسحاق آل حبيب قوله في كلمة ألقاها في اجتماع مجلس الأمن الدولي، إن وجود القوات الأجنبية بما فيها القوات الأميركية وحلف الناتو في أفغانستان بذريعة القضاء على الإرهاب، أدى إلى تدهور أوضاع الشعب الأفغاني وإبادتهم على يد القوات الأجنبية، وأضاف آل حبيب: «نتيجة لعمليات القوات الأجنبية في أفغانستان، فإنه لم يتم القضاء على تهديد الإرهاب فحسب؛ وإنما انتشر أيضا إلى باقي البلدان ومن بينها إيران».

وأكد مساعد المندوب الإيراني لدى المنظمة الدولية على ضرورة رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان وتقوية قوات الجيش والشرطة في هذا البلد. ولفت آل حبيب كذلك إلى البيان الأخير لجمعية الصليب الأحمر الدولية، التي حذرت فيه من الظروف السيئة في أفغانستان، وأعربت عن قلقها من ازدياد أعداد المشردين ومقتل المدنيين وعدم حصول الشعب الأفغاني على الخدمات الصحية والاجتماعية. واعتبر أن إنتاج وتهريب المخدرات في أفغانستان يشكلان إحدى العقبات التي تحول دون التنمية وضمان الأمن في أفغانستان، مضيفا أن «المخدرات هي مصدر تمويل الإرهاب، والإرهابيون والجماعات المتطرفة».

وأكد آل حبيب أن «طهران كانت في مقدمة الدول التي عملت على مكافحة تهريب المخدرات، حيث دفعت ثمنا باهظا ماديا ومعنويا في سبيل مكافحة تهريب المخدرات؛ من بينها استشهاد الآلاف من أفراد القوى الأمنية الإيرانية». وأكد المسؤول الإيراني على أهمية تعاون الدول المجاورة لأفغانستان من أجل المساعدة على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد في إطار إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.