حذرت منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة مجددا مما وصفته بـ«مجزرة» يجري إعدادها بحق عناصرها بمعسكر أشرف شمال شرقي بغداد. وقال مصدر في مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس أمس لـ«الشرق الأوسط» إنه تم إرسال عناصر إيرانية إلى المعسكر بمساعدة قوات عراقية لإخراج مشهد يبدو معه أن الشعب العراقي يطالب بإخراج سكان المعسكر البالغ عددهم نحو 3 آلاف شخص.
وقالت مصادر بمعسكر أشرف إن عناصر إيرانية جديدة دخلت المعسكر أمس حيث تم استبدالهم بعناصر سابقة كانت موجودة بالمعسكر، معربا عن خشيته من أن تكون هذه الخطوة مؤشرا على قيام هذه العناصر بـتنفيذ ما وصفه بـ«مجزرة»، استغلالا لعطلة رأس السنة في العراق.
وأشارت المصادر إلى أن السلطات الإيرانية تمارس الضغط على إيرانيين محتجزين في سجونها لارتباطهم بعناصر في المعسكر، وقالت إن «النظام الإيراني رفض علاج أحد السجناء السياسيين في سجون طهران، ويدعي محسن دكم جي، بسبب أن ابنته موجودة في معسكر أشرف»، مؤكدا على أن حالته الصحية في حالة سيئة وتستلزم نقله إلى مستشفيات السجن. وتفيد تقارير وشهود عيان بتدهور أحوال عناصر مجاهدين خلق ممن فروا من إيران إلى العراق إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. واتهم المشرفون على المعسكر القوات الأمنية العراقية بالعمل على منع وصول الأطعمة والأدوية، والتراخي في علاج المرضى، ما تسبب في موت بعضهم، وتدهور أحوال البعض الآخر. واتهمت المصادر اللجنة الحكومية المشرفة على معسكر أشرف التابعة لمكتب نور المالكي، رئيس الوزراء العراقي، بالمسؤولية عن موت عدد من عناصر المنظمة كان آخرهم محمد حيدران الذي توفي أمس في مستشفى بعقوبة بمحافظة ديالى، إثر عملية جراحية لورم سرطاني في المخ، معتبرة أن موته جاء بسبب تأخر عمدي لإجراء العملية لمدة عام.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن هذه الإجراءات التي تمارس ضد عناصرها داخل معسكر أشرف تدخل ضمن التعهدات التي قدمها رئيس الوزراء المالكي للنظام الإيراني في مقابل دعم النظام الإيراني لولاية ثانية.
ودعت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه مجلس الأمن وأمينه العام والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية إلى اتخاذ إجراء عاجل ضد «نظام الملالي لانتهاكه المتزايد لحقوق الإنسان في إيران».