النائب العام المصري يتابع اليوم من الإسكندرية سير تحقيقات انفجار «كنيسة القديسين»

اشتباكات بين متظاهرين والشرطة تخلف 72 مصابا * ارتفاع حصيلة ضحايا الحادث إلى 23

متظاهرون اقباط يشتبكون مع رجال الامن في القاهرة في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية (أ.ب)
TT

واصلت تداعيات الانفجار الذي وقع أمام كنيسة القديسين مارمرقص والأنبا بطرس في الإسكندرية أول أيام العام الجديد تصدر الساحة المصرية على مختلف الأصعدة، إذ استمرت المظاهرات المشتركة بين المسلمين والمسيحيين في عدد من المحافظات والمظاهرات المسيحية الغاضبة لليوم الرابع على التوالي، كما وقعت اشتباكات بين متظاهرين في أماكن عدة وبين رجال الشرطة المصرية أسفرت عن إصابات في الجانبين.

وأعلنت وزارة الصحة عن وفاة أحد المصابين في الحادث متأثرا بجراحه البالغة، واسمه صبري فوزي ويصا، ليرتفع بذلك عدد المتوفين إلى 23 قتيلا. وقالت مصادر صحية إنه تم تشريح جثمانه وصرحت النيابة العامة بدفنه، مشيرة إلى وجود بعض الأشلاء التي لم يستدل على أصحابها بعد.

ومنعت قوات الأمن من التظاهر في ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة احتجاجا على الحادث، عددا من المثقفين والكتاب، من بينهم الأديب بهاء طاهر، الحائز على جائزة مبارك للآداب، أعلى الجوائز الأدبية المصرية، الذي اتهم رجال أمن بضربه لمنعه من الانضمام للمتظاهرين.

وشهد حي شبرا شمال القاهرة، الذي تقطنه أغلبية مسيحية، مظاهرة حاشدة ضمت نحو 3 آلاف شخص انتهت، بمصادمات مع رجال الشرطة، واعتداءات على بعض الممتلكات العامة وإتلاف الكثير من السيارات التابعة للشرطة، وعدد من السيارات الخاصة.

وقطع متظاهرون الطريق الدائري حول القاهرة في منطقة منشية ناصر وأشعلوا النيران في عدد كبير من إطارات السيارات. وتظاهر مئات المسيحيين في الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) في العباسية (شرق القاهرة) وألقوا الحجارة على رجال الشرطة، وهم يرددون هتافات تطالب بسرعة التوصل إلى مرتكبي حادث كنيسة القديسين.

كما شهدت كنائس أخرى مظاهرات غلب عليها طابع المسيرات السلمية، أبرزها مظاهرات في كنيسة القديسين التي وقع أمامها الانفجار بسبب بدء أعمال ترميم الكنيسة وإزالة آثار الانفجار، إلا أن عشرات من الشباب المسيحيين اعترضوا العمال وطالبوا بالإبقاء على آثار الدماء على جدران الكنيسة قبل أن تبعدهم الشرطة. وتواصلت مظاهرات أخرى أمام بعض كنائس محافظة القليوبية، وكنيسة عزبة النخل بالقاهرة، ومحافظتي أسيوط والإسكندرية.

وأسفرت المصادمات بين المتظاهرين ورجال الشرطة في عدة أماكن عن إصابة نحو 45 من رجال الأمن و27 شخصا من المتظاهرين.

وشهدت بعض الجامعات المصرية مظاهرات ومسيرات سلمية للطلاب وأساتذة الجامعات شارك فيها مسلمون ومسيحيون ينددون معا بالحادث الإجرامي ويؤكدون تمسكهم بالوحدة الوطنية.

وتعرضت كنيسة مارمينا في منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية لاعتداءات من متظاهرين مسلمين حيث رشقوا الكنيسة بالحجارة مما أسفر عن تهشيم بوابة الكنيسة ونوافذها، قبل أن تفرض قوات الشرطة طوقا أمنيا حول الكنيسة وتمنع المتظاهرين من مواصلة اعتدائهم عليها.

وعلى صعيد التحقيقات في العمل الإرهابي، واصلت النيابة الاستماع إلى شهادات عدد من المصابين الذين تحسنت حالاتهم الصحية.

ويصل النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، إلى الإسكندرية اليوم لمتابعة آخر ما توصلت إليه نتائج تحقيقات نيابات الإسكندرية. وسيعقد النائب العام لقاء موسعا مع فريق المحققين من أعضاء النيابة العامة للوقوف على النتائج التي توصلت إليها التحقيقات حتى الآن من خلال أقوال المصابين وأفراد الأمن وشهود العيان الذين وجدوا في موقع الحادث وقت وقوع الجريمة.

وسيطلع النائب العام على نتائج تقارير أطباء مصلحة الطب الشرعي بشأن المتوفين في الحادث وكيفية حدوث إصاباتهم وأسبابها وعلاقة ذلك بوفاتهم.

من جانبها، أكدت مصادر أمنية أن التحريات التي تجريها أجهزة الأمن المختلفة بغية التوصل إلى الجناة مرتكبي الحادث لم تسفر حتى الآن عن التوصل إلى الجناة الحقيقيين، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن تواصل جهودها على مدى 24 ساعة يوميا في البحث عن خيوط ودلائل تؤدي إلى كشف النقاب عن هوية من يقفون وراء ارتكاب الجريمة لتقديمهم إلى سلطات التحقيق القضائية.

ونفت المصادر أن تكون قوات الأمن قد قصرت من جانبها في حماية المنشآت ودور العبادة والكنائس، مشيرة إلى أن رجال الشرطة كانوا في مقدمة من لحقت بهم إصابات جراء الحادث، حيث أصيب ضابط شرطة و3 جنود كانوا معينين لحراسة الكنيسة وتأمين المسيحيين الذين كانوا يحضرون القداس.

وجددت دار الإفتاء المصرية إدانتها للحادث في بيان أصدرته أمس، مؤكدة تحريم الإسلام القاطع للاعتداء على الأبرياء بوجه عام، بغض النظر عن دياناتهم وأعراقهم وجنسياتهم داخل وخارج دور العبادة، وكذلك تحريم الاعتداء على دور العبادة الخاصة بغير المسلمين، كما أدانت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية الحادث. ودعا الدكتور القس أندريه زكي، مدير عام الهيئة، كافة المصريين إلى الوقوف معا يدا واحدة في مواجهة الفرقة وإضاعة الفرصة على أعداء الوطن، داعيا الله أن يوفق المسؤولين في الوصول إلى مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء بأقصى سرعة.