«أحرونوت»: أوباما غاضب من نتنياهو وينأى بنفسه عن ملف المفاوضات

مبارك يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم في شرم الشيخ

TT

نأى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بنفسه عن ملف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، كما كان عليه الحال في الماضي، تاركا الملف لمساعديه السيناتور جورج ميتشل ودينيس روس. والسبب هو حالة من الإحباط أصيب بها بسبب مماطلات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويتصادف الحديث عن موقف أوباما، مع اللقاء الذي سيجريه نتنياهو مع الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ اليوم.

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإن أوباما يشعر بالإحباط من رفض نتنياهو المتكرر، تحديد مواقفه في ما يخص القضايا الجوهرية؛ مثل الحدود القدس واللاجئين.

وقال المحلل السياسي للصحيفة، شيمعون شيفر، إن زعماء آخرين في العالم، إلى جانب أوباما، يشعرون أيضا بالإحباط من نتنياهو. وأضاف: «بعض القادة الأوروبيين، وحتى الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس نفسه، يشعرون بالإحباط إزاء مواقف نتنياهو».

وتابع شيفر يقول: «بيريس ينتابه القلق من عدم إقدام إسرائيل على اتخاذ خطوات ذات مغزى في المجال السياسي، بل يعتبر ذلك التقاعس خطرا على وجود الدولة، وبسبب ذلك فإنه كثف مؤخرا نشاطاته السياسية وراء الكواليس».

وصرح بيريس الأسبوع الماضي بأن البدائل لاتفاق سلام ستكون سيئة للطرفين، غير أن دعوات بيريس ومعه نتنياهو لم تعن شيئا للفلسطينيين.

وقالت «أحرونوت»: «إن القيادة الفلسطينية لا تتعامل بجدية مع تصريحات نتنياهو حول السلام، وكافة التصريحات التي أطلقها منذ بداية الأسبوع لم تشكل أي مصداقية للجانب الفلسطيني، بما فيها إعلانه الأخير أنه على استعداد للجلوس مع (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس (أبو مازن) في غرفة مغلقة حتى خروج الدخان الأبيض».

ووفق «أحرونوت» فهذا يعرفه نتنياهو جيدا، ويعرف أيضا أن موقف الفلسطينيين منه يتخذه أيضا الرئيس المصري حسني مبارك الذي سيلتقيه اليوم في شرم الشيخ، فقد سبق ولمح الرئيس المصري أن نتنياهو غير جاد في توجهاته للسلام.

وكان مبارك قد حمل في الشهر الماضي إسرائيل مسؤولية انهيار مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، داعيا المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة إلى تحرك «جاد وفعال». وطلب نتنياهو لقاء مبارك اليوم في شرم الشيخ قبل نحو أسبوعين، ووافق الرئيس المصري. وقال نتنياهو إن زيارته لمصر تهدف إلى تعزيز الأمن ودفع عملية السلام.

وقال شيفر: «إن نتنياهو يتصرف وكأن كافة الخيارات مفتوحة أمامه»، متهما إياه بتجاهل كل شيء محيط به، مشيرا إلى أن حزب العمل يهدد بالاستقالة، والاتحاد الأوروبي قد تغير موقفه ولم يعد يصدق نتنياهو، وحتى الإدارة الأميركية. وأضاف: «لم يدرك (نتنياهو) حتى الآن مدى الضرر الذي لحق بالمفاوضات والعلاقات مع الإدارة الأميركية، لأن الجانبين الأميركي والفلسطيني لا يثقان بكافة الرسائل التي يحاول نتنياهو إيصالها عن استعداده للمضي حتى التوصل إلى اتفاق نهائي». ومضى يقول: «الأوضاع على الجبهة السورية لا تختلف كثيرا عن الموقف الفلسطيني، لأن القيادة السورية لا يوجد لديها ثقة بكافة التصريحات التي خرجت عن نتنياهو أو عن حكومته بما يخص الاستعداد للسلام مع سورية».

وخلص شيفر إلى أن الحكومة الإسرائيلية تبدأ العام الجديد دون أن يكون لها خطة سياسية محددة، وكذلك يبدو أن الحكومة خلال العام الأخير عبر سياستها أوصلت الأمور في بعض القضايا إلى طريق مسدود، وسوف تدفع ثمن ذلك خلال هذا العام والأعوام المقبلة.

وفي سياق متصل، دعا نتنياهو أمس، وزراء اللجنة السباعية إلى جلسة أمنية سرية مغلقة، بحضور وزير المواصلات بنيامين بن إليعازر من حزب العمل ووزير التطوير سلفان شالوم. ولم يتضح على الفور أسباب الاجتماع، أو أسباب دعوة بن إليعازر وشالوم له.

ورغم أن مراقبين ومحللين ربطوا بين دعوة بن إليعازر ومحاولة إرضائه في ظل التهديدات بخروج حزب العمل من الائتلاف الحكومي، خصوصا أن نتنياهو وجه الدعوة له أيضا للانضمام إليه في زيارته الخاطفة لمصر، فإن مصادر في اللجنة السباعية نفت ذلك، وقالت إن دعوة الوزيرين جاءت بسبب خبرتها الواسعة في مجال الموضوع الذي يتم بحثه في الجلسة.