الكنيسة الأرثوذكسية بمصر: نرحب بحضور المسلمين قداس عيد الميلاد

سكرتير البابا شنودة لـ «الشرق الأوسط»: إلغاء الاحتفالات في نجع حمادي والإسكندرية فقط

مصرية ترفع لوحة عليها الهلال والصليب في مظاهرة بجامعة الأزهر تضامنا مع المواطنين الأقباط في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

نفت الكنيسة الأرثوذكسية بمصر أمس ما تردد عن قرار بمنع المسلمين من دخول الكنائس لحضور قداس عيد الميلاد، مساء اليوم (الخميس)، على خلفية حادث الانفجار الذي استهدف كنيسة القديسين مار مرقس والأنبا بطرس، شرق الإسكندرية عشية أول أيام العام الجديد.

وتحتفل الكنائس الأرثوذكسية بعيد الميلاد عشية السابع من يناير (كانون الثاني) من كل عام، وفقا للتقويم الشرقي. وقال الأنبا إرميا سكرتير البابا شنودة الثالث لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يوجد أي مانع.. المسلمون هم إخواننا ومرحب بهم في أي وقت، ونحن نرحب بالعيش المشترك».

وأضاف أنه لم تصدر تعليمات من الكاتدرائية بهذا الخصوص. وقال: «إن أي مسلم يمكنه حضور القداس في أي كنيسة داخل مصر دون أي قيود»، إلا أنه نفى علمه بما يتردد عن تشكيل دروع بشرية من المسلمين خارج الكنائس لحمايتها من أي اعتداءات محتملة.

وكانت بعض الجهات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني قد دعت المسلمين إلى الذهاب إلى الكنائس، مساء اليوم، لحضور القداس وتشكيل دروع بشرية لحماية «إخوانهم المسيحيين من أي اعتداءات محتملة وللتأكيد على الوحدة الوطنية في مصر».

من جانبه، قال الأنبا بطرس سكرتير البابا شنودة: «إن إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد سيكون في مكانين فقط هما الإسكندرية ونجع حمادي، وسيقام القداس فقط». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن إلغاء الاحتفال في الإسكندرية بسبب الحداد على ضحايا حادث كنيسة القديسين، وفي نجع حمادي بسبب الذكرى السنوية الأولى للمذبحة التي وقعت العام الماضي وراح ضحيتها 6 مسيحيين (ومسلم واحد) وأُصيب 9 آخرون.

وقال الأنبا بطرس: «سيتم استقبال المهنئين في الإسكندرية ونجع حمادي بعيدا عن الوجود الشعبي خوفا من حدوث رد فعل غاضب من قبل البعض أو هتافات أو ما شابه».

وأضاف الأنبا بطرس أنه «بخلاف ذلك لا يوجد أي منع للاحتفالات في أي مكان في مصر. البابا شنودة الثالث أكد أكثر من مرة أن إلغاء الاحتفالات لن يحل المشكلات، مؤكدا أن الاحتفالات ستتواصل بشكل اعتيادي في جميع الكنائس داخل مصر وخارجها حيث سيرأس البابا بنفسه القداس في الكاتدرائية المرقسية مساء اليوم».

من جانبه، قال الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، إن الأمر سيقتصر على إقامة قداس العيد مساء اليوم «الخميس» دون استقبال المهنئين، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «العيد هذا العام يحمل رائحة حزينة بسبب الذكرى الأولى لضحايا المذبحة التي وقعت العام الماضي ليلة العيد، ولم يتم الحكم على مرتكبيها حتى الآن».

ومن جهته، أعلن سكرتير المجلس الملي بالإسكندرية الدكتور كميل صديق أن بطريركية المسيحيين الأرثوذكس بالإسكندرية حددت يوم بعد غد (السبت) موعدا لتلقي العزاء من الوفود الرسمية وغير الرسمية في ضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية. وأضاف صديق في تصريح له أمس، أن القمص رويس مرقس سيكون على رأس مستقبلي المعزين، بالإضافة إلى أعضاء مجمع الكهنة بالإسكندرية وأعضاء المجلس الملي، فضلا عن أحد الأساقفة العموميين الذي سينوب عن البابا شنودة الثالث، وسيكون العزاء بمقر البطريركية بالكاتدرائية المرقسية بوسط الإسكندرية.

يأتي ذلك بعدما نشرت الصحف المصرية إعلانين؛ الأول من بطريركية المسيحيين الأرثوذكس بالإسكندرية؛ أعلنت فيه أنها في حالة حداد على ضحايا الحادث، واعتذارها عن استقبال أية وفود يوم وليلة عيد الميلاد، وذلك «مشاركة وتقديرا لمشاعر أسر الشهداء والمفقودين والمصابين وأبناء الكنيسة بالإسكندرية»، على أن «يقتصر الأمر على إقامة صلوات القداسات الإلهية بكافة كنائس الإسكندرية».

أما الإعلان الثاني فكان من مجمع كهنة الإسكندرية والمجلس الملي السكندري استنكر فيه الحادث، واعتبره نتيجة «الشحن الطائفي والافتراءات الكاذبة التي كثرت ضد الكنيسة ورموزها في مدينة الإسكندرية في الفترة الماضية»، بحسب نص الإعلان.

ومن المقرر أن يرأس البابا شنودة الثالث، مساء اليوم، قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة) بحضور مندوب عن الرئيس المصري حسني مبارك، وعدد من الوزراء والمسؤولين المسيحيين والمسلمين، والسفراء الأجانب بالقاهرة والآلاف من المسيحيين.