منظمات أميركية تحذر من الإفراط في التفاؤل: ما نخشاه «رواندا أخرى»

دعوا إلى استمرار سياسة العصا.. وحذروا من عودة الحرب

TT

بعد يوم من تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير في جوبا بأنه سيعترف بنتيجة استفتاء يوم الأحد مهما جاءت نتيجته، وبعد تصريحات الخارجية الأميركية بأنها متفائلة وأن المؤشرات جميعها إيجابية، خرجت منظمات أميركية تناصب العداء للحكومة السودانية بلغة جديدة، وتقول إنها صارت قلقة على ما بعد الاستفتاء. ودعت هذه المنظمات إلى استمرار سياسة العصا، وحذرت من عودة الحرب و«رواندا أخرى».

وقال جون برندرغاست، مدير مركز «ايناف» في واشنطن، ومن قادة اللوبيات التي ظلت تعارض الرئيس البشير، إن الشهور الستة بين استفتاء يوم الأحد وإعلان الدولة المستقلة ستكون «الأكثر خطورة». ودعا الرئيس باراك أوباما إلى الحذر من «رواندا ثانية». وأشار إلى أن الرئيس السابق بيل كلينتون «تجاهل تحذيرات» قبيل مذبحة رواندا في سنة 1994، والتي قتل فيها أكثر من نصف مليون شخص. ثم، بعد المذبحة، قال كلينتون إنه آسف لأنه لم يتحرك مسبقا لوقفها. وأضاف برندرغاست «الولايات المتحدة ستلعب دورا رئيسيا أيا كانت نتيجة الاستفتاء. ومع استعمال أساليب سياسية وذكاء والمشاركة الشخصية، يقدر الرئيس أوباما على أن يحسم الفرق بين الحرب والسلام في السودان».

وقال مايكل أبراموفيتش، مدير لجنة الضمير في متحف «هولوكوست» اليهودي في واشنطن، إن الرئيس أوباما اتخذ إجراءات مكثفة خلال الشهور القليلة الماضية لمنع عودة الحرب. وأشار إلى إرسال السفير برنستون ليمان إلى السودان، بالإضافة إلى الجنرال المتقاعد سكوت غريشن. وقال إن أوباما يرى أن «هذه المساعي ستمنع عودة عنف سيكون كبيرا ومكلفا».

وكان أبراموفيتش قال «هذه أول مرة أرى فيها الحكومة الأميركية وقد رصدت قواها على مستويات عالية لمنع العنف قبل أن يحدث، بدلا من الرد عليه بعد أن يحدث». وأضاف «لكن هذه الجهود والاستعدادات ربما لن تكون كافية. لا تكفي تعهدات الأطراف (الجنوب والشمال) بعدم اللجوء إلى الحرب، من دون ضمان قدرة أميركية على وقف الحرب إذا اشتعلت».

وقالت جنيفر كوك، مديرة برنامج أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن، إن الرئيس أوباما «يواجه تحديات كبيرة في سد الفجوات المتبقية بين الجانبين» في السودان. لكنها قالت «هناك اتجاه في بعض الدوائر فيه مبالغة في قدرة الولايات المتحدة على التأثير على الوضع. وتقول هذه الدوائر إن الحرب القادمة في السودان ستكون (رواندا أوباما)، وإن أوباما سيكون الخاسر في النهاية». وأضافت «لكن، علينا أن نكون متواضعين إلى حد ما حول ما يمكن لأوباما أن يفعله أو لا يفعله». وقال ريتشارد ويليامسون، السفير الأميركي السابق لدى السودان، وهو الآن خبير في معهد «بروكينغز» في واشنطن «سيكون هناك اتجاه في وسائل الإعلام إلى أن الاستفتاء كان ناجحا. لكن، سيكون هذا أمرا مؤسفا وغير صحيح. وذلك لأن المهمة الحقيقية والصعبة ستبدأ بعد الاستفتاء، وخلال الشهور الستة القادمة».

وبينما أثنى ويليامسون على الإغراءات التي قدمها الرئيس أوباما لحكومة الرئيس البشير، قال إن على أوباما أن يكون حذرا وهو يراقب سلوك البشير. وأضاف «لا بد من دبلوماسية حقيقية. الحوافز وحدها ليست دبلوماسية حقيقية». وقال إن أوباما يحتاج إلى «كثير من الأسلوب التقليدي والواقعي، وإلى مواجهة العقبات التي ربما ستظهر».

وقال الممثل السينمائي جورج كلوني، الذي يقود حملة ضد الإبادة في السودان، في مقابلة في تلفزيون «إيه بي سي»، إنه يقدر جهود الرئيس أوباما نحو السودان. لكنه يريد من أوباما أن يكون حذرا حتى لا «يواجه رواندا ثانية». وكان كلوني أعلن مشروعا لتصوير السودان بأقمار فضائية لمراقبة التحركات العسكرية خوفا من عودة الحرب.

وقال مراسل «رويترز» في واشنطن «سيكون استفتاء الاستقلال في جنوب السودان يوم الأحد بداية اختبار جديد للرئيس باراك أوباما في أفريقيا. ويبدى المسؤولون الأميركيون تفاؤلا حذرا حول ما سيحدث». وأضاف «لهذا، سترحب واشنطن بإجراء استفتاء حر ونزيه، خاصة لأن واشنطن ظلت تضغط على السودان خلال الشهور القليلة الماضية». لكن، في نفس الوقت «لا يقدر المسؤولون الأميركيون على الاطمئنان لما سيحدث خلال الشهور الستة التي ستلي الاستفتاء قبل انفصال الدولتين».