طلاب شماليون يضربون عن الطعام لترحيل جامعاتهم من الخرطوم إلى الجنوب

وزارة التعليم العالي: الطلاب تعجلوا.. ونخطط لتوفيق أوضاعهم

TT

نفذ عشرات الطلاب الشماليين من طلاب وخريجي كلية الطب بجامعة بحر الغزال، اعتصاما وإضرابا عن الطعام صباح أمس، أمام مقر وزارة التعليم العالي بالخرطوم، احتجاجا على نقل مقر الكلية إلى الجنوب دون إخطار الطلاب، الذين طلب منهم استخراج شهادات الخريجين والجلوس لامتحانات البدائل والملاحق. وجامعة بحر الغزال ضمن 3 جامعات جنوبية، تم ترحيلها إلى الشمال إبان الحرب الأهلية، والآن قررت سلطات الجنوب نقلها مجددا إلى الإقليم الذي يتهيأ ليصبح دولة جديدة.

وحمل المحتجون لافتات تطالب بالاستجابة لمطالبهم ومعالجة أوضاعهم للحيلولة دون ضياع مستقبلهم. وتعهدوا بمواصلة الاعتصام والإضراب لحين حل المشكلة نهائيا. وفي وقت ذكر فيه إعلام الوزارة أنه لم يتمكن من إدخال الطلاب لعدم وجود مسؤول لمقابلتهم، تمكن الطلاب بعد انتظار من عقد لقاء مع الأمين العام للوزارة ومدير مكتب الوزير. وقالت الطالبة نهى صلاح إنهم قرروا الاعتصام والإضراب بعد ما وصفته بالمماطلة من وكيل الجامعة وعميد الشؤون العلمية وعميد الكلية حول استخراج الشهادات ومصير الطلاب. ويدرس مئات من الطلاب الشماليين بعدد من الجامعات الجنوبية المنتشرة بين الخرطوم وبعض مدن الجنوب، مثل جامعات جوبا، وبحر الغزال، وأعالي النيل، في وقت يدرس فيه آلاف من الجنوبيين بالجامعات الشمالية، وبذات الجامعات الجنوبية التي ظلت بالشمال منذ أكثر من عشرين عاما.

وطالبت المذكرة التي دفع بها الطلاب للوزارة بتحديد زمان ومكان امتحان الملاحق والبدائل لطلاب كلية الطب التي كان من المفترض أن تقام خلال يناير (كانون الثاني) الحالي، واسترجاع الملفات والسجل الأكاديمي من مدينة «واو» عاصمة ولاية بحر الغزال، وتسليم شهادات الخريجين، إضافة إلى تنوير الطلاب بخصوص ما وصفوه بمستقبلهم المجهول الذي قالوا إنه ارتبط باستفتاء جنوب السودان.

من جهته، اعتبر مسؤول الإعلام بالوزارة أسامة محمد العوض، أن الطلاب تعجلوا في خطوتهم، لافتا إلى أن وزير التعليم العالي صرح بأن الوزارة ستوفق أوضاع الطلاب الشماليين والجنوبيين بعد الاستفتاء، وأضاف أن ما حدث من ترحيل الجامعات الجنوبية إلى مقارها يمثل استعجالا من مديريها.

في السياق ذاته، قال الطالب كريم الدين السماني إنهم تمكنوا بعد معاناة وطول انتظار من مقابلة مدير مكتب الوزير الذي تسلم المذكرة، لافتا إلى أنه وعد الطلاب بطباعة الشهادات للخريجين، اعتبارا من الغد وحل بقية المشكلات، غير أنه أشار إلى أن مدير مكتب الوزير لم يحدد سقفا زمنيا لحل بقية المشكلات.

وتابع كريم الدين أن هناك تضاربا بين حديث مدير مكتب الوزير والأمين العام للوزارة مبينا أن الأخير ذكر لهم أنه لن يخدع الطلاب، وأن الوزارة ليس لديها حل باعتبار أن الجامعة مستقلة وتملك قراراتها، ووعد بحل القضية حال حدوث الانفصال وتبعية الجامعة للشمال، وأوضح أن الأمين العام هاتف نائب مدير الجامعة وحدد لهم موعدا للقائه اليوم. وأردف كريم الدين أن الأمين العام نقل للطلاب إمكانية تدخل الوزارة في حالة وجود ثغرة في لوائح الجامعة تمكنها من التدخل.