عضو في «كبار العلماء» بالسعودية: منفذو العمليات الانتحارية مجاهدون في «سبيل الشيطان»

قال إن تفجير الإسكندرية «غدر» بالنصارى.. وإن اسم المسلم والإرهابي باتا مقترنين

TT

وجه عضو في هيئة كبار العلماء في السعودية، هجوما غير مسبوق على العمليات الانتحارية، معتبرا أن منفذيها «مجاهدون في سبيل الشيطان».

وأفتى الشيخ صالح الفوزان أحد أبرز أعضاء هيئة كبار العلماء السعوديين، بعدم جواز قتل النفس، عبر العمليات الانتحارية، وذلك في محاضرة ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله (وسط العاصمة الرياض).

وقال الفوزان: «لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقتل نفسه.. بهذا التفجير يعلم بأنه سيقتل، إذن فهو قاتل لنفسه متعمدا والعياذ بالله.. وهو يزعم بأنه مجاهد في سبيل وهو ليس مجاهدا في سبيل الله، مجاهد في سبيل الشيطان هو الذي أغراه وسول له، سواء كان شيطان الجن أو شيطان الإنس، الواجب التنبه لهذا الأمر».

وسجل موقفا من التفجير الذي طال كنيسة في مدينة الإسكندرية المصرية، معتبرا إياه نوعا من «الغدر».

وقال في تعليقه على حادث التفجير الذي طال كنيسة القديسين: «هذا من الغدر.. إن كان من المسلمين الذين هم من أهل مصر فهو من الغدر لأن هؤلاء النصارى لهم عهد ولهم ذمة عند المصريين، فهم جيرانهم ويسكنون معهم فلا يجوز الغدر بهم وإن كان من خارج مصر وليس من أهلها فهذا لا يحسب على مصر».

وأبدى الشيخ صالح الفوزان أسفه لارتباط الإرهاب بالإسلام. وقال: «كما تعلمون الآن أصبح اسم الإرهابي واسم المسلم مقترنين.. إذا قيل مسلم قالوا هذا إرهابي لأن الإسلام عندهم هو الإرهاب.. سواء أكانوا يريدون التدليس على الناس أو أنهم جهال بالإسلام». وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أن الجهاد من الأحكام السلطانية، التي لا يأمر بها إلا ولي الأمر، وأن ما يحدث الآن من أعمال إرهابية ليس جهادا بل «تخريب».

ورد على سؤال نصه «فضيلة الشيخ: لماذا هذا العداء على الجهاد وتحريض الناس على عدم الذهاب إليه مع أن الأمة الإسلامية محتاجة لهذا الجهاد والأعداء لا يريدون الجهاد ونحن نوافقهم؟» قائلا: «نحن نقر بالجهاد ونرغب فيه ولكن هذا ليس بجهاد هذا تخريب قتل للنفوس بغير حق.. الجهاد له أحكام وله ضوابط وشروط يتولاه ولي أمر المسلمين ويدعو إليه، حتى بنو إسرائيل قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله.. فالجهاد من الأحكام السلطانية هو الذي يأمر به ويتولاه وهو الذي يجند الجنود ويعد الأسلحة».

وشدد الشيخ الفوزان على حرمة الأنفس المعصومة، سواء كان من المسلمين أو من المستأمنين. وقال متسائلا: «الأطفال ما جرمهم؟ النساء ما جرمهن؟ المستأمنون والمعاهدون الذين لم يحصل منهم أذى على المسلمين ما جرمهم..؟».

وأكد أنه حتى لو وقع ضرر من المستأمنين والمعاهدين على المسلمين، فليس من حق أحد أن يعتدي عليهم، وقال: «ومن حصل منه شيء يرفع أمره لولي الأمر.. ليس أنت من تعاقبهم؛ المسألة محكومة ولها أنظمة وأحكام شرعية».