النائب العام في مصر ينفي تحديد هوية مرتكبي تفجير الإسكندرية.. ويطالب الإعلام بتحري الدقة

أبو الغيط ينتقد الاتحاد الأوروبي.. والبابا شنودة يبدأ رحلة علاجية بأميركا

TT

نفى النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، تقارير صحافية نُشرت أمس، نسبت إليه تصريحات تتحدث عن تحديد هوية مرتكبي حادث الانفجار الذي وقع أمام كنيسة القديسين (مار مرقس والأنبا بطرس) بالإسكندرية، عشية أول أيام العام الميلادي الجديد، مطالبا وسائل الإعلام بتوخي الدقة حفاظا على سير التحقيقات التي تجريها النيابة.

وقال المكتب الفني للنائب العام في بيان له أمس: «لم تصدر عن المستشار عبد المجيد محمود أو مكتبه الفني أي بيانات أو تصريحات أو أخبار بشأن حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية»، مشيرا إلى أن «التحقيقات الابتدائية التي تجريها النيابة العامة تكون سرية بنص القانون، وأن المشرع الجنائي حرص على عدم إفشاء إجراءات هذا التحقيق أو نتائجه».

وأوضح البيان أن هذه السرية تكون مفروضة على الجمهور وعلى القائمين بالتحقيق لمصلحة التحقيق ذاته، وبغية إظهار الحقيقة، علاوة على كونها تمثل حماية لجهات التحقيق من التأثر بوسائل الإعلام.

من جانبه، شن أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، هجوما لاذعا على الاتحاد الأوروبي، معتبرا أنه «ليس جهة تقييم للأداء المصري في ما يتعلق بموضوع يقع في صميم الشأن الداخلي المصري، مثل تعامل الدولة مع المسيحيين والعلاقة بين المسيحيين والمسلمين»، مؤكدا أن مصر لن تسمح باستخدام الأحداث التي وقعت في مصر للتخديم على مواقف أي سياسي غربي.

وقال أبو الغيط، في تصريحات له أمس: «مع الأسف بدأنا نرصد مواقف غير مريحة من البعض في أوروبا، وتحديدا من الذين ينتمون إلى التيارات اليمينية، وكلها مواقف تهدف في الأساس، كما نراها، لخدمة أوضاع سياسية داخلية لديهم، وأؤكد أن ما وقع في مصر من أحداث لن نسمح بأن يكون مطية يستخدمها أي سياسي في الغرب للتخديم على مواقفه»، مضيفا: «هذا أمر مرفوض كلية، ولن نمكنهم من ذلك».

وحول ما إذا كانت مصر قد قدمت تعهدات لدول أوروبية بأنها ستكثف من إجراءاتها لحماية المسيحيين في مصر، قال أبو الغيط: «هذا غير صحيح على الإطلاق؛ مصر لا يمكن أن تتعهد لأطراف خارجية، مهما بلغت العلاقة معها، بمثل هذا الكلام، إنما الحقيقة هي أن مصر أعلنت على الملأ، وعلى لسان رئيس الجمهورية، التزامها الصارم بحماية أمنها وأمن مواطنيها ومكافحة الإرهاب والقضاء عليه وتعقب الجناة في هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة، هذا موقف مصري واضح لا يتزعزع ولا يصح أن يقال إنه تعهد من مصر لهذه الدولة أو تلك».

واعتبر أبو الغيط «أن منهج تبني البعض في الغرب، وبالذات في الاتحاد الأوروبي، للمسيحيين في الشرق من شأنه أن يؤزم الأمور بشكل كبير، وهو ما يلقي بعلامات استفهام كبيرة حول طبيعة الاتحاد الأوروبي ذاتها، بل يكرس في تقديرنا الانطباع السائد الذي يقول به رجال دين غربيون من أن (الاتحاد الأوروبي هو ناد مسيحي ويجب أن يظل كذلك)، هذه المنطلقات في التعامل خاطئة، وتؤجج الفتنة، وتنسف المنطلقات الصحيحة للتعايش، أرجو أن يراجع الساسة الأوروبيون الذين يتبنون هذا المنهج موقفهم».

وعلى صعيد متصل، قال السفير حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن اللجنة الوزارية المصغرة، التي عقدت في طرابلس بليبيا لمناقشة وصيانة مقترحات تطوير العمل العربي المشترك، تطرقت في مداولاتها إلى العمل الإرهابي الذي تم ضد كنيسة القديسين بالإسكندرية، إذ أعربت الوفود المشاركة عن خالص تعازيها لمصر حكومة وشعبا ولأسر الضحايا، وكذلك عن إدانتها الكاملة لهذا العمل الذي اعتبروا أنه يهدف إلى إحداث فتنة في مصر، وأعربوا عن دعمهم الكامل وثقتهم التامة في تلاحم النسيج المصري في وجه مثل هذه الأعمال الإرهابية.

وأشار المتحدث إلى أن أبو الغيط اقترح على أمانة الجامعة العربية إضافة بند في القمة العربية الاقتصادية المقبلة في شرم الشيخ، حول رفض التدخل الخارجي، والغربي تحديدا، في الشأن العربي، من خلال ما يتم الترويج له من مساعدة مسيحيي الشرق أو حمايتهم، وشدد على أن مثل هذه الدعاوى مرفوضة شكلا وموضوعا، وأن مصر ستتصدى لها بكل قوة، لأنها تزيد الفتنة وتوسعها وتؤججها.

من جهة أخرى، يبدأ البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر اليوم رحلة علاجية بمستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية.

وقالت مصادر كنسية لـ«الشرق الأوسط»: «إن البابا لا يعاني من شيء، ولكنه سيجري فحوصات طبية دورية، تشمل القلب والكليتين، بالإضافة إلى متابعة العملية الجراحية التي أجراها قبل عامين لعلاج كسر في الفخذ، أصابه إثر سقوطه على الأرض».

وأكدت المصادر أن البابا شنودة سيتابع من أميركا نتائج التحقيقات وتطورات الموقف في ما يخص حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، إذ سيرفع مساعدوه له تقريرا يوميا بالتطورات الجارية.

ورأس البابا شنودة الثالث (86 عاما) قداس عيد الميلاد مساء يوم الخميس الماضي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة)، وظهر شاحبا، وكان صوته متعبا في بعض الأحيان ومتحشرجا في أحيان أخرى، كما اعتمد على اثنين من مساعديه لصعود بضع درجات أمام المذبح (المنصة الرئيسية) بالكنيسة.

ويعاني شنودة، الذي يعتلي الكرسي البابوي منذ عام 1971، من مشكلات صحية في العمود الفقري والكليتين والمرارة والقلب.