حكومة هنية ستعمل على «إلزام» جميع الفصائل بوقف إطلاق الصواريخ

«الجهاد» تنفي اتخاذ حكومة حماس أي إجراءات عملية.. وتصف التصريح بـ «غير الموفق»

فلسطينيون تجمعوا حول دراجة نارية دمرها صاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية في خان يونس أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي كثفت إسرائيل من تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية كبيرة لقطاع غزة، حثت الحكومة المقالة في قطاع غزة الفصائل الفلسطينية على ما سمته «التوافق الوطني» بينها بشأن الوضع الميداني في قطاع غزة.

وقال طاهر النونو، الناطق بلسان الحكومة في بيان صحافي مقتضب، إن هذا التوافق انطلق «من تقدير المصلحة العامة وحماية الشعب الفلسطيني ومقدراته»، مشددا على أن الحكومة ستقوم بدورها في تعزيز التوافق الوطني وإلزام الجميع به.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالنونو لتفسير ما يعنيه بكلمة إلزام بقية الفصائل به، والكيفية التي سيلزمها بالتوافق الوطني، غير أنه لم يكن متوفرا للتعليق.

وأشار النونو إلى أن حكومته تجري اتصالات محلية وعربية ودولية لتجنيب الشعب الفلسطيني أي عدوان إسرائيلي جديد. وأكدت مصادر في حركة حماس لـ«الشرق الأوسط» أن التوافق الوطني ينص على «تفويت الفرصة على الاحتلال وعدم تقديم أي مسوغات تسمح له بشن عدوان على القطاع».

وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت على صفحتها الأولى أمس، نقلا عن مصادر فلسطينية مطلعة أن حماس تواجه صعوبات كبيرة في إقناع الفصائل بالحفاظ على التهدئة مع إسرائيل. وأكدت المصادر أن حماس لجأت مؤخرا إلى نشر مجموعات تابعة للأمن الداخلي بلباس مدني على حدود القطاع لمنع إطلاق أي قذائف باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لحدود القطاع.

ووصف داود شهاب، الناطق الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي، التصريح بـ «غير الموفق». وشدد شهاب في تصريح لـ «الشرق الأوسط»، على أن الفصائل الفلسطينية لم تلمس أي إجراءات عملية من حكومة غزة ضدها عقب التصريح أو قبله، مثل نشر قوات على الحدود، كما أشارت بعض وسائل الإعلام.

وشدد شهاب على أن الكرة في ملعب «العدو الصهيوني الذي يواصل العدوان على غزة، في حين أن فصائل المقاومة في مرحلة دفاع عن النفس». وشدد شهاب على أن الفصائل ملتزمة بالتوافق بما يخدم المصلحة الوطنية وفي إطار تقديرها وفهمها للوقائع، مشيرا إلى أن «حصيلة الشهداء خلال الشهر الحالي تؤكد أن إسرائيل هي التي تصعّد عدوانها، في حين أن المقاومة تمارس حقها المشروع في الدفاع عن شعبها».

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي واصلت فيه مجموعات فلسطينية مسلحة إطلاق قذائف الهاون باتجاه البلدات اليهودية وراء الخط الفاصل بين غزة وإسرائيل.

وحمل عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار، إسرائيل المسؤولية عن تواصل إطلاق الصواريخ من قبل المجموعات الفلسطينية المسلحة. وفي تصريحات للصحافيين أمس في غزة، قال الزهار إن إطلاق الصواريخ يستهدف بشكل خاص القوات الإسرائيلية التي تتوغل في قلب غزة، معتبرا أن هذا عملا مشروعا، موضحا أن ما يجري «على أرض الميدان هو عمليات للتصدي لقوات الاحتلال التي تتوغل في القطاع، ويأتي في إطار الدفاع عن النفس».

وأشار الزهار إلى أن إسرائيل توجه رسائل عدة عبر تهديداتها الأخيرة التي توعدت بها غزة. وقال الزهار: «تأتي هذه التهديدات في سياقات عدة، منها توجيه رسائل تهديد للفلسطينيين، وأخرى لطمأنة المستوطنين، وبعضها لجس نبض فصائل المقاومة أو أنها ترد على برنامج المقاومة».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد هدد بتوجيه ضربات عسكرية «شديدة» لغزة إذا تواصل إطلاق الصواريخ.

حذر يوسف رزقة، المستشار السياسي لهنية، من أن تكون التهديدات الجديدة تمهيدا لعملية مفاجئة أو اغتيالات محدودة أو حرب استنزاف. وأوضح أن الحكومة في غزة تؤخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وتبلغ العاملين في أجهزتها المختلفة لأخذ أقصى درجات الحيطة.

من ناحية ثانية، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس، النقاب عن مداولات نصب بطاريتين من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في منطقة النقب جنوب أراضي إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن القرار بدراسة نصب البطاريتين جاء في أعقاب الضغط الذي يشكله السكان هناك على حكومة نتنياهو، مرجحة أن يقر جيش الاحتلال نصب البطاريات وتفعيلها خلال الأيام القريبة المقبلة.

واللافت في هذه الخطوة، هو أن الجيش الإسرائيلي كان أجرى تجارب ناجحة على القبة الدفاعية، ثم قرر نصبها في معسكرات تابعة له في منطقة النقب، على أن يتم استخدامها في الوقت الملائم، وهو وقت تشهد منطقة الجنوب تصعيدا خطيرا.