البشير: الجنوب كان عبئا منذ الاستقلال.. ومستشاره يدعو لاتحاد من 6 دول أفريقية

انتهاء مرحلة الاقتراع في استفتاء الجنوب اليوم.. والخرطوم تؤكد أنه «نزيه بدرجة كبيرة» وستقبل نتائجه

مراقبة من جامعة الدول العربية تتحدث الى نظيراتها السودانيات في احد المركز في الخرطوم (أ.ب)
TT

حمل الرئيس السوداني عمر البشير، بريطانيا، مسؤولية انفصال الجنوب، متهما من سماهم بـ«أعداء السودان» بالعمل على تفتيته، وتقسيمه إلى عرقيات وطوائف. وكشف أن الجنوب «كان عبئا على السودان»، لذلك منح حق تقرير المصير. وقال قيادي بارز في «المؤتمر الوطني» الحاكم في السودان، أمس، إن استفتاء الجنوب «نزيه بدرجة كبيرة»، وإن حزبه سيقبل بنتيجته المرجحة وهي الانفصال في إشارة تصالحية ستهدئ المخاوف من تجدد الحرب. وأعلنت مفوضية الاستفتاء أن اليوم السبت هو آخر أيام الاقتراع، إيذانا ببدء الفرز.

وقال الرئيس عمر البشير، خلال لقاء جماهيري بشرق الخرطوم، إن «الحديث عن ظلم الشمال للجنوب كذبة وفرية خلقها الاستعمار البريطاني الذي وضع قانون المناطق المقفولة»، يعني الجنوب. وأضاف «الظلم الذي يتحدثون عنه هو ظلم تاريخي ليس للشمال أو للمسلمين يد فيه»، ونوه بأن حرب الجنوب بدأت عام 1955 «قبل خروج المستعمر»، واعتبر أن الجنوب ظل عبئا على السودان منذ الاستقلال، وقد أعطي حق تقرير المصير لتحديد رغبته.

وجدد البشير تمسك حكومته بتطبيق الشريعة الإسلامية، مشددا على رفض الدولة المدنية، وقال «لا دولة علمانية أو مدنية في السودان»، مبينا أن «الحديث عن دولة مدنية يعني إقامة دولة علمانية». واتهم الرئيس السوداني أعداء السودان الذين لم يسمهم بالعمل على تفتيته وتقسيمه إلى عرقيات.

من جانبه، دعا مستشار الرئيس السوداني إبراهيم أحمد، قادة الدول المحيطة بالسودان، والفريق سلفا كير، إلى التوجيه بتشكيل لجنة من علماء ومفكرين واستراتيجيين وخبراء لينظروا في إمكانية قيام اتحاد كونفيدرالي بين دول الركن الشمالي الشرقي من أفريقيا، وأشار إلى مصر وليبيا وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان والسودان. وناشد زعماء الدول المعنية بعدم الرضوخ لضغوط الغرب وإسرائيل لأنهم يريدون تفتيت هذه المناطق.

وتصل عملية الاستفتاء اليوم إلى آخر أيامها، بعد سبعة أيام من تصويت الجنوبيين في استفتاء تقرير مصيرهم. وذكرت المفوضية أن عمليات الاستفتاء قد تواصلت بالمراكز داخل السودان وخارجه منذ التاسع من يناير (كانون الثاني) وحتى يوم أمس بشكل سلس، وأن اليوم يعتبر اليوم الختامي للاقتراع حسب الجدول الزمني المعلن في هذا الصدد. ومرت العملية بهدوء لافت، ولم تشهد أي أحداث مع أن حالة من التوتر استبقت الاستفتاء الذي ربما يفضي إلى انفصال جنوب السودان.

من جهته، قال إبراهيم غندور، مسؤول العلاقات السياسية في «المؤتمر الوطني» الحاكم، إن الاستفتاء «نزيه بدرجة كبيرة»، وإن حزبه سيقبل بنتيجته. وقال غندور إن «الاستفتاء نزيه بدرجة كبيرة.. رغم بعض التقارير التي تحدثت عن عمليات ترويع تعرض لها أنصار الوحدة في مناطق نائية من ولايات بحر الغزال». لكنه استطرد قائلا إن عملية الاستفتاء تجري حتى الآن بسلاسة وبشكل سلمي للغاية. وعبر عن اعتقاده بأنها ستفي بالمعايير الدولية. لكنه قال إنه يجب الانتظار إلى حين الاطلاع على التقرير النهائي لمراقبي الخرطوم وأيضا المراقبين الدوليين. واستطرد أنه في حالة حدوث الانفصال سيكون الشمال مستعدا لدعم الدولة الجديدة، وأن أهل الشمال يتطلعون لإقامة علاقات أخوة مع الجنوبيين.

ورحبت الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان بتصريحات غندور. وقال «ان إيتو»، وهو مسؤول كبير في الحركة «يسعدنا تماما أن نسمع ذلك.. إنه لأمر رائع». وتابع قائلا «نحترم قولهم ذلك، لكن ذلك ليس نهائيا، إنه لفظي وحسب».

وقال غندور إن «حزب المؤتمر الوطني غير لهجته والسودان الآن مقبل على نهاية العملية، وإن الخرطوم تعرف النتيجة المرجحة، وبالتالي يجب أن يكون الحديث الآن عن النتيجة». وتابع قائلا إن هناك مزيجا من الحزن والتفاؤل بالمستقبل. وأضاف أن أعضاء حزب المؤتمر سيحزنون بشدة إذا فقدوا جزءا من بلادهم، لكنهم سيشعرون بالرضا لأنهم نفذوا التزاما هو اتفاق السلام الشامل لعام 2005. وقال غندور إن وعود الشمال بقبول نتيجة الاستفتاء لا علاقة لها بتقديم الولايات المتحدة حوافز. وكانت واشنطن قد عرضت تخفيف العقوبات إذا أجرت الخرطوم الاستفتاء بسلام وسوت الصراع الدائر في دارفور.