«الوصفة التونسية للتغيير» تثير جدلا على مواقع الإنترنت الاجتماعية

استحوذت على بعضها مشاهد الفوضى.. و«الخطاب الأخير» للرئيس المخلوع

TT

أثار ما أطلق عليه مستخدمون لصفحات اجتماعية بالإنترنت «الوصفة التونسية للتغيير»، جدلا بين مؤيد ومعارض، في وقت استحوذت فيه مشاهد الفوضى و«الخطاب الأخير» للرئيس السابق زين العابدين بن علي، على الكثير من هذه الصفحات.. وبدا أن هناك ردود فعل متضاربة يجدها المتابع للمواقع الاجتماعية ومستخدمي الإنترنت تعكس ما يدور في الشارع التونسي خاصة، والشارع العربي عامة.

تعبيرات غالبيتها عفوية وكُتبت على عجل، تعبر عن مدى الإعجاب أو المخاوف أو القلق مما قام به الشعب التونسي. السؤال يمكن تلخيصه من مئات التعليقات على صفحات المواقع الاجتماعية المختلفة: وماذا بعد؟ وهل من سيحل محل زين العابدين بن علي الذي حكم بلاده 23 عاما، سيكون أفضل، أم أنه سيحل عليهم من لا يجيد مسك الدفة فينحرف بالبلاد إلى المجهول؟

على موقع «يوتيوب» تم نشر الخطاب الأخير للرئيس زين العابدين الجمعة الماضي. ووصل عدد المشاهدين لهذا الخطاب، حتى مساء أمس، إلى عشرات الآلاف. وعلى رابط واحد على الإنترنت شاهد الخطاب الأخير 11000 زائر في أقل من 24 ساعة. ووضع هذا الرابط مستخدم يدعى «réside à Lyon»، وبدا أنه يقوم بنشر هذه المادة من مكان ما في فرنسا التي توجد فيها الجالية التونسية بكثرة.

بكتابة كلمة «تونس» في عشرات المواقع الاجتماعية، سواء بالعربية أو الإنجليزية أو الفرنسية، سيظهر لك حجم الاستحواذ والاهتمام الذي أبداه المتصفحون العرب داخل الأقطار العربية وخارجها، وستلحظ أن هناك الكثير من المستخدمين حولوا صورهم إلى صورة العلم التونسي، من دون أن يبدوا رأيا واضحا فيما إذا كانوا حزانى على النظام الراحل، أم متضامنين مع «الثوار»، أم مصابين بصدمة وعدم تصديق لما وقع في ذلك البلد الهادئ في غمضة عين.

وكأن المواقع الاجتماعية تحولت إلى جهة تأريخ بالصوت والصورة والكلمة، لما جرى في تونس، منذ حرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه قبل نحو شهر احتجاجا على منعه من البيع على قارعة الرصيف، وهو الحادث الذي أشعل الغضب الشعبي في تونس، وانتهى برحيل الرئيس بن علي. وبخلاف خطبة الرئيس الأخيرة، كان العامل المشترك بين الكثير من المواقع الاجتماعية على الإنترنت هو الجدل حول ما حدث من اشتباكات وقمع وفوضى وملاحقات وغيرها من أحداث عنف.

يمكنك أيضا، وأنت على «يوتيوب»، متابعة التعدي على ما قيل إنه منزل عماد الطرابلسي، الشقيق الأصغر لزوجة الرئيس المخلوع، وانتشار نبأ طعنه بسكين أدى إلى وفاته بالمستشفى العسكري هناك. ويظهر على الفيديو، ومدته دقيقة و7 ثوان، أن المحتجين اقتحموا منزل الطرابلسي وقاموا بنهب محتوياته.

أما عن ردود الفعل على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا «تويتر» فتعتبر متابعة الأحداث على هذا الموقع بمثابة بث مباشر ونقل حي لكل ما حدث في تونس. كما تتباين التعليقات التي يرد بها المستخدمون بين بعضهم بشأن ما حدث بين المباركة والقلق، والجدل حول الديمقراطية والغلاء في العالم العربي، وما يمكن أن يحمله المستقبل للعرب ودول المغرب العربي عامة وللتونسيين خاصة. وتأسست مئات المجموعات على موقع «فيس بوك» بخصوص التطورات في تونس. وأشهر مقاطع الفيديو على «فيس بوك» يحمل اسم «انتفاضة البوعزيزي انتفاضة الوطن العربي»،

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»