كابل: مقتل 9 مدعوين لحفل زفاف في انفجار قنبلة

وزير الدفاع الألماني يتوقع اشتباكات عنيفة لقوات بلاده في أفغانستان

TT

قال حاكم إقليم بغلان، شمال العاصمة الأفغانية كابل: إن قنبلة مزروعة على الطريق انفجرت في سيارة تقل 9 مدعوين لحفل زفاف في شمال شرقي أفغانستان أمس، مما أودى بحياتهم جميعا وبينهم طفل.

وقال منشئ عبد المجيد، حاكم بغلان: إن 6 نساء ورجلين راحوا ضحية الانفجار الذي وقع بالإقليم. إلى ذلك، قال مكتب حاكم إقليم هلمند بجنوب أفغانستان أمس: إن قنبلة مزروعة على الطريق قتلت 6 مدنيين وأصابت 3 آخرين في منطقة سانجين بالإقليم المضطرب. ومنطقة سانجين واحدة من ساحات المعارك الرئيسية في الصراع المحتدم بين القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي ومقاتلي حركة طالبان في إقليمي هلمند وقندهار بجنوب أفغانستان. وأسهمت سلسلة من الهجمات في أنحاء البلاد في تبديد الاعتقاد بتراجع القتال في فصل الشتاء. وفي حين يستهدف المقاتلون القوات الأفغانية والأجنبية عادة، فإن المدنيين هم الذين يكتوون بنار الهجمات حين تحاصرهم نيران الجانبين. وقالت الأمم المتحدة إن 2412 مدنيا قتلوا وأصيب 3803 بين يناير (كانون الثاني) وأكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي في ارتفاع نسبته 20% عن عام 2009. وفي 7 يناير قتل انتحاري 17 شخصا بينهم 16 مدنيا وأصاب 21 آخرين داخل أحد الحمامات العامة في إقليم قندهار المجاور في أسوأ هجوم تشهده البلاد منذ قرابة 6 أشهر. وفي برلين، أعرب وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ عن توقعه دخول قوات بلاده في أفغانستان في اشتباكات عنيفة مع طالبان خلال العام الحالي. وذكر غوتنبرغ، في تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية، الصادرة أمس، أن عناصر طالبان تشعر بالضغط العسكري المتزايد عليها من قبل القوات الألمانية، موضحا أن ذلك سيجعل ردود فعلهم أكثر يأسا وبالتالي أكثر عنفا. وأضاف الوزير: «المسؤولون في المنطقة يقدرون الوضع حاليا في أفغانستان بأننا نقترب من ذروته». وفي الوقت نفسه ذكر غوتنبرغ أن الاشتباكات المستمرة في شهور الشتاء تدل أيضا على نجاح الاستراتيجية الجديدة للجيش الألماني، موضحا أن المقاومة تزيد بالقدر نفسه الذي تسطير فيه القوات الألمانية على المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن البرلمان الألماني (بوندستاج) يعتزم التصويت على تمديد فترة مشاركة القوات الألمانية في المهمة الدولية بأفغانستان لمدة عام آخر في 28 من الشهر الحالي. ولم تضع الحكومة الألمانية في طلب التمديد موعدا محددا لبدء انسحاب القوات الألمانية من أفغانستان، إلا أنها تسعى لبدء الانسحاب بحلول نهاية العام الحالي إذا سمحت الأوضاع الأمنية بذلك. وفي هذا الصدد قال غوتنبرغ: «يتعين أن يكون بدء خفض عدد القوات الألمانية في أفغانستان مسؤولا ومقبولا»، معربا في الوقت نفسه عن تفاؤله إزاء إمكان توصل الحكومة إلى موقف مشترك في هذا الأمر. تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يضم التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، والحزب الديمقراطي الحر. في المقابل، يتمسك وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، بوضع خطة زمنية محددة للانسحاب. وقال فسترفيلي في تصريحات لصحيفة «هامبورغر آبندبلات»: «إذا لم نضع خطة زمنية فسيكون هناك خطر كبير بأن الوضع في أفغانستان سيستمر على ما هو عليه الآن». وناشد الوزير مجددا الكتل الحزبية في البرلمان الألماني الموافقة على تمديد مهمة القوات الألمانية في أفغانستان.

يُذكر أنه من المتوقع أن يعارض أو يمتنع الكثير من نواب الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض عن التصويت على تمديد التفويض. من جانبه، طالب فرانك فالتر شتاينماير، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، مجددا، ببدء انسحاب القوات الألمانية من أفغانستان خلال العام الحالي.