توافد القادة العرب على منتجع شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية الثانية

8 زعماء أكدوا مشاركتهم * والوفد التونسي برئاسة وزير الخارجية * واعتذار الحريري

أعلام عربية مرفوعة أثناء القمة العربية الاقتصادية الثانية في منتجع شرم الشيخ في مصر أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد ثمانية من الزعماء العرب مشاركتهم في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية بشرم الشيخ، التي ستعقد الأربعاء المقبل، برئاسة مصر، بينما أشارت مصادر بالخارجية المصرية إلى مشاركة تونس بوفد، برئاسة وزير خارجيتها، واعتذار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني سعد الحريري عن الحضور.

ومن الزعماء الذين أكدوا المشاركة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، وملك المغرب الملك محمد السادس، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إضافة إلى الرئيس المصري حسني مبارك. بينما أفاد السفير عبد الرحمن سر الختم، سفير السودان لدى مصر، أن الرئيس عمر البشير سيرأس وفد بلاده في القمة.

وقال إن الرئيس البشير سيطلع القادة العرب على تطورات الأوضاع بالسودان، خاصة مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب، في ضوء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب الذي انتهى أول من أمس.

وأضاف سر الختم أنه طلب من الدول العربية الاستمرار في تقديم الدعم الاقتصادي للسودان، بغض النظر عن نتائج الاستفتاء على تقرير المصير، مؤكدا أهمية الدعم العربي لتنفيذ مشاريع البنى التحتية الرابطة بين الشمال والجنوب، وكذلك المشاريع التي تضمن الاستمرار في التكامل الاقتصادي بين الجانبين.

كما أوضح مندوب العراق لدى جامعة الدول العربية السفير قيس العزاوي، أن وفدا عراقيا يضم أكثر من مائة فرد من وزارتي الداخلية والخارجية، وغيرهما من الوزارات المعنية بالتحضير للقمة العربية العادية المقبلة في بغداد، يتابع عن كثب خبرة مصر في تنظيم القمم العربية والمؤتمرات الكبرى.

وقال العزاوي إنه: «ستكون هناك اجتماعات مشتركة مع الجانب المصري في القاهرة وشرم الشيخ للاستفادة من التجربة المصرية في تنظيم المؤتمرات»، وأضاف أن هناك تنسيقا بين مصر والعراق بمستوى غير مسبوق، مشيرا إلى أن عددا من أعضاء الوفد وصل إلى مصر أمس، بينما يصل باقي الأعضاء في وقت لاحق.

ومن جهة أخرى، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي، أمس، أن تونس ستشارك بالقمة وسيمثلها وفد برئاسة وزير الخارجية كمال مرجان.

وقال زكي إن الشيخ سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، أبلغ مصر اعتذاره عن المشاركة في القمة، نظرا لتطورات الأوضاع في لبنان.

وقال زكي في رده على سؤال حول رؤية مصر تجاه الوضع المتصاعد داخل لبنان، على خلفية ما يتردد عن قرب صدور قرار الاتهام في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري: إن «الوضع في لبنان يحظى من مصر باهتمام كبير، ومصر حريصة على استقرار لبنان دائما، وحريصة على سيادة لبنان أيضا، وحريصة على العدالة وعلى أن يحل اللبنانيون مشكلتهم بأنفسهم إذا تمكنوا من ذلك، ومعنى هذا ضرورة رفع الأيدي الخارجية عنهم».

وأضاف زكي أن «مصر تتابع كل الاقتراحات التي تتحدث عن تشكيل مجموعة دولية لمساعدة لبنان، لكن كل هذه الأفكار لا بد أن تكون واضحة حتى يمكن أن تحقق الغرض، وألا تكون المسألة من قبيل التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وهو أمر لا تحبذه مصر أبدا».

وحول وضع اللبنانيين ما بين اختيار العدالة أو الاستقرار، شدد زكي على أن هذه معادلة فاسدة، وقال: «سبق وقلنا إن التخيير هذا أمر مرفوض.. لأن العدالة مطلوبة والاستقرار أيضا مطلوب. والعبث بالاستقرار مرفوض تماما، ويجب أن يكون كذلك من جانب أي طرف»، مؤكدا على أن «اللبنانيين مصيرهم هو العيش مع بعضهم البعض، ولا بد أن يعرفوا كيف يعالجون المشكلات التي تحدث من جراء الأزمات التي مرت بهم في السنوات الأخيرة، وبالتالي لا بد لهم أن يتناقشوا ويتحاوروا فيما بينهم في كل المواضيع، ونفضل أن يكون هذا من دون تدخل أيد خارجية، حتى لا تفسد هذه الحوارات اللبنانية».

وحول الوضع في السودان، وكيفية التعامل مع الشمال والجنوب، قال «الموقف المصري في هذا الموضوع واضح جدا، وسنحترم نتائج الاستفتاء وإرادة أهالي الجنوب، وهذا الموقف ليس موقف مصر وحدها، بل موقف مصر والحكومة السودانية في الشمال، وكذلك حكومات الدول العربية والمجتمع الدولي».

وردا على سؤال حول أهم المواضيع في القمة الاقتصادية بشرم الشيخ، رد زكي: «جدول أعمال القمة يشمل متابعة ما يجرى تنفيذه من مقررات قمة الكويت الاقتصادية قبل عامين، ويشمل أيضا مبادرة مقدمة من البنك الدولي لدعم الدول العربية في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويشمل كذلك عددا من البنود ذات الأبعاد الاقتصادية والتنموية.. ويمكن أن يتطرق إلى أي مسائل أخرى. وهنا نعني كل المواضيع ذات الصبغة السياسية غير الموجودة على جدول الأعمال، ولكن دائما ما يحدث عند أي تجمع للقادة أنهم يتناولون أمورا كثيرة تهم المنطقة».

وبشأن مستوى التمثيل العربي في القمة الاقتصادية، أفاد زكي: «هو تمثيل مرتفع ولا بأس به بالنظر إلى الظروف المتعلقة بالدول العربية».