مساعي س ـ س «الحميدة» منطلق لمنع تفاقم الوضع في لبنان

أكدها الاجتماع الثلاثي السوري ـ التركي ـ القطري في دمشق

الرئيس السوري، بشار الأسد، يتوسط أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، وهم يتوجهون أمس نحو القاعة التي عقدوا فيها اجتماعهم الثلاثي (إ.ب.أ)
TT

خرج الاجتماع الثلاثي السوري - التركي - القطري الذي انعقد في دمشق بعد ظهر أمس بتأكيد حرص قادة الدول الثلاثة على أن يكون هناك حل للأزمة في لبنان «مبني على المساعي السورية - السعودية» التي وصفت بـ«المساعي الحميدة» لتحقيق التوافق بين اللبنانيين ومنع تفاقم الأوضاع، واستغرق الاجتماع نحو أكثر من ساعتين في قصر الشعب بحث خلاله الرئيس السوري بشار الأسد وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة وخصوصا الأزمة في لبنان» بحضور وزراء خارجية الدول الثلاثة وليد المعلم وحمد بن جبر آل ثاني وأحمد داود أوغلو. وفيما لم يرشح في دمشق أي معلومات تفصيلية حول الاجتماع اكتفى بيان رسمي بالقول إن المباحثات تناولت «آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، وخصوصا الأزمة في لبنان»، حيث تم التأكيد على حرص القادة الثلاثة «على أن يكون هناك حل لهذه الأزمة مبني على المساعي الحميدة السورية - السعودية لتحقيق التوافق بين اللبنانيين ومنع تفاقم الأوضاع».

نقل البيان عن الرئيس الأسد وأمير قطر ورئيس الوزراء التركي تنويههم بقرار لبنان تأجيل الاستشارات النيابية «ريثما تتحرك الجهود السياسية لمساعدة اللبنانيين على إيجاد الحل الذي يحقق مصالح الشعب اللبناني واستقرار لبنان».

وجاء الاجتماع الثلاثي بالتزامن مع إعلان فرنسا اقتراح الرئيس نيكولا ساركوزي رسميا إنشاء «مجموعة اتصال» بشأن التطورات الأخيرة في لبنان تضم الدول التي لها علاقات خاصة مع لبنان، ومنها دمشق وأنقرة والدوحة والرياض وواشنطن. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر فرنسية أن الرئيس ساركوزي وعد بالدعوة إلى اجتماع في هذا الإطار قريبا دون أن يحدد على أي مستوى، وأن باريس أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذا الإجراء، مشيرة إلى أن الرئاسة الفرنسية أعلنت عن اتصالات عدة أجراها ساركوزي في الأيام الأخيرة بشأن الوضع في لبنان مع الرئيس الأسد، ورئيس الوزراء اللبناني الحريري، والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت إن فرنسا تواصل الحوار مع كل الدول التي تم التفكير فيها، والتي أبدت اهتماما للمشاركة في هذه المجموعة غير الرسمية من أجل تحديد طرق القيام بعمل مشترك للمساهمة بالحفاظ على استقرار لبنان ضمن احترام مؤسساته الديمقراطية وسيادته واستقلاله.

وكما قالت المصادر الفرنسية لصحيفة «الوطن» فإن الاتصالات مستمرة بين باريس ودمشق بشأن لبنان وآخرها اتصال بين وزير الخارجية وليد المعلم وقصر الإليزيه يوم الجمعة الماضي، موضحة أن صدور إعلان فرنسا عن مجموعة الاتصال قبل ساعات من الاجتماع الثلاثي الذي عقد أمس في دمشق «محض صدفة»، وأن ما يعمل عليه الرئيس ساركوزي «له مسار خاص عن المشاورات التي تجريها سورية».