مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: إيران تسعى لجر الغرب للاعتراف بدور إقليمي لها

ماجد عبد الفتاح لـ«الشرق الأوسط»: 30 ـ 40 مرشحا لمنصب الميسّر للمؤتمر النووي لمنطقة الشرق الأوسط

ماجد عبد الفتاح (أ.ف.ب)
TT

أبدى ماجد عبد الفتاح المندوب المصري الدائم لدى الأمم المتحدة عدم تفاؤله بالمفاوضات الدائرة حاليا بين مجموعة «5+1» (التي تمثل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا) وإيران، مشيرا إلى أن إيران تسعى إلى سحب دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بدور إقليمي لإيران في تسوية مشكلات المنطقة مثل أفغانستان وباكستان والصراع العربي - الإسرائيلي والإرهاب، بينما لا تعطي أي إجابة فيما يتعلق بمطالبات الجانب الآخر بما يخص ملفها النووي.

وقال في حديث أجرته معه «الشرق الأوسط» في لندن خلال زيارة له أن هذه هي الورقة التي تساوم بها إيران التي وصلت إلى مرحلة التخصيب النووي والذي لن يستطيع أحد إيقافها عنه، فالدول الغربية تريد منها التزاما وهي في المقابل تريد دورا إقليميا وعلاقات متميزة ومعاملتها كدولة رائدة كبيرة مثل الهند والبرازيل وهذه هي المساومة.

وشرح في الحوار أن الجانب العربي تحدث مع الأوروبيين قبل الاجتماع الذي عقد سابقا في فيينا أواخر العام الماضي مع إيران ومجموعة «5+1» لأن إيران تريد أن تعطي الانطباع بأن المباحثات هي حول قضايا إقليمية واعترافا بدورها في المنطقة، وهذا كلام خطير من وجهة نظر الجانب العربي لأنه لا يوجد لإيران مثل هذا الدور، نعم هناك دور إقليمي لها لكنه يتحدد بالمفاوضات مع الدول العربية ولا يمكن أن يتحدد من خلال اتفاق بين دول «5+1» وإيران. كما تم التأكيد على ذلك في الاجتماعات التي عقدت على هامش الجمعية العامة بأن الجانب العربي لن يقبل بإعطاء إيران أي دور إقليمي على حساب الدول العربية من دون موافقة الدول العربية.

وتحدث ماجد عبد الفتاح عن المؤتمر الذي يجري الإعداد لعقده العام المقبل لنزع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والتقدم الذي أحرز في هذا الصدد قائلا إن أول شيء مطلوب في خطة العمل هو بدء الإجراءات التنفيذية وتعيين ميسّر يتولى الإعداد للجوانب الإجرائية والموضوعية للمؤتمر وهذا كان يفترض أن يعين قبل نهاية العام الماضي، ولكن لكي يعين يجب توفر عدد من الشروط أولها التنسيق بين الدول الثلاث المودع لديها اتفاقية منع الانتشار النووي وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، والتي وقعت عام 1968 ودخلت حيز التنفيذ عام 1970، وانضممنا إليها في 1980. والمفترض تشكيل لجنة تسيير تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة والدول الثلاث بالتنسيق مع دول الشرق الأوسط.

وأشار ماجد عبد الفتاح إلى وجود 30 أو 40 مرشحا لمنصب الميسر بينهم شخصيات معروفة مثل هانز بليكس وريتشارد باتلر والرئيس المكسيكي السابق. وهناك مواصفات وضعها الجانب العربي لهذا المنصب أولها أن يكون شخصية رفيعة المستوى من مستوى وزاري فما فوق حتى تكون الاتصالات على مستوى عال، وثانيا ألا يكون من رعايا المنطقة العربية أو إسرائيل أو إيران أو الدول الثلاث المودع لديها الاتفاقية أو الدول الخمس النووية. وكذلك أن يتمتع بعلاقات طيبة مع إيران وإسرائيل.

وشرح أن الهدف من ذلك ليس مجرد أن نجتمع، فنحن نجتمع في الجامعة العربية باستمرار ويمكن أن نعد مشروع اتفاقية، لكن الهدف أن نجذب إيران وإسرائيل إلى مائدة التفاوض.. إيران، حتى لا تندفع في برنامجها النووي وتصل إلى مرحلة إنتاج الأسلحة النووية. وإسرائيل، للعمل على خفض أسلحتها النووية وإزالتها بالتدريج، وهي مصلحة مشتركة، فإذا كان المجتمع الدولي يحاول الآن التعامل مع قضية إيران فلا بد أيضا أن يتعامل مع قضية إسرائيل.

وحول الشكوك التي تثار حول عقد مؤتمر الشرق الأوسط في 2012، خاصة أنها سنة انتخابات رئاسية أميركية قال: نحن اقترحنا أن يكون المؤتمر عام 2013 في ورقة العمل التي قدمتها مصر ودول عدم الانحياز، لكن الأميركيين هم الذين طلبوا عام 2012 وبالتالي فهم ملتزمون بذلك. وحل التصريحات السلبية حول المؤتمر من جانب مسؤولين أميركيين نتيجة وضع اسم إسرائيل في الوثيقة قال: نحن نقول إن أميركا جزء لا يتجزأ من توافق الآراء الذي تم التوصل إليه، ولم تكن هذه الوثيقة لتصدر بكاملها إلا بموافقة الولايات المتحدة وكل الأعضاء، لأن القاعدة في معاهدة منع الانتشار هي توافق الآراء وبالتالي فمن الصعب أن تتخلى أميركا عن التزاماتها بعد أن وافقت عليها، فهي لم توافق على خطة عمل للشرق الأوسط فقط، ولكن خطة عمل لنزع السلاح ومنع الانتشار وخطة عمل فيما يتعلق بالاستخدامات السلمية وبالتالي لا تستطيع أن تعرب عن سعادتها بثلاث خطط وعدم سعادتها بخطة عمل رابعة.

وأوضح ماجد عبد الفتاح أن المؤتمر ليس المقصود أن يعد معاهدة لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية في عام 2012، وإنما يهدف إلى إرساء بداية عملية مثل عملية السلام، بمعنى أن تبدأ العملية بمؤتمر في 2012 ثم علمية لاحقة في 2013 و2104 وبالتالي فإنه ليس هناك مؤتمر واحد نذهب إليه ونوقع اتفاقية، بالعكس العملية معقدة جدا، وأتفق مع وجهة النظر التي تقول إن هناك الكثير من الشكوك حول جوانبها ولكن المسألة لا بد أن تبدأ بالخطوات الأولى ونبدأ بالمسائل التي يمكن الاتفاق عليها ولا بد أن يكون هناك عمل تحضيري كبير.

وحول علاقة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل بالوصول إلى اتفاق سلام قال ماجد عبد الفتاح: العمليتان تسيران في مسارين متوازيين بحيث يصلان إلى محطتهما النهائية في نفس الوقت لأن السلام والأمن مرتبطان فلا أستطيع أن أصل إلى السلام وأترك إسرائيل تتمتع بالوضعية النووية، أو لا أعرف ماذا ستفعل إيران ببرنامجها وهل تحوله إلى عسكري؟ فالمساران متوازيان وكل منهما يدعم الآخر.

وقال: إن ذلك يجب أن يأتي في إطار حزمة متكاملة والتزامات متبادلة بالتخلي عن أسلحة الدمار بكل أنواعها بيولوجية وكيماوية ونووية وكافة سبل إيصال هذه الأسلحة مثل الصورايخ.