مفتي السعودية منتقدا محرقي أنفسهم: ليسوا شجعانا أو شهداء

انتقد بشدة استخدامها كأسباب للضغط على الحكومات وتحقيق المطالب

TT

جرم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام السعودية، عمليات «حرق الأنفس» التي بدأت تنتشر بشكل واسع في عدد من الأقطار العربية، بعد أن بدأها أحد التونسيين الغاضبين ضد سياسات حكومته.

وانتقد المفتي بشدة اللجوء إلى «سفك الدم»، واعتماد هذا الأمر كأسباب للضغط وتحقيق المطالب، وذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله (وسط العاصمة الرياض). كما طالت انتقادات الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، من يروجون لعمليات حرق الأنفس، وتقديم منفذيها وكأنهم «شهداء».

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إن لجوء الإنسان إلى حرق نفسه هو من الانتحار بلا شك، وهو من الأمور المحرمة التي لم يأتِ بها الإسلام.

وجاءت تلك المواقف من رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية، كأول رد فعل ديني رسمي يصدر من الرياض تجاه عمليات «حرق الأنفس» التي بدأت تجتاح عددا كبيرا من الأقطار العربية، وذلك بعد أن أطلق شرارة تلك العمليات التونسي محمد البوعزيزي، اعتراضا على سحب البلدية للعربة التي كان يستعين بها لبيع الخضراوات، وذلك بعد أن أمضى 4 سنوات منذ تخرجه في الجامعة بلا وظيفة.

وقال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي يأتي على رأس المؤسسة الدينية الرسمية، إنه «لا يجوز للمسلم أن يقدم على سفك دمه تحت أي ظروف كانت، سواء فشل في عمل، أو فشل في تجارة، أو فشل في دراسة، أو فشل في وظيفة».

وأضاف: «كل هذه لا تبيح له الإقدام على هذه الجريمة، وأن الذين يروجون لذلك ويجعلونه سببا للضغط وتحقيق المطالب، ويروجون ويشيدون بأسماء أولئك بأنهم شهداء، كل هذا من المغالطات والأباطيل ومما يخالف شرع الله».

ورأى مفتي عام السعودية، أن عمليات حرق الأنفس والانتحار، من المصائب والبلايا التي حلت بالمسلمين. وقال: «هذه الجرائم النكراء التي يروج الإعلام أحيانا ويعظم أربابها ويظهرهم كأنهم الشجعان والمقدمون، كل هذا من الأمور المخالفة لشرع الله الحنيف».

ونبه إلى خطورة الإقدام على مثل تلك العمليات، وقال: «لا يقدم على قتل نفسه إلا ضعيف الإيمان فاقد الصبر، وليس على ثقة بربه ولا وعده، ولكنه ضعيف إيمان سولت له نفسه قتل نفسه، فلقي الله بالعذاب الأليم»، ودعا في الوقت نفسه كافة المسلمين إلى الصبر والاحتساب.

وحذر رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء فيها، من مغبة اللجوء إلى «الفوضى» لحل المشكلات، وكأنه يشير بذلك إلى الحالة التونسية التي أسقطت الرئيس زين العابدين بن علي، مؤكدا أن البلدان الإسلامية لا ينقصها أبدا قلة الموارد.

وقال: «البلدان الإسلامية لا ينقصها قلة الموارد أو قلة الخيرات، ولكن تحتاج إلى الإخلاص والتعاون على البر والتقوى، وإن حل المشكلات لا يكون بالفوضى، ولكن بالتفاهم والتعاون».

وأبدى المفتي أسفه لما آلت إليه الأوضاع في أكثر من بلد عربي ومسلم، وسمى من ضمنها العراق والسودان ولبنان.

وقال: «بلاد الإسلام اليوم تشكو من الظلم والعدوان؛ فهذا العراق، وهذه باكستان وأفغانستان والصومال، وهذا السودان، وهذا لبنان أيضا.. كل هذه البلدان تعاني من تخطيط أعداء الإسلام ضدها»، داعيا المسلمين لأن يعودوا إلى رشدهم، لإعادة العزة والكرامة لبلدانهم.