اليمن: اعتقال ناشطة حقوقية معارضة

الداخلية تحذر من المظاهرات غير المرخصة

متظاهرة يمنية تحمل صورة الناشطة توكل كرمان التي أوقفتها الشرطة اليمنية في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

اعتقلت السلطات اليمنية في صنعاء، الناشطة توكل عبد السلام كرمان، التي تدير منظمة «صحافيات من دون قيود»، والمسؤولة في حزب الإصلاح الإسلامي المعارض، حسبما أفادت به مصادر من أسرتها والمقربين منها، بينما تواجهت الشرطة مع عشرات المتظاهرين المطالبين بالتغيير الديمقراطي أمام جامعة صنعاء. واعتقلت كرمان، ليل السبت الأحد، من قبل شرطيين بثياب مدنية في شارع بوسط صنعاء بينما كانت عائدة إلى منزلها برفقة زوجها، حسبما أفادت به المصادر.

وبحسب المصادر، أودعت كرمان السجن المركزي في العاصمة اليمنية. ولم يتم الإعلان رسميا عن سبب اعتقال كرمان، إلا أن مصدرا أمنيا أكد هذا الاعتقال، مكتفيا بالإشارة إلى أن اعتقالها تم بموجب قرار من النيابة العامة. وكرمان عضو في مجلس شورى حزب الإصلاح الإسلامي المعارض. وقد قادت في الأيام الأخيرة مظاهرات مؤيدة للانتفاضة الشعبية في تونس، وداعية للتغيير السياسي في اليمن.

وسار نحو مائتي صحافي من مقر نقابة الصحافيين في صنعاء إلى النيابة العامة احتجاجا على اعتقال كرمان. وانتهى تجمع الصحافيين من دون الحصول على جواب حول مصير كرمان، بحسب صحافيين مشاركين في المسيرة. وقال المتحدث باسم المعارضة البرلمانية اليمنية (اللقاء المشترك) محمد قباطي: «إن اعتقال كرمان جريمة جنائية وعمل غير أخلاقي».

وأمام جامعة صنعاء، تواجهت الشرطة مع عشرات المتظاهرين المطالبين بالتغيير الديمقراطي في اليمن، والداعمين للانتفاضة الشعبية في تونس. وذكر مراسل وكالة «فرانس برس» إن الشرطة حاولت تفريق المتظاهرين باستخدام العصي، وتم اعتقال عدد من المتظاهرين، وأفرج عن بعضهم في وقت لاحق. وذكر ناشطون حقوقيون أن عدد المعتقلين في المظاهرة بلغ 19 شخصا، وتم الإفراج عن بعضهم.

كما ذكروا أن بين المعتقلين الناشط الحقوقي خالد الآنسي، الذي رفض الإفراج عنه قبل الإفراج عن توكل كرمان. ومنذ أيام تنظم في جامعة صنعاء وأمامها مظاهرات مؤيدة لانتفاضة الشعب التونسي ومطالبة بتغيير النظام في صنعاء. وتظاهر مئات الطلاب (السبت) في جامعة صنعاء، وطالب بعضهم برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وطالب آخرون ببقائه في السلطة.

وقد انتقدت منظمة «مراسلون بلا حدود»، اعتقال الناشطة توكل كرمان التي ترأس منظمة «صحافيات من دون قيود» اليمنية، التي اعتقلتها شرطة صنعاء، ودعت إلى «الإفراج عنها فورا».

وقادت كرمان العضو في اللجنة المركزية لحزب الإصلاح الإسلامي اليمني، خلال الأيام الأخيرة في صنعاء، مظاهرات دعم للثورة التونسية، تخللتها دعوات إلى التغيير السياسي في اليمن، واعتقلها شرطيون بالزي المدني، ليل السبت الأحد في صنعاء، عندما كانت عائدة إلى منزلها برفقة زوجها، كما أفاد ناشطون في مجال حقوق الإنسان.

وطالبت «مراسلون بلا حدود» بـ«الإفراج عنها فورا»، كما جاء في بيان منظمة الدفاع عن حرية التعبير. وقالت عائلة كرمان إنها كانت صباح الأحد في سجن صنعاء المركزي، ولم تقدم قوات الأمن أي مبرر لاعتقالها.

وفي جنوب اليمن، أعلن مصدر أمني أن ثلاثة أشخاص، بينهم شرطي ومطلوب أمني، أصيبوا بجروح أمس، أثناء ملاحقة المطلوب في مدينة لودر بمحافظة أبين.

وقال المصدر إن «عددا من أفراد الشرطة اشتبكوا وسط المدينة مع مطلوب أمني متعاون مع عناصر تنظيم القاعدة، يدعى أمين السيد، مما أدى إلى إصابة المطلوب بجروح، إضافة إلى إصابة شرطي ومدني بجروح».

وذكر المصدر أن السيد ضالع في اشتباكات حصلت مساء السبت بين الأمن وعناصر «القاعدة» في المنطقة.

من جهته، أكد مصدر طبي في مستشفى محنف بلودر أن ثلاثة جرحى يرقدون في المؤسسة، بينهم السيد «وهو في حالة خطرة».

وبحسب المصدر الطبي، شهدت باحة المستشفى توترا بين رجال الأمن ومسلحين قبليين عقب وصول الجرحى. وذكر المصدر أن المسلحين القبليين كانوا يحاولون منع قوات الأمن من اعتقال السيد.

وفي موضوع ذي علاقة، حذر وزير الداخلية اليمني، اللواء الركن مطهر رشاد المصري، أي منظمة أو حزب سياسي من تسيير «مسيرات أو مظاهرات» غير مرخص لها، مؤكدا أن ذلك سيخضع الجهة المسيرة لها للمساءلة.

ودعا المصري، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أمس، الأحزاب السياسية والمنظمات والراغبين في ممارسة حقهم الدستوري في التعبير عن الرأي إلى عدم الاحتكاك بأجهزة الأمن، وممارسة عملهم بموجب القوانين واللوائح، مؤكدا أن أجهزة الأمن ستستمر في تطبيق الأنظمة والقوانين، وقال: «اليمن بلد ديمقراطي تعددي يسمح بحرية الرأي والتجمعات والمهرجانات والمسيرات، ولكن في إطار القانون»، مشيرا إلى أن ذلك معمول به في كثير من البلدان الديمقراطية.

وأضاف: «لا نحتاج إلى الفوضى ولا يمكن لأجهزة الأمن أن تسمح بها، لأنها تضر بالمواطنين، وتتحول من عمل منظم إلى عشوائي غير مقبول ويسيء للتعددية السياسية والديمقراطية».