أوغلو تدخل لمنع أشتون من إعلان فشل المحادثات مع إيران في اليوم الأول من لقاء إسطنبول

سلطانية لـ«الشرق الأوسط»: اقتراح تبادل الوقود لا يزال مطروحا

TT

كشف دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» عن أن تركيا تدخلت لدى كاثرين أشتون، مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، لحضها على تأجيل إعلان فشل المفاوضات النووية مع إيران، التي عقدت في إسطنبول يومي الجمعة والسبت الماضيين.

وقال الدبلوماسي إن أشتون التي تولت رئاسة الوفد الدولي لمجموعة 5+1 (الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا) في دورة تفاوض مع إيران انتهت بالفشل، عندما تيقنت مساء الجمعة أن الحديث مع الإيرانيين لم يعد مجديا، عقدت يديها خلف ظهرها في إشارة إلى أنها لن تمد يمينها لسعيد جليلي الذي لا يصافح النساء، مصممة على عقد مؤتمر صحافي سريع ساعة أو أقل قبل منتصف الليل لإعلان فشل المفاوضات. إلا أن ذلك دفع بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى التدخل، وقال لها إن معظم الصحافيين قد انصرفوا بعد أن ظنوا أن استمرار الجلسات لما بعد العاشرة ليلا مؤشر قوي على استمرار المحادثات حتى صبيحة اليوم التالي. وما كانت تلك إلا حيلة لجأ إليها أوغلو لتهدئة المواقف حتى الصباح لعل وعسى. إذ كان معظم الصحافيين الـ392 الذين تسجلوا لتغطية مؤتمر إسطنبول، لا يزالون موجودين بانتظار انتهاء الاجتماع.

وأكد الناطق باسم الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» أن وزيره عقد اجتماعا منفردا مع سعيد جليلي في إسطنبول. ومعلوم أن تركيا بالإضافة للبرازيل كانتا قد لعبتا دورا في دعم إيران بتقديم صيغة معدلة لاقتراح تبادل الوقود سلمها سفيراهما لمدير الوكالة بفيينا في 17 مايو (أيار) 2010.

وعلمت «الشرق الأوسط» أيضا أن أشتون قد تلقت أكثر من مكالمة هاتفية من شخصيات رفيعة طيبت من خاطرها وأثنت على جهودها الدبلوماسية ومحاولاتها لإنجاح المفاوضات، رغم الإصرار الإيراني على أن مواصلة تخصيب اليورانيوم حق غير قابل للتفاوض وأن إيران لن تقدم أي تنازلات قبل رفع العقوبات.

وكانت «الليدي أشتون» كما ينادونها، قد نقلت ظهر السبت بأسف شديد ونبرات إحباط قوي، فشل المفاوضات، معلنة في مؤتمر صحافي عن خيبة أملها لعدم تجاوب إيران، فيما أعقبها سعيد جليلي رئيس الوفد الإيراني الذي أوضح دون أي انفعال، بل بحيوية، أن بلاده لن تقبل أوامر أو شروطا أو عقوبات، كما أنها لن تتنازل عن حقوقها المشروعة وأولها الحق في امتلاك تقنية نووية سلمية.

إلا أن المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير علي أصغر سلطانية، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن اقتراح تبادل الوقود الذي كان محور نقاش حار في لقاء إسطنبول مع مجموعة «5+1»، لا يزال مطروحا على الطاولة رغم اختفائه عن الأضواء لفترة طويلة. ورفض سلطانية الحديث بالتفصيل حول ما نسب إليه من تصريحات تؤكد أن تنفيذ الاقتراح يمكن أن يتم دون مشاركة فرنسية، وأن تقوم روسيا بصنع الصفائح، مشيرا فقط إلى أنه سأل الروس في معرض حديث «لماذا لا يقومون بهذه المهمة؟».

وكانت مصادر دبلوماسية شاركت في جلسات التفاوض قد أوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أن مقترح التبادل عاد بقوة وحظي بنقاش مستفيض في اجتماعات إسطنبول سواء الجماعية أو الثنائية. واعتبر عدم الاتفاق حوله «بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير»، إذ تأكد للأطراف كافة أن لا فائدة في مزيد من الكلام أو محاولات الإقناع والتفاوض، وذلك لكونه المقترح الوحيد الذي يؤيده الطرفان وإن اختلفا في تفاصيله.

ووفقا لأكثر من مصدر، فإن فرنسا والولايات المتحدة كانتا الأكثر تشددا على ألا يتم الاتفاق ما لم تؤكد إيران أنها ستشحن للخارج 2800 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب بالإضافة إلى 40 كيلوغراما مما خصبته من يورانيوم بنسبة 20 في المائة، وهذا ما لم تقبله إيران. وفي المقابل، حاولت روسيا تقريب المواقف، ولكن بحذر شديد، حتى لا تظهر وكأنها تحاول شق وحدة الوفد الدولي وتلك مسألة ما كانت أشتون سترضاها.

وكانت «الشرق الأوسط» قد حاولت بإسطنبول من دون نجاح، استنطاق بعض أعضاء الوفد الروسي لتوضيح خفايا ما دار وراء الكواليس، إلا أنهم رفضوا وبشدة، مؤكدين أن الحديث للصحافة مهمة «الليدي»، رغم أن «الليدي» كانت قد ألقت بيانها مكتفية بالإجابة عن سؤالين، ثم انصرفت والحزن يغالبها.

وفي هذا الصدد أوضح مصدر بالوكالة لـ«الشرق الأوسط»، أن مشكلة المفاعل لا تقتصر على قرب نفاد وقوده فحسب، بل إنه يحتاج على وجه السرعة لتغيير معداته القديمة المتهالكة التي أصبح تشغيلها غير مضمون بل يمثل خطورة في حد ذاته.