مصدر حكومي جزائري لــ«الشرق الأوسط»: بوتفليقة سيعدل عن رفضه زيارة باريس بشروط

مبعوث ساركوزي إلى الجزائر يلتقي أويحيى في 20 فبراير

TT

يلتقي جان بيار رافاران، رئيس وزراء فرنسا السابق، المبعوث الخاص للرئيس نيكولا ساركوزي إلى الجزائر، مسؤولين جزائريين خلال زيارة تقوده إلى الجزائر في 20 فبراير (شباط) المقبل. وتندرج المهمة في إطار البحث عن مخرج للانسداد الذي توجد فيه العلاقات الثنائية بسبب رواسب التاريخ المشترك المرتبط بالاستعمار.

وقال مصدر حكومي جزائري لـ«الشرق الأوسط»، رفض ذكر اسمه، إن الوزير الأول (رئيس الوزراء) أحمد أويحيى سيبحث مع رافاران ملفات اقتصادية عالقة تتصل بمشاريع واستثمارات فرنسية، تعرف عراقيل كثيرة يعود سبب جزء منها إلى الأزمة السياسية بين البلدين. وأفاد المصدر ذاته بأن المسؤولين الجزائريين «يتوقعون أن يأتي رافاران باقتراحات ملموسة حول تطبيع العلاقات في شقيها السياسي والاقتصادي». وأوضح المصدر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «سيعدل عن موقفه الرافض لزيارة باريس شرط أن يجد استعدادا من فرنسا لمعالجة كل المشاكل بجدية» وأجل بوتفليقة زيارة دولة لفرنسا، تم الاتفاق عليها منذ عامين، مرتين على الأقل بسبب مواقف وتصريحات مسؤولين فرنسيين وصفت بـ«العدائية تجاه الجزائر».

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن «مصدر دبلوماسي بباريس»، أن سفير الجزائر لدى فرنسا، ميسوم سبيح، أجرى مباحثات مع رافاران مؤخرا تندرج في إطار المهمة التي ستقوده إلى الجزائر في زيارة تدوم يومين. وسيبحث خلال لقاءاته 12 ملفا اقتصاديا عالقا تتصل بقطاعي الصناعة والخدمات. وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين 13 مليار دولار عام 2010، بحسب إحصاءات رسمية.

وقال رافاران، وهو عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، في أعقاب زيارة للجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إنه «بصدد القيام بعمل في العمق لتوفير ظروف شراكة اقتصادية حقيقية بين الجزائر وفرنسا». وقال أيضا إن بلده «يرغب في تطوير شراكة صناعية مع الجزائر تكون مربحة للطرفين»، وأن الفرنسيين «يريدون تهيئة المستقبل بواسطة مشاريع صناعية طويلة الأمد، ويرغبون في إنجاز شراكة مربحة تعود بالمنفعة على الطرفين».

ويقول الجزائريون إن العلاقة مع فرنسا لن تتحسن ما لم يعترف الفرنسيون بجرائم القترة الاستعمارية (1830 - 1962).