اليمن: مقتل 5 جنود والاستيلاء على أموال حكومية في هجوم مسلح بحضرموت

مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين من الحراك الجنوبي

TT

لقي 5 جنود يمنيين مصرعهم وجرح آخرون في كمين نصبه لهم مسلحون في محافظة حضرموت بجنوب شرقي البلاد، في الوقت الذي شهدت محافظة شبوة اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر مسلحة من الحراك الجنوبي.

وأفادت مصادر محلية بأن مسلحين يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة هاجموا قرب مدينة الشحر في حضرموت الساحل سيارة تتبع البريد العام وتنقل أموالا حكومية وأطلقوا النار على حراستها الأمنية، الأمر الذي أسفر عن مقتل 5 جنود، أحدهم كاتب مالي، على الفور وإصابة عدد آخر من الجنود بجراح متفاوتة، وتشير المعلومات الأولية إلى أن المسلحين تمكنوا من الاستيلاء على مبلغ يقدر بـ10 ملايين ريال يمني، أي ما يعادل 50 ألف دولار أميركي.

وفي الوقت الذي تعد العملية الأولى من نوعها في محافظة حضرموت، فإنها تعد الرابعة في جنوب اليمن، ففي 17 أغسطس (آب) 2009 استولى مسلحون بالقوة على مبلغ 100 مليون ريال يمني، أي زهاء نصف مليون دولار أميركي، وذلك عندما هاجموا سيارة تابعة لفرع البنك العربي بمدينة عدن، وفي 31 مارس (آذار) نهب مسلحون قرابة 80 مليون ريال يمني، قرابة 400 ألف دولار أميركي، وذلك عندما هاجموا سيارة تابعة للبريد وتحمل مرتبات موظفي التربية والتعليم، أما عملية السطو الثالثة فكانت في 25 سبتمبر (أيلول) حيث نهب المسلحون ما يعادل مليون دولار أميركي من عملة «الريال» اليمني، وكانت «الشرق الأوسط» نشرت في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي تحقيقا صحافيا أكد خلاله خبراء يمنيون أن لدى «القاعدة» فتاوى تبيح لها السرقة لتمويل عملياتها.

على صعيد آخر، شهدت مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة المجاورة لحضرموت، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين من الحراك الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن، وذلك عندما منعت قوات الأمن والجيش أنصار الحراك من إقامة مهرجان لأنصاره للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ووقف العمليات العسكرية ضد بعض المناطق الجنوبية، وقال شهود عيان إن الأسلحة الخفيفة استخدمت في الاشتباكات، دون أن ترد أي معلومات بشأن سقوط قتلى أو جرحى.

من جهة أخرى، دخلت المظاهرات التي ينظمها طلاب جامعة صنعاء للمطالبة بـ«التغيير» و«رحيل النظام» أسبوعها الثاني، حيث احتشد المئات من طلاب الجامعة أمام بوابتها وهم يرفعون شعارات وهتافات ضد نظام الحكم وتندد بالفساد والبطالة وغلاء المعيشة في البلاد، وشارك في المظاهرة عدد من الناشطين والناشطات، في مقدمتهم الصحافية توكل كرمان التي اعتقلت قبل أيام بتهمة تنظيم مسيرات ومظاهرات غير مرخصة وإلى جانبه النائب المستقل القاضي أحمد سيف حاشد، وكعادتها قامت قوات الأمن بمحاصرة الطلاب المتظاهرين وفرضت طوقا أمنيا على المشاركين ومنعتهم من السير في الشوارع، وذلك خشية أن يلتحق الموطنون بجموع المتظاهرين.

في موضوع آخر، يقوم وفد أمني سعودي بزيارة إلى اليمن هذه الأيام وذلك لتقييم الإجراءات الأمنية الجديدة التي اتخذتها السلطات اليمنية في المطارات، وذلك عقب حادثة الطرود المفخخة التي أرسلت من اليمن إلى الولايات المتحدة وبعض الدول، ويرأس الوفد الأمني السعودي، سامي حسين مؤمنة، رئيس أمن الشحن الجوي في الإدارة المركزية لأمن الطيران السعودي. ويشتمل برنامج التقييم على زيارات ميدانية لمطاري صنعاء وعدن والاطلاع، عبر المسؤولين اليمنيين، على ما تم اتخاذه من إجراءات ومن معدات متطورة.

وذكرت مصادر رسمية يمنية أن السفير السعودي في صنعاء، علي بن محمد الحمدان ومعه الوفد الأمني، التقى، أمس، وزير النقل اليمني، خالد إبراهيم الوزير الذي أكد على أن وزارته «تولي اهتماما كبيرا في تحديث وتطوير أجهزة الأمن في المطارات اليمنية»، وأنه «تم إدخال أجهزة جديدة وحديثة لتعزيز إجراءات الأمن في المطارات اليمنية وتم التعاقد على شراء معدات وتجهيزات أخرى جديدة ستصل قريبا لليمن»، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن الوزير قوله إن اليمن استقبل، ومنذ حادثة الطرود، عددا من الفرق المتخصصة في أمن المطارات من دول الخليج والولايات المتحدة ودول أوروبية، وأشار إلى أن الإجراءات الجديدة والمعتمدة في المطارات اليمنية اتخذت «أساليب حديثة تواكب المستجدات في أمن الطيران المدني خاصة فيما يتعلق بالشحن».