القذافي يستجيب لطلب راشد الغنوشي ويصحح موقفه من الوضع في تونس

قال إنه مستعد لاستضافة بن علي لكنه نفى توجيه أي دعوة إليه للقدوم إلى ليبيا

TT

تراجع أمس الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عن تصريحاته التي عبر فيها عن استيائه الأسبوع الماضي من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام حكم حليفه الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وأكد القذافي في مقابلة بثتها، مساء أول من أمس، قناة «نسمة» التونسية وقوفه إلى جانب انتفاضة الشعب التونسي وإرادته، معربا عن خشيته من أن تستغل وتسرق بسبب التدخلات الخارجية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن تصريحات القذافي تأتي استجابة لطلب راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس، قبل أيام، من المهندس سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي، خلال مكالمة هاتفية بينهما، بالتدخل لدى والده العقيد القذافي لتصحيح موقفه من تطورات الأحداث الراهنة في تونس. وكان الغنوشي قد عبر عن استيائه من تصريحات للقذافي الأسبوع الماضي قائلا إنها كانت معارضة للشعب التونسي، وتساءل كيف يمكن لزعيم انتفاضة عالمية أن يتخذ موقفا مناهضا لانتفاضة قامت إلى جواره الجغرافي. وعاد القذافي الذي يترأس الدورة الحالية للقمة العربية والاتحاد المغاربي، أمس مجددا ليقول إن هناك مطامع أجنبية تريد استغلال تضحيات الشعب التونسي، معتبرا أن كل ما يجري في تونس يهم ليبيا وليس كآخرين يتفرجون على ما يجري.

ونصح القذافي في المقابلة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نصها، الشعب التونسي بعدم تسليم حريته لأي رئيس مرة أخرى وأن يتبنى النظام الجماهيري، مؤكدا أن ليبيا ستظل تدعم الشعب التونسي اقتصاديا، وأن الاستثمارات الليبية أولى أن تستثمر في تونس شرط تحقيق الأمن والاستقرار. ولفت الزعيم الليبي إلى أن حجم التبادل التجاري بين بلاده وتونس بلغ خلال السنوات الثلاث الماضية 5.2 مليار دينار ليبي، مشيرا إلى أنه في هذه الفترة دخل إلى تونس نحو 5 ملايين مواطن ليبي أنفقوا ما يقارب 5 مليارات إلا ربع دينار. وشدد على أن ما يحصل في تونس يهم ليبيا، وأنه مسؤول عن دعم الشعب التونسي في السراء والضراء.