بيان أوروبي الاثنين عن لبنان.. وفرنسا لم تتخل عن مشروع مجموعة الاتصال لكنها تراقب التطورات

الرئيس الفرنسي يستقبل الأمير متعب بن عبد الله

TT

رغم إلغاء اجتماع مجموعة الاتصال التي تجهد فرنسا لتشكيلها منذ أكثر من اسبوعين، لمواكبة الوضع اللبناني، تستمر باريس في مشاوراتها عالية المستوى ذات الصلة بالتطورات الجارية في بيروت وارتباطاتها المحلية والإقليمية.

وظهر أمس، استقبل الرئيس ساركوزي في قصر الإليزيه الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، رئيس الحرس الوطني السعودي في زيارة لم يعلن عنها سابقا ولم تكن مدرجة في البرنامج الرسمي لرئيس الجمهورية.

وامتنع رئيس الحرس الوطني عن الإدلاء بأي تصريح للصحافة بعد الاجتماع الذي دام اكثر من نصف ساعة. كذلك امتنعت مصادر الإليزيه، وبعكس ما درجت عليه، عن وضع الصحافيين في أجواء اللقاء أو عن إصدار أي بيان رسمي بذلك. وجل ما صدر عنها بيان مختصر قبل اللقاء جاء فيه أنه سيكرس لبحث التعاون السعودي الفرنسي والمسائل الإقليمية الرئيسية.

ويوم الاثنين القادم، ينتقل الملف اللبناني إلى بروكسل بمناسبة اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يصدر عن الاجتماع بيان مشترك يجري العمل في الوقت الحاضر على بلورته.

ويأتي لقاء الأمير متعب كثالث لقاء تشاوري بين باريس والرياض إذ كان الأول عندما زار الرئيس ساركوزي الملك عبد الله بن عبد العزيز في نيويورك أثناء فترة علاجه والثاني الأسبوع الماضي بمناسبة لقاء بين وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وأمين عام قصر الرئاسة كلود غيان والثالث أمس. وحضر اللقاء غيان ونيكولا غاليه، مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون العربية والشرق أوسطية.

وجدير بالذكر أن الرئيس ساركوزي كشف الاثنين الماضي أن فكرة تشكيل مجموعة اتصال بزغت بعدما ابلغه العاهل السعودي أن الرياض سحبت يدها من الوساطة التي كانت تقوم بها مع سورية بشأن الأزمة اللبنانية.

ومساء الخميس، استقبل ساركوزي رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وأعلن الأخير أنه تم الاتفاق على إلغاء الاجتماع الذي كان مقررا في باريس ظهر امس «لأنه تبين أنه لن يقدم جديدا» في ما خص الملف اللبناني. وبحسب المسؤول القطري، فإنه يتعين أنتظار تشكيل الحكومة «وكيف ستتعامل مع الشأنين اللبناني والدولي»، مضيفا أن الاتصالات مستمرة «على قاعدة الورقة السعودية ــ السورية».

والجدير بالذكر أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان أمضى يومين في باريس حيث أجرى مشاورات معمقة مع المسؤولين الفرنسيين كشفت وجود «تحليل مشترك» للأوضاع اللبنانية.

ولم تتخل باريس عن فكرة مجموعة الاتصال. وبحسب الخارجية الفرنسية، فإنها ما زالت تبحث عن أفضل السبل لمساعدة لبنان عبر التشاور مع الأطراف المؤثرة وهي الإطار الذي يندرج فيه اجتماع ساركوزي أمس بالأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز.