المظاهرات المؤيدة والمعارضة لأبو مازن مستمرة في الضفة وغزة

وزير الأوقاف الفلسطيني: حملة الجزيرة جاءت بتوجيهات إسرائيلية.. وحماس تطالب العرب برفع الغطاء عن السلطة

متظاهرون فلسطينيون في رام الله يحملون صور الرئيس محمود عباس بعد صلاة الجمعة تأييدا له بعد اتهامات جاءت في وثائق نشرتها قناة «الجزيرة» القطرية (إ.ب.أ)
TT

استمرت في الضفة الغربية وقطاع غزة، مظاهرات مؤيدة ومعارضة للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) والسلطة الفلسطينية، اثر نشر الجزيرة وثائق سرية، عرضت مقتطفات من مواقف تفاوضية متعلقة بالقدس والحدود واللاجئين، في حملة تسبب بالضرر للسلطة الفلسطينية.

وفيما خرج متظاهرون مؤيدون للرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية، وهاجموا الجزيرة وقطر واميرها، خرج المتظاهرون في قطاع غزة منددين بالرئيس الفلسطيني ومشيدين بالجزيرة وقطر واميرها. وانضمت المساجد امس في الضفة وغزة إلى الحملة مع الرئيس وضده، وهاجم خطباء المساجد في الضفة الغربية، قناة الجزيرة واتهموها ببث الفتنة في خطبة تقررها عادة وزارة الاوقاف الفلسطينية في رام الله، فيما هاجم خطباء الجمعة في غزة السلطة الفلسطينية في خطبة تقررها كذلك وزارة الاوقاف هناك.

وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، في خطبة الجمعة في مسجد جمال عبد الناصر في رام الله، «ان قناة الفتنة ادعت أن الرئيس كان يعلم عن الحرب التي ستشن على قطاع غزة، إلا أنها لم تقل إن قادة حماس كانوا يعلمون عنها، وأن الرئيس دعا قادة حماس مرارا إلى تمديد التهدئة لحقن دماء شعبنا في القطاع، إلا أنهم رفضوا ذلك، وكان الضحية أبناء شعبنا هناك، واليوم جددوا التهدئة تلقائيا منذ عامين بشكل متواصل ومن طرف واحد فقط».

واضاف «ان شعبنا واع وأفشل مخططات الجزيرة في ما ادعته عن كشف المستور»، متهما قناة الجزيرة بأن ما نشرته «لا يخدم سوى أسيادهم الذين يصدرون لهم الأوامر، خدمة لأعداء هذه الأمة، ولزرع الفتنة بين صفوف أبناء شعبنا الذي هو أكبر من كل هذه الأكاذيب والافتراءات». وقال الهباش «ان الجزيرة اجتزأت العبارات من دون إكمال معانيها وبنت عليها مواقفها، بعد إضافة الأكاذيب، لضرب القضية الفلسطينية، وقيادتنا الشرعية».

وبحسبه فان «هذه الافتراءات خرجت بعد لقاء مدير قناة الجزيرة في الدوحة، مع قيادات اسرائيلية، واردف «ما بثته قناة الفتنة ومن يحضنها ويساندها ويمولها، جاء خدمة للعدو الإسرائيلي، ضد مقدساتنا وأبناء شعبنا».

ودعا الهباش، الفلسطينيين إلى مقاطعة قناة الجزيرة، «التي تحاول زعزعة الشارع الفلسطيني وإثارة الفتنة».

وخرج آلاف المتظاهرين المناصرين للرئيس الفلسطيني في رام الله والخليل امس، وهتفوا ضد الجزيرة واحرقوا صور أمير قطر، بينما حملوا صور ابو مازن، في مشهد متكرر في الضفة منذ ايام. وخاطب ابو مازن المتظاهرين في الخليل، كبرى المدن الفلسطينية، قائلا عبر الهاتف، «موقفكم هو أبلغ رد، تعبرون عن أصالتكم ومواقفكم الصامدة الصادقة لحماية المشروع الوطني، ونحن سنحميه بعيوننا وبقلوبنا وبكل ما أوتينا من قوة، ولن نسمح لأي أحد بالدخول بيننا وستبقى القدس عاصمتنا الأبدية».

ومقابل هذه المظاهرات المؤيدة للسلطة والمنددة بقطر، خرجت مظاهرت في غزة منددة بالسلطة ومؤيدة لقطر، وشارك الاف في مسيرات دعت لها حركة حماس والجهاد الاسلامي «للتنديد بتنازلات سلطة فتح وفريقها المفاوض، والتأكيد على التمسك بالثوابت والحقوق». وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في كلمة له في المتظاهرين «جئنا لنقول، نحن لن نفرط في أرضنا أو ذرة تراب من أقصانا وأننا لن نفرط بحق لاجئينا وأسرانا فيا هؤلاء باسم من تفرطون وتتنازلون». وطالب الحية الدول العربية والجامعة العربية، إلى رفع الغطاء عن السلطة الفلسطينية قائلا، «اخلوا مسؤوليتكم عنهم، فهم كاذبون واطلبوا منهم محاضر الدردشات.. أي دردشات وأنت تدردش في قضية الأمة».

ودعا الحية حركة فتح، «ومن لا يزال يحمل بقية خير فيها إلى إعلان موقفهم»، وقال «لا يجوز أن يضيع تاريخكم من أجل حفنة من المفاوضين لا تعطوهم الغطاء». واضاف، «لا نقبل سياسة الاستخاف والتدليس وما كشفته وسائل الإعلام ليس جديدا علينا ولطالما نبهنا أمتنا وشعبنا ولطالما حذرنا القاصي والداني من هذا التفريط المقصود، والواقع يشهد على تورط هؤلاء فيما هو أبلغ مما نشرته وسائل الإعلام وفي مقدمتها الجزيرة». ونفت السلطة صحة ما نشرته الجزيرة متهمة اياها باقتطاع جمل من سياقها، واكدت انها تريد تبادل اراضي بنسبة 1 في المائة والقدس الشرقية وفق حدود 67، وتحقيق العدالة للاجئين بموجب القرار 194. وشددت منظمة التحرير الفلسطينية، في مفاوضاتها مع اسرائيل على ان حل قضية اللاجئين يجب ان «يحقق العدالة الحقيقية» لهم وان دولة فلسطينية قابلة للحياة لا يمكن ان تقوم من دون ان تكون القدس عاصمة لها، بحسب وثاثق قالت المنظمة انها رسمية ومودعة لدى جامعة الدول العربية.