الجامعات اصبحت تعتمد على الرسوم من الطلاب أكثر من أموال الحكومة

80 مليار دولار سنويا للجامعات

TT

كانت الجامعات العامة ولفترة طويلة الملاذ للأسر التي تبحث عن أسعار معقولة للدراسة. ولكن وضع الأسعار المناسبة لهذه الأسر تبخر بعد أن خضعت هذه الجامعات لتغير كبير بسبب الكساد، حتى أصبحت الجامعات في معظم الولايات تعتمد بشكل رئيسي على الرسوم التي تتقاضاها من الطلاب أكثر من اعتمادها على المخصصات التي تحصل عليها من الولاية.

هذا التغير المفاجئ، لم يلق ترحيبا من الطالبة آشلي، التي تدرس في السنة الثانية في جامعة ساوث كارولينا، حين تقوم هي وأختها التوأم مسألة التكلفة المالية منطلقا نحو اختيار الجامعة المناسبة لهما.

وتستطرد آثلي بالقول: في ذلك الوقت فضلت اختيار جامعة حكومية، بسبب ما وصفته، بالأقل تكلفة مقارنة مع جامعة بابتست الخاصة التي اختارتها أختي، والتي رسومها الابتدائية كانت ضعف رسوم الجامعة التي اخترتها، معزية ذلك «بفضل المساعدات المالية السخية للقطاع الخاص أصبحت أختي أليسون، تدفع رسوم اقل بالإضافة لحصولها على وظيفة مؤقته في الجامعة، ومنحة من الولاية تصل إلى 5000 دولار، حيث تكافح آشلي اليوم من اجل تسوية أوضاعها وهي قلقة بشان قروض الدراسة وفي قلق متزايد من زيادة الرسوم الدراسية.

وفي سياق متصل، تقول الطالبة مورفي« التي تستعد لتكون معلمة« المسالة برمتها مخيفة لأي شخص في مثل حالي يتحمل مصاريفه الدراسية بنفسه»، وتقول « سيصبح عمري 20 يوم غد وانا حاليا مديونة وإذا ما زادت الرسوم الدراسية أكثر فسأكون في وضع أسوأ».

وبحسب الدلتا كوست بروجيكت، فإن معظم الجامعات البحثية العامة بأميركا تمكنت من تغطية أكثر من نصف مصاريفها في عام 2008 عن طريق الرسوم التي تتقاضاها من الطلاب، أما في الجامعات التي تدرس لمدة أربع سنوات فإن نحو 50 في المائة من مصاريفها أيضا تمت تغطيتها عن طريق الرسوم الطلابية، ومع زيادة الرسوم لثلاث سنوات لاحقة، ومن الممكن ان تتجاوز هذه النسبة. وتقول المديرة التنفيذي للمشروع جين ويلمان، بهذه النمطية ستكون كليات المجتمع بأميركا، الأعلى تمويلا، وستحدث عائقا كبيرا للالتحاق بالتعليم العالي بسبب هذا الاعتماد المتزايد من قبل الجامعات على الرسوم الطلابية. وتضيف ويلمان« في غضون الثلاث أو الأربع سنوات القادمة سيكون لدينا الكثير من الطلاب الغير قادرين عل دفع هذه الرسوم بسبب ارتفاعها ونحن متجهون عبر هذا المسار إلى محدودية الالتحاق بالجامعات».

وتبلغ الأموال المقدمة من الولايات إلى التعليم العالي سنويا 80 مليار دولار ويقول خبراء التعليم انه من الخطأ أن ننظر إلى الجامعات الحكومية على أنها أصبحت جامعات خاصة، ونسمع عن إعادة ترتيبات أساسية في السياسة المالية التي تمر بها الجامعات الحكومية وقد تشكل عقبة في الحصول على مقاعد في الجامعات الحكومية التي تنهج الدراسة لأربع سنوات دراسية برسوم مقدور عليها بسبب ما كانت تحصل عليه هذه الجامعات من دعم كبير من الولايات وقد انتهت.

وعلق بات كولن، رئيس المركز الوطني للسياسة العامة والتعليم العالي« إن ما يحصل هو شي مثير، وأنا لن أسميها خصخصة، هذه الكلمة التي تكون غالبا على لسان مدراء الجامعات الذين يريدون الحصول على الحرية في رفع الرسوم، وهذه التغييرات تجعلنا مضطرين أن نتسائل عن من له الحق في ان يمتلك هذه الأماكن، هل هم الطلاب لأنهم يدفعون الأكثر في ميزانية الجامعات؟، أم الولايات التي استثمرت مئات السنوات على نفس النسق في المباني والجودة.

ومن المحتمل أن العبء المالي على الطلاب سوف يستمر بالنمو على حسب ما ذكره مركز الميزانية وأولويات السياسة The Center on Budget Priorities وهو يذكر ان 30 جامعة ستواجه نقص من مخصصاتها للعام المقبل بنحو 30 في المائة. ومع احتمالية تضائل مخصصات التعليم العالي من الولايات فإن الجامعات ستعتمد بشكل كبير على الرسوم التي تتقاضاها من الطلاب.

«جامعة كارولينا« فقدت أكثر من نصف المخصصات التي كانت تحصل عليها في الثلاث السنوات الأخيرة، وهذه المخصصات الحالية تغطي فقط ربع ميزانيتها ومن المتوقع ان يكون هناك تخفيض كبير لمخصصاتها العام المقبل.

ميخائيل أميردس، احد مدراء الكليات يقول « بالتأكيد مازال لدينا مهمة كجامعات عامة ولكن في هذا الوقت نحن تحتاج إلى أسلوب الخصخصة للحصول على التمويل».

وهناك ولايات اخرى قريبا ستجد نفسها في مواقف مشابهة، ففي كالفورنيا التي زادت فيها الرسوم 30 في المائة في السنتين الأخيرتين والتي تصل فيها الرسوم إلى 50.000 دولار وهو نفس التكلفة في افضل الجامعات الخاصة. وقد اقترح فيها الحاكم تخفيض دعم الولاية لجامعة كالفورنيا بواقع 500 مليون للسنة المالية القادمة واذا تمت الموافقة على هذا الاقتراح فسيكون ولأول مره في تاريخنا تجاوز ما يدفعه الطلاب وعوائلهم بما تساهم به الولاية. وفي هذا السياق يقول رئيس جامعة كاليفورنيا ل The Board of Regent لأولئك الذين يعتقدون اننا نقدم تعليما عاما وليس خاصا ان هناك بداية حزينة لابد ان يتجاوزونها.

وفي تكساس اقترح المشرعون اغلاق اربع كليات مجتمع وانها المساعدات المالية لطلاب الصف الاول في الجامعة. وفي جورجيا من المحتمل ان تخفض منح الأمل».«Hope scholarship،وفي اريزونا،أقترح الحاكم تخفيض تمويل كليات المجتمع بالنصف وللجامعات الأربع سنوات بمقدار 20 في المائة.