«الإخوان المسلمون» تؤكد هروب 34 معتقلا من أعضائها بينهم 7 من قادتها

هروب جماعي بعد تمرد في سجن وادي النطرون > مقتل 50 سجينا في هروب كبير وعشرات الجثث بالقرب من سجن أبو زعبل > معتقلون فلسطينيون يعودون إلى غزة بعد فرارهم

مخرب يحمل نافذة نهبها من سجن ابو زعبل بعد فرار المئات من السجناء امس (ا.ف. ب)
TT

قال مسؤول من جماعة الاخوان المسلمين ان 34 من اعضاء الجماعة من بينهم سبعة من قادتها هربوا من السجن امس بعد ان تغلب أقاربهم على حراس السجن. وقال محمد اسامة مدير مكتب الاخوان المسلمون ان أقارب السجناء اقتحموا سجن وادي النطرون على بعد 120 كيلومترا شمال غربي القاهرة وحرروا بضعة الاف من السجناء. وأضاف انه لم يصب أحد. وذكر انهم في طريقهم إلى القاهرة. والقادة السبعة من مكتب الارشاد بالجماعة وقد ألقي القبض عليهم ليلة الخميس خلال الاستعداد للاحتجاجات الحاشدة ضد الرئيس المصري حسني مبارك. والقادة هم محمد مرسي وعصام العريان ومحمد الكتاتني وسعد الحسيني ومصطفى الغنيمي ومحيي حامد ومحمود ابو زيد.

وقال عبد المنعم عبد المقصود محامي الاخوان «انهم خرجوا لانه كان هناك خطر على حياتهم اذا ظلوا بعد خروج كل المساجين». ويقع سجن ابو زعبل في منطقة صحراوية على الطريق الذي يربط بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كلم شمال العاصمة المصرية. وقال مصدر امني امس ان هناك عشرات الجثث في الطرقات بالقرب من سجن ابو زعبل امس حيث وقع تمرد الليلة الماضية وتم اطلاق نار اثناء فرار السجناء. ولم يستطع المصدر ان يوضح لوكالة الصحافة الفرنسية ملابسات سقوط هؤلاء الضحايا مكتفيا بالقول «كان هناك اطلاق نار من داخل وخارج السجن». من جهة اخرى قالت مصادر أمنية امس ان نحو 50 سجينا قتلوا برصاص حراسهم خلال الهروب من سجن شمالي القاهرة وان نحو 900 مسجون فروا لكن ألقي القبض على مئات منهم.

وقال مصدر أمني ان مسلحين اقتحموا سجن أبو زعبل في محافظة القليوبية مساء اول من أمس وحرروا المسجونين. وأضاف أن من بين الهاربين عددا كبيرا من السجناء المحكوم عليهم بالاعدام. وقال المصدر ان المسلحين قتلوا ضابطا يدعى طارق نور رأوه في مدينة قريبة خلال تهريب المسجونين ظنا منهم أنه يلاحقهم. وأضاف أن نحو 495 من المسجونين الهاربين تسلمتهم القوات المسلحة بعد القبض عليهم بمساعدة السكان. وقالت مصادر ان من بين المسجونين الذين حرروا عددا من سكان محافظة شمال سيناء اعتقلوا قبل سنوات بعد تفجيرات في منتجعات بمحافظة جنوب سيناء أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص بينهم سائحون أجانب. وفر الاف السجناء ليلة اول من امس بعد تمرد في سجن وادي النطرون الواقع على الطريق الصحراوي بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمة المصرية، بحسب ما افاد مصدر امني. واوضح المصدر ان السجناء البالغ عددهم عدة الاف قاموا بتمرد وتمكنوا جميعا من الفرار بعد ان استولوا على اسلحة رجال الامن. ويضم هذا السجن عددا كبيرا من الاسلاميين المحتجزين فيه منذ سنوات اضافة إلى بعض السجناء الجنائيين. وفر سجناء من عدة سجون في انحاء مصر منذ الاحتجاجات اول من امس عندما بدأت معنويات وانضباط الشرطة تنهار. وتخلى رجال الشرطة عن اقسامهم في مناطق كثيرة في البلاد. وجماعة الاخوان المسلمون اكبر حركة معارضة في مصر منذ عقود. وشارك اعضاء منها في الاحتجاجات على مدار الايام الستة الماضية إلى جانب جماعات أخرى ومواطنين عاديين ولم تسع الجماعة للزعم بقيامها بدور قيادي في الاحتجاجات. وقتل العشرات اثر عمليات هروب جماعي من السجون. وتجمع قرابة عشرة الاف متظاهر ظهر امس في ميدان التحرير ورددوا شعارات معارضة للنائب الجديد لرئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان. وفرضت قوات الجيش حصارا امنيا حول ميدان التحرير حيث منع مرور السيارات فيه بينما سمح للمتظاهرين بدخول الساحة بعد تفتيشهم. وادت الاشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين إلى سقوط 111 قتيلا على الاقل بينما تسود حالة من الفوضى في البلاد ادت إلى فرار السجناء من معظم السجون المصرية.

وقال مصدر امني ان عشرات الجثث كانت في الطرقات امس بالقرب من سجن ابو زعبل (شرق القاهرة) وهو احد السجون الكبرى في القاهرة، بعد وقوع تمرد الليلة الماضية وفرار السجناء. ولم يستطع المصدر ان يوضح الملابسات التي ادت إلى سقوط هؤلاء الضحايا مكتفيا بالقول انه «كان هناك اطلاق نار من داخل وخارج السجن». وافاد صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية انه رأى 14 جثة تم نقلها إلى مسجد مجاور لسجن ابو زعبل في القاهرة بعد التمرد الذي وقع فيه ليلة اول من امس. وتغيرت لهجة الصحافة الحكومية المصرية الصادرة صباح امس بشكل واضح عما كانت عليه حتى السبت وتحدثت عن بداية «التغيير» كما هاجمت امين تنظيم الحزب الوطني الحاكم الذي كان يعد قبل ساعات قليلة الرجل الثالث في نظام الرئيس حسني مبارك. وكتبت صحيفة الاخبار الحكومية في صدر صفحتها الاولى «سقوط احمد عز»، مضيفة «خربها واستقال». وقالت الصحيفة «يعتبر البعض ان عز احد اسباب اثارة الجماهير بقراراته وسياساته داخل الحزب الوطني». ونقلت عن الامين العام للحزب الوطني صفوت الشريف ان «قبول استقالة احمد عز تأتي في مقدمة قرارات اصلاحية اخرى سوف يتخذها الرئيس مبارك لتطوير الاداء داخل الحزب الوطني بما يتماشى مع متطلبات ورغبة الجماهير».

الى ذلك قالت مصادر فلسطينية متطابقة امس إن عددا من المعتقلين الفلسطينيين لدى السلطات المصرية وصلوا إلى قطاع غزة الليلة الماضية بعد فرارهم من السجون المصرية. وأوضحت المصادر أن من بين المعتقلين عناصر في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» وقد فروا من سجن العريش وسجون ومعتقلات مصرية في شبه جزيرة سيناء أمس. وأكدت ذات المصادر أن من هؤلاء المعتقلين كذلك أحد كبار تجار أنفاق التهريب المحلية في مدينة رفح على حدود قطاع غزة ومصر. وتحدثت المصادر عن عدد آخر من المعتقلين الفلسطينيين فروا من السجون المصرية ولا يزال آخرون في طريقهم للقطاع. وتشهد مصر منذ يوم الثلاثاء الماضي تظاهرات في مختلف أنحائها تطالب برحيل النظام الحاكم وإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.