قيادي الإخوان العريان لـ«الشرق الأوسط»: رحيل مبارك مسألة وقت

قال أن المظاهرات المليونية فرضت إرادة شعبية جديدة

TT

قال الدكتور عصام العريان عضو مكتب الارشاد في جماعة الاخوان المسلمين: «ان الارادة الشعبية علت فوق كل شيء، واصبحت الان تطالب عبر الملايين برحيل الرئيس مبارك». وقال في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» امس ان هناك اجراءات يجب اتخاذها نحو تفعيل المادة الثالثة من الدستور المصري التي تنص على السيادة للشعب وحده وهو مصدر السلطات ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها ويصون الوحدة الوطنية على الوجه المبين في الدستور، مشيرا إلى ان «اجراء انتخابات حرة نزيهة تحت اشراف القضاء، ورحيل مبارك باتا مسألة وقت». وقال العريان «ان الملايين الخارجة إلى الشوارع في مختلف المدن المصرية فرضوا امس في المظاهرة المليونية ارادة شعبية جديدة، يجب على الرئيس مبارك ان يستجيب لها، كحقيقة لا يمكن الهروب منها، لتجنيب البلاد المزيد من الاضطرابات، وترك الشعب يقرر مصيره بنفسه». وحذر الجيش وقوات الامن والشرطة من عواقب قمع المتظاهرين استجابة لرغبات النظام، مشيرا إلى تراجع النظام امام ارادة الناس في ظل عدم حصوله على الدعم الغربي الذي اعتمد عليه طوال عقود من حكمه.

ودعا العريان مبارك إلى «الاعتذار للشعب عما لحقه من ارهاب البوليس والضحايا الذين سقطوا جراء ذلك، وعن الفساد الذي وعد بمحاربته لكنه ازداد في البلاد على حساب حقوق المواطنين». واشار العريان إلى ان النظام المصري زور ارادة الجماهير طوال سنوات، واليوم يطالب الشعب باستعادة ارادته، ونوه إلى ان لجانا شعبية هي التي قامت بتنظيم المرور وحماية الممتلكات في غياب الشرطة، داعيا الجيش المصري إلى حماية ارادة الناس وعدم مواجهتهم وتمكينهم من التعبير عن ارادتهم. وحول لجنة العشرة التي شكلتها المعارضة قال عضو مكتب الارشاد في جماعة الاخوان المسلمين العريان: «انها اختيار من القوى الوطنية كلها والاخوان جزء منها»، مؤكدا ان «جماعة الاخوان ترضى بما يرضاه الشعب ولا تنفرد بموقف في هذه المرحلة». إلى ذلك قال زعماء معارضة ان ائتلافا من جماعات المعارضة أبلغ الحكومة المصرية بأن المحادثات مع الجيش بشأن التحول إلى الديمقراطية لن تبدأ قبل تنحي الرئيس حسني مبارك. وهزت الاحتجاجات الحاشدة خلال الاسبوع الماضي قبضة مبارك على السلطة التي امتدت 30 عاما وأجبرته على تعيين نائب له وحكومة جديدة بتشجيع من تعهد الجيش بعدم استخدام القوة ضدهم وقالوا انهم سيواصلون الاحتجاجات حتى يتنحى مبارك. وقال محمد البلتاجي العضو السابق بالبرلمان المصري وعضو جماعة الاخوان ان الطلب الاول هو رحيل مبارك وبعد ذلك فقط يمكن بدء الحوار مع الجيش بشأن تفاصيل انتقال سلمي للسلطة. وأضاف البلتاجي أن المعارضة تعمل تحت مظلة جماعة لمتابعة مطالب الشعب وتضم جماعة الاخوان والجمعية الوطنية للتغيير بقيادة محمد البرادعي وأحزابا سياسية وشخصيات بارزة بينها أقباط. وتكررت تصريحات البلتاجي على لسان البرادعي ومسؤول اخر من المعارضة.

وقال لتلفزيون «العربية» انه يمكن ان يكون هناك حوار لكن يجب ان يأتي بعد تلبية مطالب الشعب وأولها ان يرحل الرئيس مبارك، مضيفا ان الحوار سيشمل ترتيبات انتقال السلطة. وقال انه يأمل في ان يرى مصر يسودها السلام وان هذا سيقتضي خطوة اولى هي رحيل الرئيس مبارك. وأضاف انه اذا رحل الرئيس مبارك فان كل شيء سيتقدم بطريق صحيحة. واستخدم مبارك الاخوان للسماح بتقديم بنفسه على انه حصن ضد التشدد الاسلامي. واتهمهم هذا الاسبوع باستخدام الاحتجاجات التي شملت مصريين من كل مناحي الحياة بالتحريض على الاضطرابات والنهب. وقال البلتاجي ان الحكومة اتصلت بجماعات المعارضة عن طريق السيد البدوي رئيس حزب الوفد لكنه امتنع عن قول من الذي أجرى الاتصال. وقال ان المحادثات في نهاية الامر ستكون مع من يمثل الجيش وان ذلك الشخص قد يكون عمر سليمان الذي عينه مبارك نائبا للرئيس يوم السبت. وقال سليمان يوم الاثنين ان مبارك كلفه ببدء محادثات لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال البلتاجي ان المحادثات ستشمل اجراء مفاوضات بشأن حكومة ائتلافية ورئيس مؤقت لكن الجدول الزمني والاطار سيأتي في محادثات بمجرد تنحي مبارك. وقال مصطفى النجار من مجموعة محمد البرادعي ان طلب اجراء محادثات جاء من وزير الاعلام أنس الفقي ورئيس الوزراء الجديد أحمد شفيق. وقال ان العرض رفض إلى ان يتخلى مبارك عن السلطة. وقال النجار ان المحادثات يمكن ان تؤدي إلى تشكيل مجلس امناء، يتولى السلطة لمدة ثلاثة اشهر يمهد الطريق لانتخابات تؤدي إلى حكومة انتقالية لمدة عامين تقدم اصلاحات دستورية يعقبها انتخابات برلمانية جديدة. وقال انهم يطالبون بتشكيل مجلس امناء لمدة ثلاثة اشهر تعمل خلالها هذه المجموعة على تشكيل حكومة طوارئ انتقالية لمدة عامين. وأضاف انه خلال الاشهر الثلاثة يقدم مجلس الامناء تعديلات للمواد 76 و77 و88 من الدستور للسماح لمستقلين بالترشح للرئاسة. وقال انه خلال الاشهر الثلاثة أيضا تجري انتخابات برلمانية جديدة. وقال النجار انه يمكن ان يضم مجلس الامناء البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والفائز بجائزة نوبل للسلام والدكتور أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء وعمر سليمان ورئيس الاركان سامي عنان.