استمرار مسيرات الجمعة في المدن الأردنية احتجاجا على تكليف البخيت بتشكيل الحكومة

الإخوان: موقفنا هو عدم المشاركة في حكومة غير منتخبة

متظاهرون أردنيون أمام مبنى رئيس الوزراء الأردني بعمان أمس (أ.ف.ب)
TT

نفذ أنصار الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) وحزب الوحدة الشعبية، مسيرات جماهيرية في مدن عمان ومدن الزرقاء والكرك. وانطلقت مسيرات عمان بعد صلاة الجمعة من مسجد صلاح الدين وصولا إلى مبنى رئاسة الوزراء في الدوار الرابع بعمان الغربية. ورفع المشاركون في المسيرة أعلام الاتجاه الإسلامي وحزب الوحدة الشعبي، الفصيلين في المعارضة اللذين قررا الاستمرار في الفعاليات الاحتجاجية معتبرين خطوة تكليف معروف البخيت بتشكيل الحكومة ليست كافية وغير ملبية لطموحات الجماهير.

وبدأ المشاركون بالمسيرة الهتاف لـ«شعب مصر العظيم» ومن ثم علت هتافات «لا بخيت ولا سمير هذا مطلب الجماهير» كما تنادوا بالإصلاحات السياسية وتغيير قوانين الانتخاب والوعظ والإرشاد والاجتماعات العامة وغيرها من القوانين التي تحد من الحريات العامة. وتحت الأمطار الغزيرة، توجه المتظاهرون إلى السفارة المصرية القريبة من المكان للاعتصام، دعما للشعب المصري الذي يدفع بقوة باتجاه الإصلاح والتغيير.

ونفذ شبيبة حزب الوحدة الشعبية إلى جانب ممثلين عن فعاليات سياسية مختلفة مسيرة انطلقت من المسجد الحسيني وسط عمان باتجاه منطقة رأس العين شارك بها قرابة 250 شخصا، وهتف المتظاهرون بذات الهتافات في مسيرة الدوار الرابع.كما انطلقت مسيرة من مسجد عمر بن الخطاب وسط المنطقة التجارية في مدينة الزرقاء بعد صلاة الجمعة رفعت خلالها الأعلام الأردنية ولافتات تدعو إلى الإصلاحات السياسية. وطالب المشاركون في المسيرة بإيجاد حلول لمشكلات الغلاء وارتفاع الأسعار وفرص العمل والقضاء على الفقر. ونفذت الحركة الإسلامية في الكرك جنوب الأردن مسيرة تطالب بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والقضاء على البطالة والفقر ومكافحة الفساد ومحاربته وإحالة المفسدين إلى المحاكمة وإسقاط حكومة معروف البخيت التي لم تتشكل بعد. يشار إلى أن قيادة الحركة الإسلامية التقت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أول من أمس. ووصفت قيادة الحركة اللقاء بالإيجابي والصريح والواضح ويؤسس لمرحلة جديدة تفضي إلى تحقيق إصلاح شامل بشقيه السياسي والاقتصادي. وكان الملك عبد الله الثاني قد كلف معروف البخيت لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة سمير الرفاعي التي استقالت الثلاثاء الماضي بعد ضغوط مارستها أحزاب المعارضة. من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم الإخوان جميل أبو بكر «إن مسيرة أمس كانت معلنة قبل اللقاء وهي استكمال للنشاطات التي تطالب رئيس الحكومة المكلف التعجيل بالإصلاحات السياسية التي ننادي بها وأبرزها قانون الانتخاب». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول المشاركة المستقبلية في الحكومة المقبلة، قال إن «موقفنا هو عدم المشاركة في حكومة غير منتخبة من قبل الشعب» مشيرا إلى أنه عندما تكون هناك انتخابات نيابية حرة ونزيهة وفق قانون انتخاب يحقق العدالة للمجتمع ويتم انتخاب رئيس وزراء على ضوء النتائج فإنه سيكون لنا حديث آخر. وأكد أبو بكر استمرارية نهج الإسلاميين في نشاطاتهم الاحتجاجية، مشيرا إلى أنها غير مرتبطة بلقاءات. ووصف المكتب الإعلامي للإخوان لقاء قيادة الحركة مع الملك عبد الله الثاني بأنه كان صريحا وواضحا، وتناول مختلف القضايا الوطنية، وأهمها الإصلاح السياسي، ومفردات هذا الإصلاح، التي تبدأ بقانون انتخاب عصري وديمقراطي، يعتمد القائمة النسبية، ويفضي إلى تشكيل حكومة برلمانية، وإجراء ما يلزم من تعديلات دستورية وقانونية تحقق الشراكة السياسية مع التيارات والقوى السياسية والاجتماعية الفاعلة في المجتمع، كما تم التأكيد على الحريات العامة، وأمن المواطن، وكرامته، وعلى محاربة الفساد بكل أشكاله.

من جانبه، التقى رئيس الوزراء الأردني المكلف وفدا من الأمناء العامين لأحزاب المعارضة في إطار الحوار الشامل الذي بدأه لتبادل وجهات النظر. وشدد البخيت على ضرورة الإسراع في تعديل القوانين الناظمة للحياة السياسية بما فيها قانون الانتخاب والقوانين الناظمة للحريات، مشيرا إلى أن الفرصة متاحة لتحقيق دفعة قوية في مجال الإصلاحات السياسية. كما أكد البخيت على أهمية الإسراع في معالجة قضايا الفساد وإدخال التعديلات الضرورية بما يضمن تعزيز مكافحة هذه الآفة. وتطرق البخيت إلى المعايير التي سيعتمدها في اختيار الوزراء ومن أبرزها الكفاءة والقدرة على التواصل والتأثير والاستقامة والنزاهة والابتعاد عن تقاطع المصالح. وشدد الوفد الحزبي على ضرورة تنفيذ كتاب التكليف بإحداث التغيير والإصلاح المنشود وأهمية تعديل القوانين الناظمة للحياة السياسية ومن بينها قانون الانتخاب والأحزاب كمدخل للإصلاح السياسي بما يعزز الثقة بين المواطن والحكومة. وأكد الوفد الحزبي أن هناك شعورا بوجود نية حقيقية لرفع الإصلاح السياسي من خلال الحوار الصريح والصادق.