«يوم الغضب السوري» يمر بهدوء

«الشرق الأوسط» تجولت في أحياء دمشق وزارت العديد من جوامعها

TT

مر «يوم الغضب السوري» بهدوء، إذ لم يلحظ في شوارع مدينة دمشق في يوم الجمعة، ما يشير إلى استجابة السوريين لدعوات وجهتها مجموعات مجهولة للتظاهر بعد الصلاة احتجاجا على النظام السوري. وتجولت «الشرق الأوسط» في عدة أحياء دمشقية وزارت عددا من الجوامع من الأموي في وسط المدينة القديمة إلى الكناني في المهاجرين ومرورا بجامع الإيمان في المزرعة وجامع الروضة وانتهاء بجامعي الأكرم والمحمدي في منطقة المزة. ولم يلاحظ خلال هذه الجولة أي ظواهر غير عادية. ولدى سؤال مواطنة من سكان حي العفيف كانت تشتري فولا وحمصا لإعداد وجبة الفطور المفضلة لدى الدمشقيين يوم الجمعة، قبل صلاة الجمعة، عن توقعاتها لأمس واليوم، قالت: «لا أعتقد أن أحدا سيخرج اليوم أو غدا فالجو لا يساعد»، في إشارة إلى تواصل هطول المطر منذ مساء الخميس وطيلة يوم أمس. وأضافت: «الطقس بارد جدا وعائلتي متسمرة أمام التلفزيون تتابع ما يجري في مصر، ولذا خرجت أنا لأشتري طعام الفطور».

أما عادل صاحب ميني ماركت، فاستبعد أن يجري في سورية ما يحدث في مصر، وقال: «الله يعين مصر والمصريين»، أما رأيه في ما يحصل فيقول: «لا أعرف لماذا الإصرار على تغيير الرئيس طالما استجاب لمطالبهم.. ماذا يريدون.. أكل العنب أم قتل الناطور (الحارس)»، متابعا: «الذي تعرفه أحسن من الذي لا تعرفه».

المواقف اللامبالية التي تلمس في الشارع الدمشقي تقابلها حماسة كبيرة للسوريين على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث تتردد عبارات التأييد للشعب المصري في حركته ومطالبته بتغيير النظام في مصر. وكذلك مواجهات إلكترونية ساخنة بين مجموعات معارضة للنظام وأخرى صارت أعدادها أكبر بكثير مؤيدة للنظام وتدعو إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم السماح بتخريب سورية. أما في المقاهي والجلسات الخاصة، فموضوع مصر يطغى على الأحاديث وتجري مقارنات بين سورية ومصر، فمثلا لا يتوقع بشر وهو طبيب ومتابع للشأن السياسي أن تصل رياح التظاهر إلى سورية وبالأخص دمشق، واصفا المواطن السوري الدمشقي بـ«البراغماتي» «المحب للاستقرار.. ومصلحته فوق أي اعتبار آخر، لا بل يفضل أن يتظاهر الآخرون عنه، فهو مثلا ينتظر أن يجني ثمار ثورتي تونس ومصر إصلاحات سريعة في بلده»، لكن صديقه سمير وهو محام لا يتفق معه في هذا الرأي.