فياض: نطلب من إسرائيل أن تفسر لنا مفهومها للدولة الفلسطينية

باريس تريد من «الرباعية» الدولية دعما أوضح للسلطة

TT

استبقت باريس اجتماع الرباعية الدولية اليوم في ميونيخ بمطالبتها باتخاذ موقف يتخطى ما درجت عليه بياناتها التقليدية، فيما تأكد في باريس موعد انعقاد المؤتمر الثاني للدول والهيئات المانحة للدولة الفلسطينية الذي سيلتئم في يونيو (حزيران) القادم في العاصمة الفرنسية.

وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن فرنسا والدول الشريكة لها في الاتحاد الأوروبي تريد أن يتضمن البيان الذي ستتبناه الرباعية الدولية اليوم، إلى جانب الدعوة إلى معاودة المفاوضات والتذكير بموقف الأسرة الدولية من المستوطنات الإسرائيلية «تحديد بعض مرجعيات المفاوضات»، الأمر الذي من شأنه تسهيل معاودتها. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن باريس ترغب أن يتضمن البيان إشارة إلى حدود عام 1967 التي من المفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية.

وتأتي الدعوة الفرنسية مباشرة عقب عشاء عمل دعت إليه وزيرة الخارجية ميشيل أليو ماري الليلة قبل الماضية، وضم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، ووزير خارجية النرويج جوناس غار ستور، ومساعد مندوب الرباعية لمفاوضات السلام غاري غرابو، في إطار متابعة مؤتمر «باريس 1» الذي استضافته فرنسا نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2007.

وأصدر المجتمعون بيانا أكدوا فيه انعقاد مؤتمر «باريس 2» بناء على طلب السلطة الفلسطينية، وأثنوا على إنجازاتها والتزامها بالتعهدات التي قطعتها، مشيرين تحديدا إلى تحسن الأداء الإداري والشفافية المالية وإدارة الأموال العامة والخدمات الاجتماعية والقضاء والأمن. كذلك حث البيان إسرائيل على «اتخاذ تدابير بنيوية أكثر طموحا من أجل تسهيل التحرك» في الأراضي الفلسطينية، في إشارة إلى رفع الحواجز وتسهيل تنقل المواطنين والسلع. غير أن أهم ما جاء في البيان أنه «إذا استمرت السلطة الفلسطينية في تحقيق نجاحات لجهة قيام المؤسسات وتحسين خدمات القطاع العام فإنها ستكون في وضعية جيدة لإقامة الدولة الفلسطينية قريبا». وكان البيان يشير بذلك إلى الموعد الذي حددته الرباعية الدولية وهو سبتمبر (أيلول) القادم، وهو ما يتوافق مع إنجاز خطة السلطة وسلام فياض ببناء المؤسسات وإعلان الدولة الفلسطينية. ويندرج «الحراك» الدبلوماسي الفرنسي والأوروبي بشأن مفاوضات السلام في الوقت الذي تراجع فيه الدور الأميركي وغرقت واشنطن في أزمات المنطقة المتلاحقة. وتراهن باريس على مؤتمر الدول والهيئات المانحة الذي تربط الدعوة إليه بتوفير «بعد سياسي» له، مما يعني عمليا ومن الزاوية الفرنسية إعطاء مساحة تحرك أوسع للرباعية الدولية للدبلوماسية الأوروبية في البحث عن حلول لإخراج المفاوضات من عنق الزجاجة. وكان رئيس الحكومة فرنسوا فيون بالغ الوضوح بعد لقائه فياض عندما أعلن أن بلاده تطالب بـ«منهج مختلف» للتعاطي مع ملف المفاوضات باعتبار أن النهج الأميركي فشل. وترى المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أنه «رغم أشهر المفاوضات والجهود الأميركية، فإننا لا نعرف بدقة اليوم تصور كل طرف للسلام وما يقبله وما يرفضه».

وفي هذا السياق، أعلن فياض أن ما يطلبه من فرنسا وأوروبا هو الضغط على إسرائيل لمعرفة ما إذا كانت تقبل حقيقة قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة حقيقية، وما هو تصورها لهذه الدولة. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني في لقاء نظمته الأكاديمية الدبلوماسية الدولية صباح أمس إنه متمسك بإعلان الدولة الفلسطينية في سبتمبر القادم، معززا موقفه بما وعد به الرئيس الأميركي أوباما وبموقف الرباعية. والتزم فياض بإكمال العمل على بناء المؤسسات والبنى التحتية وتوفير العناصر المادية للدولة العتيدة وبناء الحقائق على الأرض. وأنهى فياض أمس زيارته الرسمية إلى باريس التي وصفتها مصادر مقربة بـالـ«ناجحة بكل المعايير، وحققت كل أهدافها». وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس إن باريس تريد من الرباعية «دعما أكبر لما تقوم به السلطة الفلسطينية لتحضير أسس دولة فلسطين».