واشنطن تدعو المعارضة اليمنية إلى تجنب «الاستفزاز»

حثت صنعاء على احترام حقوق مواطنيها

TT

دعت الولايات المتحدة الأميركية طرفي الحياة السياسية في اليمن إلى العودة إلى طاولة الحوار الوطني والمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق «يخدم الشعب اليمني ويحظى بترحابه».

وحثت واشنطن، في بيان صادر عن سفارتها في صنعاء، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الحكومة اليمنية على «احترام حقوق مواطنيها في حرية التجمع السلمي والتعبير»، وقال البيان: «تابعنا عن كثب المظاهرات التي جرت في اليمن يومي الأربعاء والخميس، الماضيين، وبذلت الأجهزة اليمنية جهودا كبيرة لضبط النفس مع المتظاهرين، على الرغم من وجود تقارير عن حدوث حالات عنف قليلة ومنعزلة خارج صنعاء»، وأضاف: «ونواصل حث الأجهزة الأمنية اليمنية والمتظاهرين على تجنب العنف».

وتابع البيان، الذي بدا أنه صادر عن الإدارة الأميركية لا عن السفارة في صنعاء، القول: «تحدث الرئيس أوباما مع الرئيس علي عبد الله صالح، الأربعاء الماضي، وإنه يشجع على التسوية السياسية، كما بعثت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، برسالة إلى الرئيس صالح، الخميس الماضي، حثته فيها على مواصلة العمل من أجل تحقيق التسوية السياسية عبر الحوار، وكذا تنفيذ الإصلاحات التي اقترحتها».

وشدد البيان الأميركي، في الوقت نفسه، على دعوة أحزاب المعارضة اليمنية إلى تجنب ما وصفتها بـ«الأعمال الاستفزازية»، كما شدد على «التجاوب البناء مع مبادرة الرئيس صالح لحل الخلافات عبر الحوار والتفاوض».

ويؤكد هذا البيان الأنباء المتداولة بشأن قيام وزيرة الخارجية الأميركية بدور الوساطة بين حزب المؤتمر الشعبي العام، الحاكم، وأحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك، خلال زيارتها الشهر الماضي إلى اليمن، بل ويذهب إلى التأكيد على أنها قدمت مقترحات إلى الجانب الحكومي تتعلق بتطبيع الحياة السياسية في اليمن، إن لم يكن تقدمت بتلك المقترحات إلى الجانبين معا في السلطة والمعارضة.

وقامت كلينتون في 11 يناير (كانون الثاني) الماضي، بزيارة هي الأولى لوزير خارجية أميركي إلى اليمن خلال الـ20 عاما الماضية، وخلال الزيارة التي لم يعلن عنها من قبل ولم تستغرق سوى بضع ساعات، التقت الرئيس صالح وكبار مساعديه في القصر الرئاسي، ثم التقت ناشطين في المجتمع المدني اليمني في أحد الفنادق، قبل أن تلتقي قيادات المعارضة في مبنى السفارة الأميركية بصنعاء، ونشرت «الشرق الأوسط»، حينها تصريحات لمصادر خاصة تؤكد قيام كلينتون بوساطة بين طرفي النزاع السياسي في اليمن، السلطة والمعارضة.

وتأتي المواقف الأميركية الواردة في البيان المشار إليه، بعد أيام على إعلان الرئيس علي عبد الله صالح مبادرة من 4 نقاط أهم ما تضمنته إعلانه عدم التمديد لنفسه أو الترشح لفترة رئاسية أخرى بعد مرور أكثر 33 عاما على وجوده في الحكم، وقال إنه لن «يصفر العداد»، كما أعلن أنه لن يورث الحكم لنجله، بالإضافة إلى تأجيله الانتخابات النيابية المقررة في أبريل (نيسان) المقبل، ودعا إلى عودة الحوار بين السلطة والمعارضة في ضوء ما سميت بـ«لجنة الأربعة».

ويعتقد مراقبون في اليمن أن الولايات المتحدة قلقة من أن تنتقل حمى الاحتجاجات التي وقعت في تونس وتحدث، حاليا، في مصر إلى اليمن الذي يواجه الكثير من التحديات السياسية والأمنية الكبيرة التي ربما تعد أكثر ثقلا وخطورة على ما هي الأوضاع عليه في كثير من البلدان العربية، ويرجع المراقبون القلق الأميركي إلى أهمية اليمن لواشنطن بمكانه الجغرافي، خصوصا في ظل الحرب على الإرهاب، حيث تعد صنعاء أحد أهم شركاء واشنطن في هذه الحرب.