أزمة جديدة في مسجد نيويورك

استقالة إمام الجامع وسط اتهامات متبادلة

TT

وسط أخبار بمنافسات ومشكلات بين فيصل عبد الرؤوف، المسؤول عن بناء مسجد نيويورك بالقرب من مكان مركز التجارة العالمي الذي دمره هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، وعبد الله الأعظمي، إمام المركز، وشريف الجمل، ممول المشروع، استقال الأعظمي الذي أيضا واجه اتهامات بأنه أساء إلى المثليين الجنسيين.

وبينما قال الأعظمي إنه يريد التفرغ لكتابة كتاب باللغة الإنجليزية عن معاني القرآن الكريم، وإنه يتمنى «التوفيق لقادة المشروع»، صار واضحا أن مشروع المسجد الجديد يواجه مشكلات إدارية، بالإضافة إلى مشكلات مالية تتمثل في عدم مقدرته على جمع تبرعات كافية لميزانية تزيد عن مائة مليون دولار. وبالإضافة إلى «مشكلات عرقية» بسبب تعدد الأعراق والأوطان وسط المسلمين في أميركا عامة.

وكان الأعظمي إماما لمسجد في واشنطن، ثم لمسجد في نيويورك بالقرب من مكان المسجد الجديد، غير أن هذا الأخير أغلق بعد أن رفض صاحب المبنى تجديد إيجار المكان بسبب الضجة حول المسجد الجديد.

وقالت صحيفة «نيويورك بوست» إن اختلاف الأعظمي مع الجمل سبقه اختلاف الجمل مع عبد الرؤوف. وإن الجمل هو الذي اختار الأعظمي إماما بحجة «تفرغ عبد الرؤوف للمشروع»، لكن صار واضحا أن الأعظمي سيتولى الإمامة الرسمية في المسجد الجديد، مما أثار غضب عبد الرؤوف.

وقالت الصحيفة إن هناك سببا آخرا، وهو أن الجمل اضطر لأن يطلب من الأعظمي أن يقدم استقالته بعد أن نشرت صحف في نيويورك تصريحات كان أدلى بها الأعظمي ضد المثليين جنسيا. مما قال: إنهم يعانون أمراضا عقلية، وإنهم مثل الأطفال، يجب تربيتهم تربية صحيحة ليكفوا عما قال إنه الطريق الخطأ.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن هذه ليست أول مشكلة يواجهها المسجد الجديد. وأن عناصر إسلامية مختلفة كانت حاولت السيطرة على المشروع، منها عناصر إسلامية آسيوية وأميركية سوداء. وأن ذلك عكس حساسيات وسط المسلمين، خاصة في نيويورك، حسب الانتماءات العرقية والوطنية.

قبل ثلاثة شهور، انعقد في نيويورك «مؤتمر قمة إسلامي» لبحث الموضوع. وفي ذلك الوقت، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»: «ليس سهلا توحيد كلمة المسلمين في الولايات المتحدة حول مسجد نيويورك. إنهم مجموعة متفرقة، فيهم سود أسسوا دينهم خلال سنوات مظاهرات الحقوق المدنية. وفيهم مهاجرون جدد من مختلف بلاد العالم. نادرا، يتفقون على شيء. لكن، أثارتهم الضجة حول مسجد نيويورك وحول حرق المصحف».

في ذلك الوقت، قال شيخ عبيد، رئيس القيادة الإسلامية في نيويورك (إي إل سي): إن هناك إحساسا متزايدا وسط المسلمين في أميركا بأن وقت التردد مضى، وجاء وقت تأييد بناء المسجد، والدفاع عن الإسلام والمسلمين. وأضاف: «بعدما صار موضوع المسجد عذرا للمتطرفين والمتظاهرين، لم يكن أمامنا طريق سوى تأييد الإمام فيصل»، فيصل عبد الرؤوف، إمام المسجد.

لكن، انتقد عبيد عبد الرؤوف قائلا: «يظهر كثيرا في التلفزيونات، ويتحدث عن شؤون العالم الإسلامي. لكن، يعتبره كثير من الأئمة في نيويورك من الخوارج. لم يكن يتعاون مع الجالية الإسلامية». وأضاف عبيد أن عبد الرؤوف لم ينسق مع أئمة آخرين قبل إعلان مشروعه، وأن هؤلاء الأئمة ربما كانوا عارضوا الفكرة. وأشار عبيد إلى الجدل حول تمويل المشروع، وقال إن عبد الرؤوف، قبل أن يعلن المشروع، كان عليه أن يتأكد من طريقة التمويل. وخاف عبيد من أن الفشل في الحصول على تمويل كاف، أو نشر أخبار سلبية عن الممولين ستقضي على المشروع، وستزيد التغطية الإعلامية السلبية. وقال مراقبون في واشنطن إنه، بعد الخمسة ملايين دولار التي اشترى بها المشرفون على المشروع البناية القديمة التي سيحولونها إلى مركز إسلامي، لا توجد علامات بأن مبلغ المائة مليون دولار المقدر سيجمع في وقت معين، ومن جهات معينة.