المستوطنون المتطرفون يهاجمون وزيرة الخارجية الإسبانية

بعد أن رفضت لقاءهم فوق الأراضي الفلسطينية

وزيرة الخارجية الاسبانية ترينداد خمينيز تتجول في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، امس (إ ب أ)
TT

«لا سامية»، «معادية لليهود»، «حقيرة»، «قبل 500 سنة طردت إسبانيا اليهود إلى الخليل، فهل تريد اليوم طردهم من الخليل؟»، هذه بعض الشعارات والهتافات التي أطلقها المستوطنون اليهود المتطرفون، الذين يحتلون قسما من أراضي وبيوت مدينة الخليل، أمس، لدى وصول وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينداد خيمينز، لزيارة أحد أحياء المدينة العربية.

وكانت الوزيرة الإسبانية قد حلت ضيفة على منطقة «الخليل - 2» (H - 2)، التي تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية وللسيطرة الإدارية البلدية الفلسطينية، للاطلاع على التقدم في مشروع إعادة ترميم حارة السلايمة الفلسطينية، التي هدمها الاحتلال خلال الانتفاضة الأخيرة. وهو مشروع تبلغ تكلفته 50 مليون يورو وهدفه إعادة إسكان 3000 مواطن من أصحاب البيوت.

وطلب المستوطنون لقاء الوزيرة الإسبانية للاحتجاج على المشروع، بدعوى أن منظمة التحرير الفلسطينية تنوي إسكان فلسطينيين إرهابيين في هذا الحي، القريب من البؤر الاستيطانية، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية ضد اليهود. ولكن الوزيرة رفضت لقاءهم، مؤكدة أنها في الضفة الغربية تلتقي فقط فلسطينيين وأنها تلتقي الإسرائيليين في إسرائيل. وإثر ذلك، نظموا مظاهرة احتجاج ضدها شارك فيها قادة اليمين المتطرف، وبينهم إيتان بن جبير وباروخ مارزل، وهما مساعدان برلمانيان لعضو الكنيست الفاشي، ميخائيل بن آري. وحاولوا التقدم من الوزيرة الإسبانية جسديا، فأبعدتهم الشرطة الإسرائيلية خوفا من تنفيذ الاعتداء الجسدي عليها. وقال رئيس مستوطنة «كريات أربع»، القائمة على أراضي الخليل، ملاخي ليفنجر، إن هدف السلطة الفلسطينية من هذا الحي هو تضييق الخناق على المستوطنين اليهود حتى لا يعودون إلى زيارة الحرم الإبراهيمي وأداء الصلاة اليهودية فيه. واتضح أن المستوطنين يعتمدون في هذا الادعاء على أوساط عسكرية ومخابراتية في الجيش الإسرائيلي، إذ أكد مصدر أمني رفيع في حديث مع الصحافة الاسرائيلية، أمس، أن «الجيش على علم بالنوايا الفلسطينية الخبيثة»، وأنه «أعد خطة عسكرية لمواجهة التطورات التي قد تنجم عن ذلك». وأضاف: «في الوقت الحاضر لا يوجد خطر تفجير أمني، ولكن الاحتمال قائم والخطة الإسرائيلية للرد على ذلك قائمة».

الجدير بالذكر أن نشطاء اليمين المتطرف في إسرائيل يصعدون من نشاطهم الاحتجاجي في الشارع، بغية تخويف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من العودة إلى طاولة المفاوضات، وهم يستغلون كل قضية للظهور في الشارع والساحات العامة في الآونة الأخيرة. وعلى سبيل المثال، خرجوا في عدة مظاهرات الليلة قبل الماضية، احتجاجا على قرار المستشار القضائي للحكومة اعتقال أحد الحاخامات اليود للتحقيق معه في تصريحاته لهدم المسجد الأقصى والصخرة المشرفة من أجل إعادة بناء هيكل سليمان مكانهما. وكانت الشرطة دعت الحاخام إلى التحقيق، فلم يمتثل. فقرروا اعتقاله، فاختفت آثاره، وخرجوا في هبة كبيرة يمنعون اعتقاله ويقولون: «موظف صغير يتطاول على رجل التوراة الحكيم. وهذا خط أحمر لن نسمح بتجاوزه».