أمين عام «الناتو» يبحث في إسرائيل آثار التطورات في مصر على المنطقة

باراك إلى واشنطن للغرض نفسه.. ونتنياهو يعتبر الخطر المصري أشد من الإيراني

TT

وصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، آندريه فوغ راسموسن، إلى إسرائيل، أمس، ليجري محادثات تتعلق بالتطورات في مصر وأثرها على منطقة الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، دعي وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى زيارة واشنطن على عجل للبحث في الموضوع نفسه. في حين صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن التغيرات في مصر من شأنها أن تكون أخطر من إيران.

وقال نتنياهو إن ما حدث في تونس ومصر كان هزة أرضية جبارة، ولا أحد يعرف كيف ستتطور. فقد تجعل من مصر دولة ديمقراطية ذات قيم حرية، وهذا أفضل شيء لإسرائيل والغرب. ولكنها قد تسير أيضا على طريق إيران، وفي هذه الحالة ستشكل خطرا على إسرائيل والغرب أكبر من الخطر القادم من إيران.

ويرى الإسرائيليون في زيارة راسموسن بداية تغيير إيجابي في العلاقات بين الطرفين؛ إذ إن علاقات إسرائيل مع الناتو شهدت فتورا في السنتين الأخيرتين. وتمثل هذا الفتور في تخفيض مشاركة إسرائيل في المناورات المشتركة في البحر المتوسط. وسيلتقي راسموسن مع نتنياهو، وباراك، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان. وسيلقي خطابا أمام مؤتمر الحصانة القومية في هرتسليا.

وحسب مصادر سياسية، فإن راسموسن سيبحث في إسرائيل عدة قضايا تهم الحلف الأطلسي، أبرزها: التغيرات المقررة في الحلف في مجال نظم الدفاع الصاروخية، ومكافحة الإرهاب، والعلاقات بين إسرائيل والحلف وإعادة توثيقها ووقف المماطلة في رفع درجتها، والتطورات الأخيرة في تونس ومصر وأثرها على أوروبا والشرق الأوسط، وإعادة تفعيل اتفاق التعاون في مراقبة سفن مشبوهة في البحر الأبيض المتوسط.

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قد أعرب عن قلقه من التطورات في مصر وأثرها على أوروبا. وقال قبيل مغادرته إلى إسرائيل إن هذه التطورات تهدد بخطر زيادة الهجرة العربية إلى أوروبا وتعقيد الأوضاع الاقتصادية في معظم الدول الأوروبية.

وحذر راسموسن من خطر أزمة مالية قد يواجهها الناتو، وذلك جراء الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة، التي تمول 75% من ميزانيته. فالأوروبيون، الذين كانوا يدفعون نصف الموازنة، خفضوا مساهمتهم إلى النصف. وواشنطن تلمح إلى أنها لم تعد تستطيع التمويل القائم حاليا.

من جهة ثانية، علم أن إيهود باراك يتوجه بعد لقائه مع راسموسن، اليوم، إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق يومين، وذلك لمناقشة الأوضاع في مصر والأبعاد الأمنية لذلك مع كبار المسؤولين الأميركيين. وسيجتمع مع نظيره الأميركي روبرت غيتس ومع جهات أمنية أخرى، بيد أنه لم يتم تحديد لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي كانت قد اتخذت منه موقفا سلبيا لأنه خدع الإدارة الأميركية عندما أوهمها بأن نتنياهو صادق في عملية السلام.

يذكر أن وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خيمينيث، امتنعت عن لقاء باراك خلال زيارتها لإسرائيل، أمس. وقالت لصحيفة «هآرتس»، أمس، إن استقالة باراك من حزب العمل وضعفه السياسي أدى إلى تدهور مكانته في نظر عدة جهات دولية. وفي القضايا السياسية اختارت الحديث مع نتانياهو وليبرمان.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن باراك تصرف في السنة ونصف السنة الأخيرة على أنه وزير خارجية فعلي، وأجرى لقاءات كثيرة مع وزراء خارجية وزعماء أجانب.