الإعلام الحكومي المصري يسارع في اللحاق بقطار الثورة

أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين يحمل الصفحة الأولى من جريدة «الدستور» المستقلة وعلى صدر صفحتها الأولى صورة مبارك وعبارة «أخيرا تنحى» (أ.ف.ب)
TT

ما بين صباح الثورة ومسائها، أول من أمس.. تبدلت أقنعة وملامح وشعارات الإعلام الحكومي في مصر، سواء المقروء أو المسموع أو المرئي، فبعد أن كان متظاهرو التحرير، في أجندة هذا الإعلام، «قلة مندسة» وعملاء أجانب، أصبحوا ثوارا، وبعد أن كانت صور وأخبار الرئيس المتنحي حسني مبارك تتصدر العناوين الرئيسية للصفحات الأولى بالصحف الحكومية، تبدلت العناوين لتمجد وتشيد بـ«ثورة شباب مصر».

صحيفة «الأهرام» القومية، كبرى الصحف المصرية، صدرت أمس بعنوان رئيسي «الشعب أسقط النظام»، وعناوين فرعية كثيرة منها «شباب مصر أجبر مبارك على الرحيل»، «المصريون يحتفلون حتى الصباح بانتصار أول ثورة شعبية في تاريخهم»، «سويسرا تجمد أي أرصدة محتملة للرئيس السابق وأعوانه». ولأول مرة منذ عام 1981، خلا عدد «الأهرام» أمس من أي صور لمبارك، بينما احتلت صورة كبيرة لشاب يحتفل بسقوط نظام مبارك الصفحة الأولى للصحيفة التي أصدرت ملحقا وزع مع عددها أمس من أربع صفحات تحت اسم «شباب التحرير»، وعنوانه الرئيسي «انتصرنا».

وكتب الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة «الأهرام» وهو قيادي بارز في الحزب الوطني الديمقراطي، الذي كان يرأسه مبارك، مقالا أشاد فيه بالشاب المصري وائل غنيم أحد الذين دعوا لثورة شباب مصر.

أما صحيفة «أخبار اليوم» فتصدر صفحتها الأولى عنوان «ورحل مبارك»، وبجواره صورة لمبارك وهو يلوح بيده مودعا، وخصصت الصحيفة العدد بأكمله لتغطية التطورات الأخيرة في مصر من مختلف جوانبها.

وكتب ممتاز القط رئيس تحرير «أخبار اليوم» مقالين؛ الأول وجه فيه التحية للقوات المسلحة، والثاني دافع فيه عن حركة شباب 25 يناير.

أما صحيفة الجمهورية، فصدرت أمس وعنوانها الرئيسي يقول «تسلمي.. يا مصر، مبارك يتنحى والجيش يحكم»، وأيضا حملت صفحتها الأولى صورة لمتظاهرين أمام مبنى التلفزيون الحكومي أول من أمس يطالبون برحيل مبارك وهم يرفعون الأحذية.

وتحولت تغطية وكالة أنباء الشرق الأوسط، الوكالة الرسمية المصرية، 180 درجة، فبعد أن كانت تصف أعداد المتظاهرين في ميدان التحرير بالمئات، بينما كانوا ملايين، وظلت تبث أخبارا مؤيدة لنظام مبارك حتى أول من أمس، وبعد تنحي مبارك تحولت بوصلة الوكالة لتنقل فرحة الملايين بقرار التنحي في كل محافظات مصر.

وعلى صعيد متصل، تجمع عشرات الصحافيين بمبنى الوكالة، القريب من ميدان التحرير، أمس، احتجاجا على أسلوبها في تغطية الثورة الشعبية.

ولم تختلف الصورة كثيرا في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الذي انتقده كثيرون بسبب تغطيته المنحازة للنظام السابق في مصر، وبينما كان المتظاهرون بالملايين في التحرير ويتعرضون للقتل بالرصاص الحي من الشرطة في أول أيام ثورتهم كان التلفزيون المصري يذيع لقطات لجسر علوي خال من السيارات ويؤكد أن الشارع المصري هادئ.

وفي بيان له أمس، أعرب اتحاد الإذاعة والتلفزيون عن تهنئته للشعب المصري بثورته العظيمة النقية «التي قادها خيرة شباب مصر».. معبرا عن تعازيه في «شهدائنا الأبطال الذين سالت دماؤهم الطاهرة في سبيل الحرية والعدالة».

وقدم الاتحاد كل التحية لقواتنا المسلحة على دورها الرائع في حماية الثورة الشعبية وحفظ الوطن والمواطنين، وتعهد بأن يكون التلفزيون المصري أمينا في رسالته، مقدما إعلاما راقيا منافسا يليق باسم مصر، وثورتها التي يشهد لها التاريخ بأنها الأعظم في تاريخ الثورات.. وأكد الاتحاد أن التلفزيون المصري ملك للشعب وفي خدمته، وسيكون معبرا عن آماله منحازا إلى الحقيقة دون سواها.