تونس: استقالة وزير الخارجية المثير للجدل

مواطنان تونسيان يحرقان نفسيهما في الحمامات والكاف

TT

قدم أحمد ونيس، وزير الخارجية التونسي المثير للجدل استقالته من الحكومة الانتقالية التي يترأسها محمد الغنوشي. ونشرت وكالة الأنباء التونسية، أمس، بيانا مقتضبا أشارت فيه إلى أن ونيس قدم استقالته من مهامه، دون الإشارة إلى أسبابها.

ولم يذهب ونيس إلى مكتبه في الوزارة منذ يوم الاثنين الماضي، على أثر منعه من قبل موظفي الوزارة من الدخول إليه، ومطالبته باستقالته جراء تصريحات أدلى بها في مقابلة تلفزيونية ليلة الأحد ما قبل الماضي الماضي، حيث قال إن ما حدث في تونس هو انتفاضة وليس ثورة، وشكل ذلك صدمة لغالبية الشعب التونسي الذي ما زال منتشيا بـ«ثورة الياسمين». وسبق ذلك تصريحات أخرى أدلى بها أثناء وجوده في باريس نهاية الأسبوع الماضي، حينما قال إن مقابلته لوزيرة الخارجية الفرنسية، ميشيل إليو ماري، كانت حلما وتحقق، زيادة على كونه لم يثر في محادثاته معها موضوع الثورة، وهو ما أثار حفيظة التونسيين الذين يأخذون على الوزيرة إليو ماري مساندتها لنظام الرئيس المخلوع.

وكشف ونيس في تصريحات صحافية عن أنه كان يقصد بكلامه حينما تحدث عن الثورة أن هذه الأخيرة ليست ثورة انقلابية ترمي إلى تحطيم المؤسسات والعدول عن القوانين وقلبها، مشيرا إلى أنه تم من خلال هذه الثورة إبقاء دولة القانون. وشدد ونيس على القول إن الثورة لم تطح بالمؤسسات، وإنما طالبت بالعزة والكرامة لأن الإنسان في تونس مهمش، خاصة الشباب.

وكان ونيس عين وزيرا للخارجية في 27 يناير (كانون الثاني) الماضي إثر التعديل الذي أدخله الغنوشي على التركيبة الحكومية. وشغل ونيس المنصب مدة تقل عن ثلاثة أسابيع.

وحتى مساء يوم أمس لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد ما إذا كانت استقالة ونيس قد قبلت، وخاصة أنها تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع.

على صعيد آخر، استغل شبان تونسيون الاضطرابات الأمنية الحاصلة في البلاد لتنفيذ مجموعة من الهجرات غير الشرعية، وتحدثت الأرقام الأولية عن آلاف الشبان الذين استقلوا المراكب من مدن جرجيس وصفاقس والشابة وطبلبة (مدن الساحل الشرقي ومدن الجنوب الشرقي المحاذي لليبيا)، ووقعت أعداد كبيرة منهم في قبضة الشرطة الإيطالية. من جهة أخرى، أفادت وزارة الداخلية التونسية، بأن مواطنين تونسيين أحرقا نفسيهما، الأول عمره 53 سنة ويتحدر من مدينة الحمامات (60 كلم شمال شرقي العاصمة)، حيث أقدم صباح يوم السبت الماضي على إضرام النار في نفسه بعد أن صب البنزين على جسده إثر خلافات بينه وبين أشقائه حول الميراث، وتم نقله إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببلدة بن عروس.

أما الحالة الثانية فجرت في مدينة الكاف، حيث أقدمت فتاة في ربيعها الـ25، وتعمل بروضة أطفال، على إضرام النار في نفسها بواسطة مادة البنزين. وأثبتت التحريات التي أجرتها الوزارة أن أسباب هذه الواقعة تعود إلى تلقيها تنبيها بضرورة إخلاء منزل تقطنه.