مصدر بالخارجية الإيرانية: الحديث عن عودة العلاقات مع القاهرة سابق لأوانه

قال لـ «الشرق الأوسط» إن بلاده باركت «الثورة المصرية» و«تراقب التطورات»

TT

أبلغ مصدر مطلع بالخارجية الإيرانية «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس أن بلاده تراقب عن كثب التطورات في مصر، بعد أن «باركت الثورة التي قام بها الشباب المصري ضد حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك».

وعما إذا كانت طهران أجرت أي اتصال بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كلفه مبارك قبل تخليه عن السلطة بإدارة البلاد، قال المصدر الإيراني: لا لم يحدث بعد.

وخلال موجة الاحتجاجات الكبرى التي شهدتها مصر ظهرت مخاوف من مراقبين دوليين من أن تستفيد دول التشدد في منطقة الشرق الأوسط من نتائج الثورة المصرية بعد أن ظهر في صفوفها وجود لافت لجماعة الإخوان المسلمين. وحول ما إذا كانت إيران ستجري اتصالات بالمجلس العسكري أو أي من أطراف حكومة تسيير الأعمال التي يرأسها الفريق أحمد شفيق، أوضح المصدر الإيراني أن بلاده «تراقب في الوقت الحالي التطورات في مصر، لكن بالنسبة لأي خطوات تتعلق بإحداث تقارب بين البلدين في الوقت الحالي ما زال أمرا سابقا لأوانه».

ومن المعروف أن العلاقات بين طهران والقاهرة مقطوعة منذ عام 1979 بسبب التباين في نظرة كل منهما إلى التعامل مع ملفات المنطقة، ففي حين تحتفظ القاهرة بعلاقات مع إسرائيل منذ نحو ثلاثين عاما، وتدعو إلى حل الخلافات الإقليمية بالحوار، لا تعترف طهران بإسرائيل، وتتبع نهجا متشددا في حل الخلافات من خلال دعم حركات مثل حزب الله وحماس. وناصبت إيران نظام الرئيس مبارك العداء لسنوات طويلة، وباركت اغتيال عناصر من حركة الجهاد المصرية للرئيس المصري الأسبق أنور السادات عام 1981، وآوت بعضهم. كما تجددت الخلافات بين الطرفين حين حذرت مصر طهران قبل نحو شهرين من مغبة التدخل في شؤون الدول العربية، على الرغم من مواقف مصر الرافضة لتوجيه ضربة عسكرية من الغرب لطهران على خلفية البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

ومن جانبها كشفت مصادر في الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم سابقا) في مصر لـ«الشرق الأوسط» أمس عن أن جناحا في الحكم تبناه عدد من رجال الأعمال المتنفذين في النظام السابق بمصر كان يشكل عقبة أمام أي تقارب بين طهران والقاهرة، خاصة بعد أن جرى توقيع اتفاقية لتسيير خطوط طيران بين البلدين في أكتوبر (تشرين) الماضي.

وأضافت مصادر الحزب أن بعض رجال الأعمال ممن لهم علاقات تجارية قوية مع الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أوروبية، كانوا يرون أنهم لن يستطيعوا الاستفادة من أي تقارب بين بلادهم وطهران، بسبب العقوبات الغربية تجاه إيران، والخوف من تعرض مصالحهم الاقتصادية مع الغرب للضرر، خاصة بعد أن انتقدت عدة دول غربية توقيع الاتفاقية.

وقالت مصر عقب حضور حميد بغائي نائب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للإشراف على توقيع اتفاقية الطيران، مع الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء المصري الحالي، حين كان وزيرا الطيران، إن هذا لا يعني أن التوقيع يعكس تقاربا سياسيا، أو أن مصر ستنظم رحلات «فورا» لإيران.

وأعربت إيران عدة مرات في أواخر العام الماضي أنها على استعداد لمساعدة القاهرة في زراعة القمح وفي بناء برنامجها النووي للأغراض السلمية.