موسى: سأقدم كشف حساب للقمة وأنزل إلى الشارع بصفتي مواطنا مصريا

قال في حوار مع «الشرق الأوسط»: شباب الثورة يملكون من الوعي والإدراك ما يدهش المستمع إليهم

TT

كشف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عما دار من حوارات مع مجموعات شباب 25 يناير الذين استقبلهم على فترات متعاقبة منذ بداية المظاهرات وحتى اليوم، وناقش واستمع إلى رؤيتهم لمستقبل مصر والعالم العربي في المرحلة المقبلة. وأشاد برؤية هذا الشباب الواعد والواعي لأهداف الثورة وحمايتها، كما تحدث عما يدور حول ترشحه لرئاسة الجمهورية، مؤكدا أن القرار يمر بمراحل تبدأ بعودته كمواطن مصري يقوم بواجبه تجاه مصر.. وشدد موسى على أن مصر بعد 25 يناير (كانون الثاني) تسير بثبات نحو استعادة دور الدولة الفتية والعاقلة في نفس الوقت.

وأشار موسى في حوار مع «الشرق الأوسط» بمكتبه بالجامعة إلى ملامح رؤيته الشاملة للإصلاح والديمقراطية الحقيقية، داعيا للابتعاد عن الديمقراطية السطحية، فالجدية بحسب قوله «تختصر الوقت». وأكد موسى اعتزامه طرح ما يحدث من تطورات داخل المجتمعات العربية على القمة المزمع عقدها في بغداد يومي 28 و29 الشهر المقبل، لافتا إلى أنه سيقدم تقريرا عما حدث خلال فترة ولايته التي امتدت لعشر سنوات والرؤية المستقبلية للعمل العربي المشترك، في ظل متغيرات ومنعطفات تاريخية يمر بها الوطن العربي برزت في كل من تونس ومصر بشكل أذهل العالم.. وهنا نص الحوار:

* ما هي الموضوعات التي أثارها شباب الثورة معك وما هي مطالبك وبماذا كان ردك؟

- حواري مع شباب الثورة بدأ منذ بداية المظاهرات بعد إبداء مجموعات من الشباب رغبتهم في أن نلتقي لمناقشة الوضع الذي كان سائدا خلال الأسابيع الماضية وآفاق المستقبل، وقدموا عددا من التساؤلات عن الوضع العام في مصر والعالم العربي وقد خرجت بعد لقاء هؤلاء الشباب المتنوع النشأة والمدرسة والحوار بانطباع إيجابي للغاية، إنهم شباب علم نفسه بشكل كبير ومطلع وقارئ. يتحدثون بمعرفة وثقة تؤكد مدى الإلمام الواسع بالقضايا المصيرية وهو الأمر الذي أسعدني كثيرا، لقد كان لدي انطباع سلبي عن مخرجات نظام التعليم المصري، وقد وجدت أن عزيمة الشباب والتكنولوجيا الحديثة قد اختصرت الفارق بدرجة معقولة بين التعليم الجيد والتعليم المتجمد أو المتخلف.

* ما هي القضايا التي شملتها المناقشات مع الشباب؟

- كان الحديث أساسا عن مصر والوضع في مصر والإحباطات والآمال، الحاضر والمستقبل، وكانوا جميعا على وعي بأنهم لا يستطيعون وحدهم أن يقودوا البلاد لصغر سنهم وقلة خبرتهم، ومن هنا فإن تمازج الأجيال وتفاعلها، أي العافية مع الخبرة في خلطة وطنية يمكنها أن تفعل الكثير لمصر المستقبل.. وفي هذه النقطة كان الحديث عن الديمقراطية ضروريا، وقد عبر مختلف مجموعات الشباب عن إيمانهم بأن الديمقراطية هي الأسلوب الأمثل للحكم، وأن العودة إلى فرض القيادات ليس أسلوبا مقبولا.

* لكن أعداد هذه اللقاءات مع الشباب آخذة في الزيادة والعدد؟

- فعلا اللقاءات مع الشباب تتم بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة والعدد عادة لا يتعدى في كل لقاء خمسة أو ستة من الشباب حتى تكون فرص الحوار الهادئ إيجابية ومؤدية إلى تبادل وجهات النظر بدقة ووضوح، لا يترك بقدر الإمكان تصورات للغموض أو الالتباس حول ما يجب أن يكون عليه الوضع. ولا يجب أن يفوتنا أن هؤلاء الشباب كانت لهم تساؤلات عن العالم العربي والجامعة العربية والمستقبل ونتائج القمة الاقتصادية.

* هل أبلغوك عن شخصية الرئيس المصري القادم ومواصفاته وبرنامجه الذي يجب أن يشمل رؤية تعيد البلاد إلى الأفضل؟

- نعم هم يشكلون رأيهم بالنسبة للرئيس الذي سيحظى بتأييدهم، وأعتقد أنه ليس من الوارد تأييد شخص معين لمجرد أنهم يحبونه أو يفضلونه.. إنهم يتحدثون ويسألون عن «المواقف».. الموقف من جوهر ترجمة الدستور، التعليم ونظامه، القضاء واستقلاله.. إلى آخره. والواقع أنه لا يزال لديهم تخوفات على مصير الثورة، إنما هم يمتلكون إرادة وتصميما على حماية أهدافها... تصميم جماعي لمسته وفهمت معناه، وأنا أعتقد أن مصر وحركتها السياسية الداخلية قد تغيرت ربما جذريا بعد 25 يناير، التركيبة السياسية السابقة لم تعد تفي بالمطلوب مستقبلا، فلا الحزب الوطني يستطيع لعب دوره السابق ولا يجب ذلك مطلقا، ولا الأحزاب القائمة يمكن أن تعمل على أساس أن هناك أخا كبيرا متسلطا لا بد من «مداراته»، ولا إنشاء الأحزاب سيكون تغيرا محددا محصورا، فسوف تظهر أحزاب جديدة ليبرالية من رحم ميدان التحرير، كما أن «الإخوان المسلمين» سوف يحصلون على مكان إقامة حزب لهم... الأمور إذن سوف تتطور وتتشكل من منطلقات تختلف جذريا عما كان.. وإذا تمكنت الحركة السياسية المصرية بكل أطيافها من حسن إدارة الأمور فسوف تولد مصر جديدة ديمقراطية وكما قلت: فتية. وأضيف هنا أن هؤلاء الشباب الذي يتراوح سنه بين 18 و40 عاما (على الأقل من قابلتهم) مدركون خطورة وحساسية الوضع الحالي بين تنحي الرئيس مبارك، وإمكان وجود مناورات حولهم وعروض تعرض على بعضهم من جهات سياسية متعددة في مجال تعزيز الأحزاب القائمة أو تغذيتها بدماء جديدة، أو في تشكيل أحزاب جديدة تقوم على جهودهم دون معرفة أهدافها وغير ذلك.. ولكنهم رفضوا كل العروض رفضا تاما، رغم أن بعضهم يمكن أن يستفيد، إلا أن موقفهم واع وقد رفضوا الاستقطاب بأي ميزة من المزايا.

* شهدنا دعوات للتفكير في شخصية الرئيس القادم لمصر في تقديرك ما هي مواصفاته؟

- الأولوية أن نتحدث عن الرؤية المصرية الجديدة وليس عن الشخصية التي ستحكم مصر. وأعني إلى أين تذهب مصر وما هو التوجه الذي يمثل توافق الأغلبية ويجدر بمصر أن تتبناه. في تقديري وكما ذكرت من قبل أن مصر قبل 25 يناير ليست هي مصر بعد هذا التاريخ، هناك روح جديدة ودرجة يقظة غير مسبوقة، نقلت مصر التي وجهت إليها أو إلى سياساتها انتقادات كثيرة خلال السنوات الأخيرة داخليا وعربيا وإقليميا ودوليا إلى مصر الفتية الشابة، التي تشعر أن أمامها أفقا واسعا من الضروري أن تعيد صياغة قرارها وتفعيل سياساتها وأن نعمل على أن نؤسس مصر الحديثة من خلال رؤية واضحة عصرية وأن نحترم تراثها، وأن نحترم مواقفها، ثم إن من حق مصر أن تسير على طريق الديمقراطية الحقيقية والإصلاح الجذري وليأخذ هذا الطريق وقته دون مماطلة ولا تطويل. الجدية في العمل تختصر الوقت. والديمقراطية ليست حدثا يتم غدا ولكنه ليس حدثا يتم يوم القيامة أيضا وإنما يجب اتخاذ خطوات مدروسة في فترة معقولة وإلا نسقط في خداع الديمقراطية السطحية - بمعنى أن تكون الديمقراطية مجرد صندوق زجاج يستقبل الأوراق من المواطنين وعدسات التلفزة تصور الابتسامات المختلفة – تمثيلا وليس حقيقة، ولن يخدع أحد لأن الديمقراطية الحقيقية هي التي تقوم على عناصر فاعلة بجد مثل تقرير وتفعيل سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، والعودة إلى احترام الحقوق الأساسية للفرد، وغير ذلك من العناصر الأساسية للحكم الرشيد الذي يجب أن يوضع في إطار وطني وقومي، كما أن الديمقراطية يجب أن تنبع من حاجة الوطن والمواطن أي من الناس.. من الشعب واحتياجه واقتناعه وليس إملاءات تحاول فرض نفسها من الخارج لمصالح أو مظاهر أجنبية، وهذا هو الخطأ الكبير الذي ارتكب في حق الديمقراطية وحركتها في العالم العربي وفي الشرق الأوسط. لأن من طالب بها وكذلك الذين تلقوها كانوا يريدونها ديمقراطية سطحية وبذلك ترضي الطرفين، ولكن اليوم مصلحة مصر تكمن في الديمقراطية الحقيقية وهذه هي التي تشغلني كي أتبناها وأدافع عنها وأنادي بها، حتى نمنع كل المناورات التي تخلص في النهاية إلى طعن المجتمع نفسه وظهور الفساد إلخ... وأود أن أضيف أن الموازي لأهمية الديمقراطية هو بند الإصلاح الذي يجب أن ينطلق من خطط واضحة وشاملة ومتكاملة وبأطر زمنية معقولة وعملية، لأن الترقيع ليس مطلوبا في الفترة الراهنة لمصر ما بعد ثورة 25 يناير، وأعني عندما نبدأ في إصلاح التعليم يجب أن نصلح قطاع التنمية البشرية في آن واحد، وهكذا حتى نصل لمنظومة متكاملة وبناء على قدراتنا ووفق برامج زمنية ورقابة، مع البعد عن عشق الصورة والافتتاحات والاحتفالات، ويكون الاحتفال بالوصول إلى الإنجاز وليس ببدء العمل الذي كثيرا ما لا يكتمل لنقص الإرادة والفساد وغير ذلك.

* هل تعتقد أن هذه الرؤية تكفي كخريطة طريق للإصلاح؟

- من الأهمية وضع خريطة طريق واضحة للإصلاح.

* هل نعتبرها أيضا ضمن البرنامج الانتخابي للرئيس القادم؟

- نحن لا نتحدث الآن عن البرنامج الانتخابي، وإنما عن فكر الإصلاح وأدعو الصحافيين المصرين، وخصوصا شبابهم، أن ينتقلوا إلى السنة الثانية كما انتقل الشباب وأعني تكرار السؤال من سيترشح؟ ولكن يركز السؤال على ما هي رؤيتك وكيف نتفق على مصر 2012 وما بعدها.

لماذا؟ لأن التركيز على اسم المرشح في هذه المرحلة ربما يدل على ثقافة بأن كل شيء قادم سيكون مختزلا في الرئيس القادم. وهذا غير صحيح، أو غير صحيح على إطلاقه. نحن نتكلم عن مستقبل بلد كمصر، سيكون لها رؤساء متتابعون وليس رئيسا واحدا.

* المجلس الأعلى للقوات المسلحة دعا المجتمع المصري بكل قطاعاته للعودة إلى العمل حتى في ظل حالات الفساد الذي ضرب قطاعات كثيرة في المجتمع.. كيف ترى ذلك؟

- من الضروري أن يعود كل إلى عمله حتى يمكن استكمال مسيرة التغيير واستنفاد الوقت المقرر للفترة الانتقالية بطريقة فاعلة. أعتقد أن ما طلبه المجلس الأعلى مهم وضروري ويجب تأييده. أما فساد القطاعات فالكل الآن مستنفر وحذر والمتفق أن حالات الفساد سوف تقل كثيرا مع ضبط الأمور وتعطل «الشلل» التي كانت تنثر الفساد في مصر.

* كيف نتعامل مع معادلة مكاسب الثورة: عدالة حرية في الوقت الذي شهدنا فيه ارتفاع كثرة المظالم من النظام السابق؟ ألا ترى أن هذا يعد التفافا على مبادئ الثورة، وأن تدار البلاد بنفس الأسلوب والسياسة القديمة؟

- أتصور أن كل مؤسسة وهيئة سوف تعمل في النظام الجديد وفق ضوابط ورقابة تختلف عما كان معمولا به في السابق، وخصوصا في السنوات الأخيرة، وأن يؤدي كل مواطن عمله، ونحن ما زلنا الآن في بداية الحركة نحو المستقبل والمجلس العسكري تسلم السلطة منذ وقت قليل وبدأ يرتب لتعديلات الدستور والانتخابات وحكومة تصريف الأعمال وأعتقد أن هذا طريق سليم.

* إذا تحدثنا عن ترشحك للرئاسة ما هي القضايا التي توليها اهتمامكم؟

- أنا لن أتحدث الآن عن ترشحي للرئاسة. أعلم أنه مطروح في النقاش العام والخاص ولكنني أعقل الأمور فالتحدي كبير والمشوار كبير، والقرار سيتم في حينه، ولكنني قررت أن أعود مواطنا مصريا عاديا وهذا يعطيني الحق بأن أترشح أو لا أترشح، ولكنه في كل الأحوال التزام على كل مواطن أن يخدم الوطن وأن يكون جزءا من الحركة الجديدة نحو آفاق لم تكن موجودة من قبل. وللحقيقة بعد وجودي في «كارير» طويل فلست طامعا، وإنما من حقي أن أطمح إلى ما هو أفضل لبلدي وأن أشارك في تحقيقه.

* هناك أصوات كثيرة في مصر من الشباب وحتى الأطفال قالوا لك (لازم تكون الرئيس) وبجمل تلقائية وعفوية سمعنا هذا منهم أمام الجامعة العربية، وفى ميدان التحرير وفي أماكن أخرى.. كيف تتعامل مع هذه الظاهرة؟

- لقد سمعت بكل ما أطلقه الشباب والعائلات وغيرهم وبتعبيرات جميلة جدا.. حقا أسعدتني، ولهذا أقول كمواطن مصري وكمسؤول: منذ فترة أشعر بالحمد لله وللناس لتقديرهم لي، ولعل هذا يشجعني على اتخاذ القرار الصائب.

* كيف ترى وماذا تقول لبعض المحافظات التي بدأت في الإعداد للحملة الانتخابية لك كمرشح للرئاسة؟

- الحقيقة إنني لم أشعر بالارتياح لما نشرته جريدتي المحببة «الشرق الأوسط» قبل يومين لأحد مراسليها من أنه قابل مدير حملتي الانتخابية وقال له كذا، ثم ربط الحملة بما سماه حملة أخرى، علما بأنني لم أقرر الترشيح حتى تكون حملة ويكون لها مدير يصرح للصحف.. (وقد أكد شباب التقوا الأمين العام قبل أيام أنهم بالفعل تحدثوا معه عن رغبتهم في دعم ترشيحه لمنصب الرئيس وهو ما ظهر في تقرير نشرته الجريدة، ولم يؤكد هذا التقرير أن السيد عمرو موسى قد وافق على ترشحه وكان واضحا أنها رغبة الشباب).

* كيف ترى وضع مصر خارجيا، أقصد السياسة الخارجية؟

- الوقت غير مناسب للحديث عن سياسة مصر الخارجية، وإنما المناسب القول إن رياح التغيير قد هبت على العالم العربي وعلى الشرق الأوسط على اتساعه، وإن ما حدث في تونس، وهي ثورة عظيمة، ثم الثورة الكبيرة التي حصلت في مصر بالتأثيرات المعروفة لها على جوارها يجعل المرء يعتقد أن هناك تغييرا كبيرا في المجتمعات العربية آتيا لا ريب فيه.

* بم تفسر ما أعلن في سورية كرد فعل على الثورة المصرية أن كامب ديفيد قد سقطت بسقوط نظام مبارك؟

- كامب ديفيد انتهى والموجود هو معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ثنائيا والمبادرة العربية جماعيا. السياسة المصرية تستند في موضوع القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي إلى المبادرة العربية للسلام التي تم إقرارها بموافقة الجميع في بيروت عام 2002، وهذا هو الخط السياسي المصري والعربي الذي لن يخرج عنه أحد، والأمر الثاني أنه بالنسبة للاتفاقيات التي أبرمت بين مصر وإسرائيل فقد أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة احترامها والالتزام بها.

* هل وارد حاليا تفعيل القرار الذي صدر في قمة شرم الشيخ الاقتصادية بعدم التدخل الخارجي في الشأن المصري والعربي؟ خاصة في ظل مرحلة التحول التي تمر بها المنطقة؟

- نحن نعيش في عصر العولمة ولا يمكن لأحداث بهذه الضخامة أن تمر ثم لا نشهد تعليقات حولها أو نشهد ردود فعل متفاوتة لها، إنما نحن نرفض التدخل في فرض سياسات أو صياغة مفردات تتماشى وخطط وسياسات أجنبية. وعليه أقول: لا بد من وضع سياسة تتعامل مع التدخل في الشؤون الداخلية بما يحقق احترامنا لأنفسنا وأن نضع صيغة للتعاون المشترك بديلا عن سياسات التدخل القديمة، وليس هذا أمرا صعبا طالما نتخذ منحى رصينا في سياساتنا الخارجية.

* تعقد القمة العربية في الشهر المقبل ماذا أعدت الجامعة العربية لضمان نجاحها؟

- أولا، تعد هذه القمة العاشرة في ولاية الأمين العام الحالي للجامعة العربية، وبالتالي لا بد أن أقدم كشف حساب واسع عما حدث خلال العشر سنوات المنصرمة ودور الجامعة العربية فيما هو قادم، ولاحظي أن هناك بنودا غير تقليدية دخلت على جدول أعمال الجامعة العربية، وعلى رأسها القضايا المتعلقة بالناحية الاقتصادية والاجتماعية، وما يتعلق بحوار وصدام الحوارات وقضايا البيئة وتغير المناخ، وكذلك القضايا العربية المتعددة التي كانت واحدة هي فلسطين، ثم وصلت إلى سبع، من العراق إلى لبنان إلى الصومال والسودان واليمن وربما البحرين، كل هذه قضايا يجب أن ننظر فيها ونساعد على حلها، إضافة إلى الوضع الجديد وهو ثورات الشعوب العربية من أجل التغيير ولا يمكن للجامعة العربية أن تتجاهل ذلك وقد سعدت جدا خلال الأسابيع المنصرمة أنه بعد أحداث تونس ومصر وصلتني مذكرات مهمة من بعض الدول العربية تقول رأيها في أحداث مصر وأحداث تونس، وهذا يعني تغيير الفكر بالنسبة لموضوع التدخل في الشؤون الداخلية، وبأن ما حدث في مصر لم يعد شأنا داخليا وإنما هو شأن يهم العالم العربي كله، وأن الأوضاع الداخلية في الدول الشقيقة أصبحت على جدول أعمالها كافة.

* ما هي فحوى هذه المذكرات؟

- تأييد التطورات الأخيرة والدعوة إلى الاستقرار وتكليف الجامعة العربية بأن تتابع الموقف بما في ذلك تداعياته الاقتصادية.

* ماذا عن طرح ملك البحرين الذي دعا فيه لعقد قمة تبحث مسألة الثورات التي تحدث وأبعادها على المنطقة؟

- لدينا طرح ملك البحرين، وكذلك آراء أخرى ترغب في مناقشة الموضوع كي يفهم ويعي الجميع أن رياح التغيير قد بدأت تهب على كل المجتمعات العربية وتتطلب التطوير السريع.

* إذن هذا الموضوع مطروح على القمة العربية في العراق؟

- هذا الموضوع ليس مطروحا بعد، وإنما أفكر كأمين عام للجامعة العربية أن أدرج هذا الموضوع على أجندة القمة العربية في بند ما يستجد من أعمال بعنوان «التطورات الكبرى في الحياة المجتمعية العربية».

* هل سيكون جدول أعمال القمة العربية روتينيا بعد انطلاق هذه التطورات؟

- هناك قضايا يجب أن نكرر النظر فيها وهذا لا يعني الروتينية.

* لكن العراق يشهد مظاهرات ومشكلات هل يؤثر هذا على نجاح القمة أو حتى انعقادها؟

- المظاهرات والمشكلات أصبحت في كل العالم العربي وهل يعني ذلك أننا نجلس في مكاننا ولا نتحرك.

* ما آخر نتائج الترتيبات بين الجامعة والعراق؟

- الاتصالات مع العراق شبه يومية، وكان لدينا بعثة من الجامعة العربية ذهبت إلى العراق وعادت منذ أيام وقدمت تقريرا شاملا لمجلس الجامعة الذي انعقد مؤخرا وقد أفاد التقرير بأن كل شيء تم إعداده بطريقة سليمة جدا وسوف نعقد معظم الاجتماعات الخاصة بالقمة في مقر الجامعة العربية قبل الذهاب إلى بغداد التي سينعقد بها اجتماع وزاري واحد زائد القمة يومي 28 و29 من شهر مارس (آذار) المقبل.