أوباما يطالب بتنحي القذافي فورا.. ويتوعد المحيطين به بالمحاسبة

قال إن التاريخ يتحرك ضد العقيد

أحد الثوار الليبيين يجلس خلف مدفع مضاد للطائرات في منطقة بريقة (رويترز)
TT

كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس مطالبته بتنحي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي فورا، قائلا إن «التاريخ يتحرك ضد العقيد القذافي». وحذر أوباما المسؤولين المحيطين بالقذافي بأنهم سيحاسبون، مطالبا بوقف استخدام العنف ضد المدنيين فورا. وفي وقت رفض أوباما توضيح نواياه في ما يخص فرض حظر جوي على ليبيا، أعلن أنه خول طائرات عسكرية أميركية لنقل اللاجئين المصريين من الحدود الليبية إلى بلادهم، بالإضافة إلى إرسال طائرات مدنية أخرى لإجلاء لاجئين من دول أخرى. وقال: «لقد أعطيت أوامري لاستخدام طائرات عسكرية أميركية لنقل المصريين على الحدود. وخولت للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس ايد) نقل آخرين». وأضاف أنه أعطى أوامر لـ«يو إس ايد» بإرسال «فرق مساعدة إنسانية» للحدود الليبية من أجل «معالجة الاحتياجات الطارئة للشعب الليبي». وشرح أوباما: «عشرات الآلاف يهربون، وأشيد بحكومتي تونس ومصر لردهم على الرغم من التحديات التي يواجهونها»، في إشارة إلى فتح الحدود مع ليبيا.

وخلال مؤتمر صحافي مقتضب مع الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون الذي يزور واشنطن حاليا، تحدث أوباما عن ليبيا، قائلا: «هناك غضب في الولايات المتحدة والعالم كله من العنف المستمر في ليبيا». ووجه أوباما رسالة شديدة اللهجة إلى القذافي، قائلا: «معمر القذافي فقد الشرعية للقيادة وعليه التنحي، هذا هو الخيار الصائب للدولة وللشعب». وأضاف: «يجب تحقيق طموحات الشعب الليبي للحرية»، كما «سيحاسب المسؤولون عن العنف» المتواصل لقمع المتظاهرين والثائرين. وهناك جهود أميركية بإقناع المسؤولين المحيطين بالقذافي للتخلي عنه، حيث حذرهم أوباما بأنهم «سيحاسبون» عما يقومون به من توجيه هجمات ضد المدنيين الليبيين. وقال أوباما: «المحيطون به (القذافي) عليهم أن يفهموا أن العنف الذي يوجهونه ضد المدنيين يراقب وسيحاسبون عليه». وأضاف: «عليهم أن يعلموا أن التاريخ يسير ضد القذافي». وشدد أوباما على التحركات «الإنسانية» في الوقت الراهن، بينما يواصل دراسة «جميع الاحتمالات، سنفعل ما هو أفضل للشعب الليبي وبالتشاور مع المجتمع الدولي». وقال أوباما إنه وجه وزارة الدفاع الأميركية لتكون مستعدة «لأي احتمال» بما في ذلك فرض الحظر الجوي، مضيفا أنه يتشاور مع حلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) حول الخطوات الممكنة. ومن اللافت أنه لم يشر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تواصل روسيا والصين معارضتهما لاستخدام القوة في ليبيا بما في ذلك فرض حظر جوي. وأظهر أوباما الحذر الذي يتوخاه في التعامل مع الأزمة في ليبيا، قائلا: «نحن ننظر إلى كل خيار متاح هناك، بالإضافة إلى النشاط غير العسكري الذي اتخذناه»، مضيفا: «أريد أن أكون متأكدا من أن كل الخيارات مطروحة أمامي». ولفت إلى أنه لا يريد أن يجد نفسه «مكبلا». وأقر بأن هناك «خطرا من الوصول إلى طريق مسدود قد يصبح دمويا. وعلينا أن نضمن أن الولايات المتحدة لديها القدرة الكاملة على التصرف بشكل سريع». وأضاف أن هناك مخاوف من أن «يجد المدنيون أنفسهم محاصرين» مع تصاعد العنف. ولفت أوباما إلى أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات مناسبة حسب التطورات في ليبيا، مشيرا إلى المخاوف من تداعيات أزمة غذائية في ليبيا مع انخفاض احتياطات المواد الغذائية في البلاد، وأن ذلك قد يستدعي تدخلا أميركيا. وشدد أوباما خلال تصريحاته على أهمية العمل مع المجتمع الدولي وبدلا من التصرف بشكل منفرد، خشية أن تظهر الولايات المتحدة بأنها تريد فرض نفسها على التطورات في المنطقة. ولفت إلى أن الثورة المصرية «نجحت لأنها كانت محركة من الداخل ويملكها الشعب المصري». وأضاف أن «ذلك يخدم المصالح الأميركية أيضا. لم نر شعارات معادية للولايات المتحدة في مصر لأنهم لم يشعروا بأننا سعينا لفرض نتيجة» الثورة في مصر. ولكنه في الوقت نفسه أكد أن واشنطن قد تتدخل في ليبيا، قائلا: «نحن نراقب الوضع بحذر ونريد أن نكون على الجانب الصائب من التاريخ، ونحن مستعدون للتصرف». وأكد أوباما: «سنواصل إرسال رسالة واضحة: يجب أن يتوقف العنف. وعلى القذافي الرحيل».