ليبيا: نظام القذافي يفقد ذراعه الإلكترونية

شباب «ثورة 17 فبراير» يشنون حرب العالم الافتراضي

TT

في الوقت الذي توقف فيه، تقريبا، معظم المواقع الرسمية للحكومة الليبية على شبكة الإنترنت، ما زال الموقع الرسمي للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يحمل اسم «القذافي يتحدث»، عصيا على ما يبدو على هجمات «الهاكرز» الإلكترونية التي أدت إلى فقدان نظام القذافي لذراعه الإلكترونية في خضم الثورة الشعبية التي تجتاح مختلف المدن الليبية منذ 17 من الشهر الماضي.

لكن موقع القذافي الذي يخلو من أي مقالات أو أحاديث عن حقيقة ما يجري في ليبيا، على الرغم من أنه يقدم محتويات صفحته بكافة اللغات التي ينطق بها سكان المعمورة، ما زال يحتفي بما كتبه القذافي عن مختلف أزمات العالم بما في ذلك أزمة القطب الجنوبي ومستقبل العلاقة بين الصين والعالم.

ولا تتضمن صفحة الاتصال بنا أي معلومات عن كيفية الاتصال بإدارة الموقع، سواء عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف. وكان ناشطون ليبيون على شبكة الإنترنت قد أعلنوا الحرب الإلكترونية أو الافتراضية على الشبكة وتعهدوا بإسكات صوت المواقع الرسمية الموالية لنظام القذافي، فيما يبدو أنه بمثابة انتقال لموقع المعركة الأساسية على الأرض بين القذافي والمناوئين له إلى العالم الافتراضي.

وتعهد بيان أصدره شباب «ثورة 17 فبراير» بعد إغلاق النظام الليبي لموقع «قورينا» الإلكتروني الذي انقلب على النظام ونجل القذافي مؤخرا، بأن يشن الشباب الثوار حملة لإسكات أصوات المواقع الرسمية الموالية للقذافي وعلى رأسها موقع «وكالة الجماهيرية للأنباء» الذي خرج فعليا من الخدمة الأسبوع الماضي.

وقال البيان في تهديد واضح وعلني ما نصه «سنرد الضربة باستعادة السيطرة على المواقع وإقفال مواقع النظام الكاذبة». وخرج أمس موقع اللجنة الشعبية العامة (الحكومة الليبية) وأمانة اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية الليبية) عن نطاق العمل وباتا معطلين تماما في وجه مستخدمي شبكة الإنترنت لأسباب غير واضحة.

كما فقد موقع جهاز الأمن الخارجي (المخابرات الليبية) صلته بشبكة المعلومات الدولية، بالإضافة إلى موقع «الميزان» الناطق الرسمي باسم اللجنة الشعبية للأمن العام (وزارة الداخلية) الذي اكتفى في صفحته الرئيسية بإعلان مقتضب باللغة الإنجليزية يقول فيه «نحن نأسف.. الموقع مغلق».

ولم يعد متاحا الاطلاع على محتويات مصرف ليبيا المركزي أو مؤسسة النفط الوطنية التي يترأسها المهندس شكري غانم رئيس الوزراء السابق. ولم يكن حظ الصحف الرسمية التي تشرف عليها الهيئة العامة للصحافة أحسن حالا، فقد توقف موقع صحيفة «الزحف الأخضر» الناطقة بلسان حركة اللجان الثورية التي تعتبر العمود الفقري للنظام الجماهيري الذي ابتدعه القذافي في ليبيا منذ عام 1977، بينما لجأت بقية الصحف الرسمية مثل «الجماهيرية» و«الشمس» و«الفجر الجديد» إلى الاكتفاء بوضع صفحاتها التي جرى تخفيضها على نحو مفاجئ ولافت للانتباه بصيغة الـ«بي دي إف» وليس على هيئة النصوص التقليدية.

ومع أن الموقع الرسمي لمؤسسة القذافي للتنمية التي يترأسها المهندس سيف الإسلام القذافي ما زال يعمل إلا أنه من الواضح أنه لم يجر أي تحديث لصفحاته أو أخباره منذ نحو شهرين على الأقل، حيث يخلو الموقع من أي إشارة تتعلق بالمشهد السياسي والعسكري الراهن في البلاد.