أوباما: سنعين مبعوثا للتعامل مع المعارضة والقذافي يجب أن يذهب

حذر من تكرار مجازر البلقان في ليبيا وقال إن واشنطن تقيم الدعم العربي والأفريقي

TT

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إن الولايات المتحدة ستعين مبعوثا يتعامل مع المعارضة الليبية ويساعدها على تحقيق أهدافها مشيرا إلى أن واشنطن تقوم بتقييم مقدار الدعم بين الدول العربية والأفريقية لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا في الوقت الذي يدرس فيه حلف الأطلسي إمكانية القيام بهذه الخطوة.

وأكد أوباما أن الولايات المتحدة وحلفاءها يضيقون الحلقة ببطء حول الزعيم الليبي معمر القذافي وأن فرض حظر جوي ما زال خيارا للضغط عليه. كما أكد أوباما أن العالم عليه واجب منع تكرار ما حدث بالبلقان في التسعينات في ليبيا مشيرا إلى مجازر البوسنة والهرسك.

وأضاف أن التطورات على الأرض في ليبيا يجب أن تراقب عن كثب وأن القرارات بشأن التحركات المحتملة ينبغي أن تتخذ على أساس كل حالة على حدة. وأبدى أوباما قلقا من إمكانية انتصار القذافي في المعركة الدائرة حاليا مع المعارضة.

وقال أوباما أمس إن القذافي لا بد أن يذهب، رغم القوة العسكرية التي عنده والتي يستعملها الآن «ضد شعبه وضد المدنيين، واستعانته بمرتزقة أجانب في حملته». لكنه، شدد على أن أي خيار عسكري يقرره لا بد أن يعلن بعد استشارة وزير الدفاع وقائد القيادة المشتركة. وقال: «في كل عمل عسكري هناك مخاطر».

وقال أوباما في مؤتمر صحافي إنه يجري اتصالات مع دول عربية وأفريقية لاتخاذ الخطوات المناسبة ضد القذافي.

وقال أوباما إنه قلق لأن القذافي «الآن في ركن، ويدافع عن نفسه» وهذا يجعله مستعدا لاستخدام أي وسيلة للبقاء في الحكم، بما في ذلك «قتل شعبه والمدنيين العزل».

وأشار أوباما إلى الخطوات التي اتخذها في الماضي ضد نظام القذافي ومنها تجميد أمواله، وفرض حصار عليه، وإرسال موضوعه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال أوباما إن هناك تركيزا أميركيا على مساعدي القذافي ومستشاريه، وإن الولايات المتحدة تحذر هؤلاء بأن بقائهم مع القذافي سيؤثر كثيرا على مستقبلهم.

وأشار أوباما إلى أن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، ستقابل زعماء المعارضة الليبية.

وكان أوباما عقد المؤتمر الصحافي للحديث عن ارتفاع سعر البنزين في محطات الوقود في الولايات المتحدة. وأشار إلى إجراءات منها زيادة الإنتاج المحلي للنفط، والصرف من المخزون الاحتياطي. وقال إن الهدف على المدى البعيد هو تخفيض الاستهلاك وتخفيض الاعتماد على دول أجنبية. وأيضا أشار إلى بدائل للنفط منها الطاقة النووية والطاقة النظيفة المتمثلة في الرياح والشمس والماء.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن أحداث الشرق الأوسط الأخيرة أوضحت أن «هناك نوعين من باراك أوباما: الشخصية التاريخية التغييرية، والرئيس البراغماتي. فبعد ثلاثة أشهر من حرق بائع الفاكهة التونسي لنفسه، وإشعاله عاصفة سياسية في العالم العربي، يظل الرئيس يقلد غيره (الأوروبيين)».

وقالت الصحيفة إن أوباما تبنى سياسة ضبط النفس. ويريد أن يعالج كل بلد على حده. وإنه يؤمن «بالحقيقة الصارخة بأن مصالح الأمن القومي الأميركي لا تقل أهمية عن الدوافع المثالية».

وأضافت الصحيفة أن هذا التركيز على البراغماتية، لا على المثالية، عرض أوباما للانتقادات بأنه «خسر معركة كسب قلوب وعقول الشارع العربي. وفشل في ربط الولايات المتحدة بالتغيير التاريخي الذي يجري في الشرق الأوسط بنفس الطريقة التي ربط بها الرئيس ريغان نفسه، إلى الأبد في كتب التاريخ، بنهاية الحرب الباردة بسبب دعوته الشهيرة لهدم جدار برلين».

لكن، بنجامين رودس، نائب مستشار الأمن الوطني في البيت الأبيض قال لنفس الصحيفة: «إنه لأمر مغر، وسيكون سهلا، إخراج بيانات شافية، يوما بعد يوم، تجعلنا نشعر بالسعادة. لكن، في نهاية المطاف، الأكثر أهمية هو تحقيق النتائج التي تنسجم مع قيمنا، لأننا، إذا لم نفعل ذلك، سينسى التاريخ هذه البيانات الحماسية».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» على لسان مسؤول أميركي، طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو وظيفته، أن التدخل العسكري الأميركي «محفوف بالمخاطر، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية. وقد يثير ردود فعل عنيفة ضد الولايات المتحدة بأنها تتدخل في صراع سياسي وعسكري داخل دولة ذات سيادة». وقال المسؤول إن أوباما يفهم أنه أول رئيس أميركي أسود، وأن فوزه سنة 2008، أثار مشاعر شعوب العالم الثالث، بما في ذلك الشعوب العربية. وأنها، الآن، تتوقع منه أن ينصرها. لكن، أضاف المسؤول: «أوباما أيضا رئيس الولايات المتحدة». وكانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، قالت أول من أمس إنها سترسل فريقا لتقديم مساعدات إلى أجزاء يسيطر عليها المتمردون في ليبيا. وإنها ستجتمع في الأسبوع المقبل مع ممثلين عن المجلس الانتقالي.

لكن، أشار مراقبون إلى أن التصريحات الأميركية لم تصل إلى درجة الاعتراف بالمجلس الانتقالي كحكومة شرعية في ليبيا.

وأول من أمس، رفض البيت الأبيض انتقادات من أعضاء في الكونغرس بأن الردود الحكومية على أحداث ليبيا كانت بطيئة. جاء ذلك على لسان توماس دونيلون، مستشار الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي في مؤتمر صحافي. وقال فيه إن الولايات المتحدة وشركاءها قد «اتخذوا مجموعة من الخطوات للضغط على القذافي، ولعزله، ولتحويله إلى منبوذ». وأضاف: «هام حقا في أي تحليل أو كتابة عدم الاستهانة بهذه الخطة التي وضعناها». وأشار إلى أن «نصف سكان ليبيا ليسوا تحت سيطرة النظام». وأضاف: «نحن مستعدون لإرسال دبلوماسيين إلى بنغازي لإشراك المعارضة داخل ليبيا».

على صعيد آخر قال أوباما إن الولايات المتحدة مستعدة للسحب من احتياطياتها النفطية الاستراتيجية للتصدي لارتفاع أسعار البنزين إذا استدعت الظروف مثل هذه الخطوة.