الجيش المصري يكثف حملاته الدعائية للتواصل مع الجماهير وحثهم على التعاون

لوحات إعلانية في الشوارع ورسائل على الهواتف وحملات بالتلفزيون

TT

واصل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون الحكم في مصر، استخدامه للأدوات الدعاية والإعلانية المختلفة، من أجل مزيد من التفاعل والتواصل مع أفراد الشعب، وحثهم على التعاون مع قوات الجيش في فرض النظام واستتباب الأمن في الشارع المصري. وقام الجيش بوضع لوحات إعلانية ضخمة في عدة مواقع متفرقة بالقاهرة ومحافظات أخرى، تطالب المصريين بالعمل والجد والحفاظ على مصر ومنشآتها، مع توجيهات ونصائح عامة للمواطنين، وتؤكد وقوف الجيش بجانب الثورة المصرية.

وتضاف هذه الوسائل الجديدة إلى الطرق الحديثة والمتنوعة التي اتبعها المجلس الأعلى للقوات المسلحة للتعامل مع الجماهير مثل الرسائل النصية الهاتفية والبيانات الصحافية التي ينشرها على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

ففي مواقع استراتيجية متفرقة من محافظات القاهرة والجيزة والسادس من أكتوبر، وأعلى كباري 6 أكتوبر و15 مايو وعلى الطريق الدائري، تجد لوحات إعلانية ضخمة وضعها الجيش، تطالب المصريين بالعمل والجد والحفاظ على مصر ومنشآتها. ويمكن أن يلاحظ المتابع بوضوح هذه اللوحات الإعلانية التي تحمل توجيهات ونصائح على شاكلة: «من المجلس الأعلى للقوات المسلحة: مصر أولا وقبل كل فرد».

يقول د.محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك حالة من الغضب العام لدى معظم المواطنين بسبب تطور الأحداث وعدم استقرار الأوضاع، خاصة الأمنية، ولأن الوضع صعب جدا ويصعب السيطرة عليه في الأسابيع بل والشهور القادمة بشكل تام، فإن هذه الرسائل تأتي بهدف بث الطمأنينة داخل الشعب المصري، تحاول هذه الحملات تهدئة الناس وتجميع الجبهة الداخلية وتوحديها، تقول لهم إن الجيش المصري سيظل راعي للثورة كما أعلن انحيازه لها منذ البداية».

وأوضح علم الدين أن «هذه الرسائل، كما تبعث على الطمأنينة، تحاول أيضا امتصاص غضب الناس، تخيل نفسك وأنت تستيقظ صباحا على خبر يكشف واقعة فساد أو اختلاس بمليارات الجنيهات كيف يكون شعورك؟». مؤكدا: «بالطبع تأثير هذه الحملات لن يحدث فورا، لكن سيكون تدريجيا وربما سيظهر تأثيرها مستقبلا على التحول التدريجي في سلوكيات المواطنين».

ولجأت القوات المسلحة أيضا إلى بث رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف الجوالة تدعو الشعب للتكاتف معها في هذه الظروف على غرار: «من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، نحن على علم ودراية بمطالب الشعب والمواطنين الشرفاء ونعمل للوفاء بها». و«من المجلس الأعلى للقوات المسلحة: انتظرنا ثلاثين عاما فلا مانع من الانتظار قليلا فالقادم أفضل».

كما دأبت بعض القنوات الفضائية المصرية الخاصة في الآونة الأخيرة على إذاعة رسائل إعلامية وأغان وطنية حماسية من إنتاج «دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة» تتحدث عن مصر ونهضتها ومشاريعها الكبرى وضرورة العمل والإنتاج والعطاء من أجل تقدم مصر ورخائها. كما تؤكد أن «الجيش مصنع الرجال»، ودوره العظيم في حماية مصر.

ويرى علم الدين أن الخطاب الإعلامي بشكل عام تغير للنقيض فور استلام الجيش للإذاعة التلفزيون، فأصبح أكثر قومية، يدعو إلى التماسك والتركيز على أولويات المرحلة، كما اتسم بالموضوعية.

لكن الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلان بجامعة القاهرة، يوضح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك نوعين من الرسائل التي تبعثها القوات المسلحة إلى الجماهير، الأول يتعلق بالرسائل المعلوماتية وهي التي تنقل إلينا خبرا ما، مثل مواعيد حظر التجول أو إصدار قانون أو مرسوم معين.. وهذا جيد ومطلوب. أما النوع الثاني فهي رسائل دعائية، مثل إعلانات الشوارع وفي وسائل الإعلام الرسمية كالتلفزيون.

ويرى العالم أن هذه الأدوات الدعائية، هامة جدا وفعالة، لكنها تعاني من معضلتين، الأولى تتعلق بحجم الانتشار، ويرى أنها غير منتشرة بشكل كاف في جميع مناطق الجمهورية، إذا ما قورنت بحجم الأحداث وتطوراتها. أما المعضلة الثانية، فهي تتعلق بمحتوى هذه الرسائل والذي لا يلائم الأحداث.