المجتمع الدولي يباشر إرسال خبراء وفرق إنقاذ لمساعدة اليابانيين

الأمم المتحدة والدول القريبة من اليابان كانت الأسرع استجابة

TT

قررت الأمم المتحدة أمس إرسال تسعة خبراء إلى اليابان للمساعدة في عمليات الإغاثة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد أول من أمس. وهؤلاء الخبراء هم جزء من نظام الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق، وهي شبكة استجابة سريعة أنشئت لتقديم المساعدة للكوارث الطبيعية. ويضم الفريق اثنين من الخبراء المتخصصين في مجال البيئة، وذلك للاستعانة بهما بعد الانفجار الذي طال محطة لتوليد الطاقة جراء الزلزال. وقالت إليزابيث بايرز، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف: «نحن مستعدون لتوفير ما تطلبه اليابان، أو وضعها في اتصال مع الشركاء».

وجاء هذا بينما أعلنت الخارجية البريطانية أمس أن اليابان طلبت من بريطانيا المساعدة في أعقاب الزلزال. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية: «في هذه الأوضاع بإمكان بريطانيا توفير المساعدة، على هيئة إرسال فرق بحث وإنقاذ أو خبراء للتعرف على هوية الضحايا». وأضاف «لقد طلبوا المساعدة، ونحن بصدد التعرف على التفاصيل، وسيتم إصدار إشعار آخر في هذا الشأن في وقت لاحق». وكانت بريطانيا قد أرسلت فرق بحث وإنقاذ في الآونة الأخيرة إلى نيوزيلندا للمساعدة بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كرايست تشيرش الشهر الماضي وأسفر عن سقوط 166 قتيلا على الأقل.

في غضون ذلك، أبدت الكثير من الدول، خصوصا القريبة من اليابان تقديم المساعدة. فقد ذكر مسؤولون صينيون أن بكين عرضت مساعدات على اليابان في أعقاب زلزال أول من أمس. ونقلت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية الرسمية عن تشن جيانمين، مدير إدارة الزلازل بالصين، قوله إن فرق الإنقاذ الصينية على استعداد للتوجه إلى اليابان مع معدات وأدوية للمشاركة في أعمال الإغاثة. وأضاف أن الصليب الأحمر في بكين عرض تقديم المساعدة أيضا.

كما أفادت كوريا الجنوبية أن فريقا خاصا من عمال الإغاثة وكلاب البحث المتخصصة، توجه إلى اليابان للمساعدة في جهود الإنقاذ عقب الزلزال. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن الخارجية في سيول قولها إنها أرسلت الفريق الذي يضم خمسة أعضاء واثنين من كلاب الإنقاذ ومعدات إغاثة إلى العاصمة طوكيو بناء على طلب من الحكومة اليابانية. وسيكون نحو 120 من رجال الإغاثة، ومسؤولون طبيون، وثلاث طائرات نقل عسكرية، على أهبة الاستعداد للتوجه إلى اليابان. وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك عن تعاطفه مع اليابان، وتعهد بتقديم الدعم الكامل لمساعدة الحكومة في طوكيو.

بدورها، تعهدت أستراليا بإرسال فرق إنقاذ وكلاب بوليسية ورجال شرطة أمس إلى اليابان. وقالت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا غيلارد: «من الواضح جدا أن الشعب الياباني تعرض لضربة قاسية، وسنقف إلى جانبهم ونفعل أي شيء للمساعدة». وأشارت غيلارد إلى أن المساعدة قد تتضمن إرسال فرق بحث وإنقاذ وفرق طبية ورجال شرطة. بدوره، قال مفوض هيئة الطوارئ بأستراليا موراي كير في سيدني إن لديه فريقا للتعامل مع حالات الطوارئ الناتجة عن موجات التسونامي تحت الطلب وسيدعو عشرة آلاف متطوع إلى مساعدة اليابان في جهود الإغاثة. وأضاف أن الأمر يعتمد على الطلبات القادمة من الحكومة اليابانية. وصرح وزير الخارجية الأسترالي كيفن رود هو الآخر بأن طائرات النقل العسكرية الأسترالية في حالة تأهب لنقل فرق الكلاب البوليسية إلى اليابان.

وأعلن رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي هو الآخر عزم بلاده إرسال فريق بحث وإنقاذ يضم 48 عضوا إلى اليابان، علما بأن نيوزيلندا كانت قد تعرضت إلى زلزالين مدمرين خلال الأشهر الستة الماضية. وقال كي: «نريد بوضوح أن نقدم الدعم للشعب الياباني». مشيرا إلى المساعدات التي كانت اليابان قد قدمتها لبلاده، حيث أرسلت طوكيو فريق بحث وإنقاذ ضم 66 عضوا، وثلاثة من الكلاب المتخصصة إلى مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية خلال يومين من الزلزال الذي دمر ثاني أكبر مدن نيوزيلندا يوم 22 فبراير (شباط) الماضي.

كذلك، أعرب لي هسين لونغ، رئيس وزراء سنغافورة، عن استعداد بلاده لتقديم المساعدات لليابان، وقال في رسالة بعث بها إلى نظيره الياباني ناوتو كان: «إن سنغافورة على استعداد لتقديم المساعدات بأي وسيلة ممكنة». أما الرئيس الفلبيني بينينو أكوينو الثالث فقال هو الآخر إن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة «بكل ما تستطيعه في الوقت الذي تكافح فيه اليابان لمواجهة آثار هذا الحدث المأساوي». وكان عشرات الآلاف من سكان المدن الساحلية الفلبينية على المحيط الهادي قد فروا من منازلهم أول من أمس عقب تحذير أصدره المعهد الفلبيني للزلازل والبراكين باحتمال حدوث تسونامي.