«14 آذار» تراهن على حشد شعبي كبير في وسط بيروت اليوم.. بعد إقصائها عن السلطة

مصادر قيادية في «المستقبل» لـ «الشرق الأوسط»: لا مجال للتفاهم على السلاح غير الشرعي

TT

تحيي قوى «14 آذار» اليوم الذكرى السادسة لـ«انتفاضة الاستقلال» التي شهدها وسط بيروت في 14 مارس (آذار) 2005، وعنوانها سلسلة «لاءات» للسلاح ولاستخدامه في الداخل، لمخاطبة قواعدها الشعبية بالإشارة إلى أن ساحة الشهداء، التي احتضنت مئات الآلاف من اللبنانيين بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، هي السلاح الأقوى في مواجهة السلاح، في إشارة لسلاح حزب الله.

وعلى الرغم من التغييرات السياسية التي طالت خريطة التحالفات الوطنية من جهة وبنية قوى «14 آذار» من جهة ثانية، فإن «المعارضة الجديدة» تراهن اليوم على حشد شعبي يفوق توقعات خصومها، ويؤكد ثبات وجودها الشعبي، بغض النظر عن موقعها خارج السلطة.

ويأتي إحياء ذكرى 14 مارس 2005، وسط تصعيد غير مسبوق على السلاح وغلبته في الداخل، انطلاقا من سلسلة المواقف الأخيرة التي أطلقها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، بعد إقصائه عن رئاسة الحكومة اللبنانية. وقد اختارت قوى «14 آذار» تاريخ 13 مارس هذا العام لإحياء ذكرى تشكيلها، لأسباب عملية، إذ يوم 13 يحل يوم أحد، وهو عطلة رسمية في لبنان، مما يسمح لمؤيدي الحركة بالمشاركة في التجمع الشعبي.

وقد شددت مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ«الشرق الأوسط» على أن قوى 14 آذار تريد من خلال تحركها اليوم التأكيد على الشعارات الواردة في وثيقة البريستول وفي خطب الحريري وجميع أركان قوى 14 آذار، والمتمحورة حول نقطتين أساسيتين: «الحفاظ على المحكمة الدولية باعتبارها أساس الوصول إلى العدالة»، والتأكيد على أنه «لم يعد هناك من مجال للتفاهم مع السلاح غير الشرعي إلا بوضعه تحت السلطة الشرعية، في موازاة الالتزام بما تم إنجازه خلال السنوات الست الماضية من حرية وسيادة واستقرار».

وكانت الأحزاب المنضوية في إطار قوى 14 آذار قد استكملت أمس استعداداتها لحث مناصريها على المشاركة الكثيفة في ساحة الشهداء اليوم، حيث من المقرر أن يتكلم سبعة أو ثمانية خطباء من أركانها، في موازاة تأكيد قيادييها أمس على أن الحملة ضد السلاح موجهة ضد استخدامه في الداخل، وليس لمقاومة إسرائيل.

وقالت النائبة بهية الحريري، شقيقة الرئيس الراحل رفيق الحريري: «نحن ذاهبون إلى ساحة الحرية رفضا للعزل وللإقصاء ولاستخدام العنف في الداخل». مشيرة إلى أن «السلاح في أي يد غير يد الجيش اللبناني سيؤدي إلى استخدامه، واستخدامه سيكون ضد حامله قبل أن يكون ضدي». وشددت على أنه «في الداخل لا يوجد أعداء، والعدو الوحيد هو إسرائيل، وإنجاز المقاومة في تحرير الأرض والتصدي للعدوان الإسرائيلي هو إنجاز مقدس لدى جميع اللبنانيين».

وأوضح مستشار الرئيس سعد الحريري، الوزير السابق محمد شطح، أنه «مع كلمة (لا) التي يراها اللبنانيون في الشوارع، هناك كلمة كبيرة خلفها وهي (نعم)، نعم لبناء الدولة، الدولة الحقيقية، وهذا هو خطاب الرئيس الحريري غير الطائفي». وأشار إلى أن «حل موضوع السلاح لا يعني وضع السلاح الرادع جانبا، بل يعني وضعه بتصرف القوة المشتركة الموجودة، وهي الجيش اللبناني».

ودعا النائب في كتلة المستقبل عمار حوري إلى المشاركة الكثيفة في ساحة الحرية «رفضا للرأي الواحد المتسلط على البلاد والعباد من خلال السلاح الموجه إلى الداخل، ومنعا لاحتلال وسط بيروت ومحاصرة السراي الحكومي مجددا، وحتى لا يتكرر الثلاثاء الأسود والخميس الأسود، ورفضا للاعتداء على الجيش في مار مخايل، وتأكيدا على رفض غزوة بيروت في أيار، وكي لا تتجدد الجرائم في عائشة بكار وعين الرمانة وبرج أبي حيدر، وحماية للمطار من العراضات العسكرية، ورفضا لظاهرة القمصان السود والانقلاب، وتأكيدا للمطالبة بسلاح الدولة، سلاح الشرعية وحده».

ودعا النائب عن حزب الكتائب إيلي ماروني، إلى المشاركة في إحياء ذكرى ثورة الأرز «للتأكيد على تمسكنا بالثوابت والمبادئ التي من أجلها استشهد الأحباء والرفاق والقيادات». وسأل: «هل نعود إلى زمن الاحتلال أم الوصاية والقهر الأمني». مؤكدا «أننا نريد الدولة ويريدون الدويلة، نريد الحرية ويريدون التبعية، نريد العدالة ويريدون الذل، نريد الجيش القوي ويريدون الميليشيا القوية».