معارك وقصف عنيف في بنغازي وآلاف السكان يفرون من المدينة

ليبيا تطالب بمراقبين دوليين للإشراف على وقف إطلاق النار والقذافي يحذر: ستندمون إذا تدخلتم في بلادنا

ثوار ليبيون في مدينة المرج يعبرون عن فرحهم إثر الأنباء عن قصف قوات القذافي قرب بنغازي أمس (أ. ف. ب)
TT

تعرضت مدينة بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا، لقصف عنيف أمس من قوات القذافي، ودارت في شوارعها معارك عنيفة استخدمت فيها الدبابات والقذائف الصاروخية. لكن الثوار تصدوا للهجوم، الذي أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا. ويأتي هذا في الوقت الذي طالبت فيه حكومة القذافي الأمم المتحدة بإرسال مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار الذي أعلنته أول من أمس، لتأكيد التزاماتها تجاه المجتمع الدولي، على حد قول وزير الخارجية موسى كوسا. وهدد الزعيم الليبي معمر القذافي القوى الغربية بأنهم سيندمون إذا تدخلوا في بلاده. وسمعت في بنغازي سلسلة انفجارات على الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة، كما سمع هدير طائرة من دون أن يتمكن أحد من رؤيتها. وبدأت القذائف تتساقط على بعد نحو كيلومترات عدة من وسط المدينة، كما انتشرت سحب دخان سوداء مع ساعات الصباح الأولى.

وشوهدت قبل ظهر أمس طائرة عسكرية تندلع فيها النار قبل أن تهوي بين منازل المدينة. وسارع السكان في بعض الأحياء إلى إطلاق صيحات الفرح، قبل أن يدركوا أن هذه الطائرة التي قفز طيارها بالمظلة تابعة للمعارضة، وأنها من طراز «ميراج»، استولى عليها الثوار قبل ذلك من الجيش الليبي.

وأفاد شهود عيان بأن ما لا يقل عن 15 دبابة تابعة لقوات القذافي باتت في قلب بنغازي.

وإثر الضرب العنيف، شوهد آلاف الليبيين يفرون عبر المدخل الشمالي - الشرقي للمدينة وعشرات السيارات والشاحنات والباصات محملة بالركاب مع أغراضهم كانت تغادر هربا من المعارك.

كما قام عدد من السكان بتوزيع أكياس تحتوي على مواد غذائية وزجاجات ماء لركاب السيارات الذين غادروا منازلهم على عجل في بنغازي. لكن في الأحياء الشمالية لبنغازي تجمع شبان بالمئات في الشوارع وهم يطلقون صيحات التكبير ويحضون السكان على البقاء وعدم الفرار. وفي المقابل، قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصادر في وزارة الدفاع إن «عصابات القاعدة» هاجمت قوات العقيد القذافي المتمركزة غرب بنغازي مستخدمة طيارة مروحية وطائرة مقاتلة، معتبرة أن ذلك ينطوي على خرق لقرار مجلس الأمن بفرض حظر جوي على ليبيا.

وفي شمال مدينة الزنتان (145 كلم جنوب غربي طرابلس) التي يسيطر عليها المعارضون، أطلقت قوات القذافي صواريخ «غراد» فأصابت منزلين موقعة ستة جرحى، ما دفع السكان إلى الفرار.

وفي مدينة مصراتة، شرق مدينة طرابلس، شنت قوات القذافي هجمات شنيعة. وقال شهود عيان إن كتائب القذافي تهاجم المدينة بالأسلحة الثقيلة بما فيها الدبابات والصواريخ وتستهدف السكان، وقد وقع عشرات القتلى والجرحى جراء القصف الذي لم يتوقف.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا، أمس، أن ليبيا طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إرسال مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار الذي أعلنته طرابلس الجمعة، مؤكدا أن بلاده أوفت كل التزاماتها تجاه المجتمع الدولي. وقال كوسا إن ليبيا ملتزمة بوقف إطلاق النار، وهذا دليل على أنها تتعاطى بشكل إيجابي مع قرارات مجلس الأمن.

وأضاف الوزير «قمنا بتوجيه رسائل إلى بان وأعضاء مجلس الأمن وأكدنا التزامنا وقف إطلاق النار وتنفيذا للقرار وتأكيدا لمصداقية ليبيا نطلب مراقبين دوليين للإشراف على وقف إطلاق النار».

وأوضح أن «هذه الإجراءات (بما فيها الرسائل الموجهة إلى أوباما) تأكيد على موقف ليبيا المطلق بأنها أوفت بكل التزاماتها تجاه المجتمع الدولي».

وحذر الزعيم الليبي معمر القذافي، في رسائل إلى الرئيسين الأميركي والفرنسي باراك أوباما ونيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أنهم «سيندمون» إذا تدخلوا في ليبيا. وقال القذافي إن «ليبيا ليست لكم، ليبيا لليبيين.. ليس لكم حق التدخل في شؤوننا الداخلية». وأضاف الزعيم الليبي «ستندمون إذا تدخلتم في بلادنا».