110صواريخ «توماهوك» تصيب أهدافا ليبية

واشنطن: تحالف من 5 دول يشن هجمات على كتائب القذافي

سلسلة من الصور توضح سقوط طائرة «ميغ» تابعة لثوار ليبيا فوق بنغازي أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس، إن تحالفا من 5 دول هي: الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وكندا، وإيطاليا، يشن هجمات على ليبيا بهدف شل دفاعات معمر القذافي. وقال مسؤول في البنتاغون للصحافيين، شريطة أن لا ينشر اسمه، إن الهجمات الجوية سوف تستهدف أساسا الدفاعات الجوية حول مدينتي طرابلس ومصراتة، وذلك في عملية مشتركة يطلق عليها «فجر أوديسا». واوضح ان 110صواريخ «توماهوك» اصابت أهدافا ليبية.

وأضاف أن قوات وطائرات أميركية سوف تشارك. وقال مسؤول أميركي لـ«رويترز»، أمس، بشرط عدم نشر اسمه، إن الولايات المتحدة أطلقت صواريخ «كروز» من سفينة حربية ضد أهداف ليبية. وقال هذا المسؤول الكبير رافضا الكشف عن هويته: «إن القسم الأكبر من الضربات الأولى استهدف الساحل لأن أنظمة الدفاع الجوي توجد هناك». وستتوالى هذه الضربات أساسا على محيط طرابلس ومصراتة، كما قال.

وتوجد مدمرتان أميركيتان هما «ستوت» و«باري»، بالإضافة إلى 3 غواصات هي بروفيدانس وفلوريدا وسكرانتون، حاليا في البحر المتوسط على مقربة من ليبيا، وهي مجهزة بصواريخ عابرة من طراز «توماهوك». وأعلنت وسائل الإعلام الأميركية عن هذه الضربات الأولى قبل بضع دقائق في حين سمع دوي انفجارات قوية شرق طرابلس.

إلى ذلك، أعلن ناطق باسم القوات المسلحة الليبية، مساء أمس، أن أهدافا مدنية في مدينة طرابلس تتعرض حاليا للقصف من طائرات فرنسية. وأفاد الناطق بأنه سيصدر بيانات تفصيلية بهذا الصدد في وقت لاحق. وقال شاهد عيان إن الأهداف التي ضربتها الطائرات الفرنسية تقع بالقرب من مطار طرابلس الدولي وفي منطقة تاجوراء ومنطقة جنزور غرب طرابلس. وأضاف المتحدث العسكري أن الطائرات الفرنسية قصفت هذه الليلة أيضا خزانات وقود لتغذية مدينة مصراتة والمناطق المحيطة بها.

من جهة أخرى أفادت مصادر دبلوماسية، أمس، أن حلف شمال الأطلسي يواصل في نهاية الأسبوع استعداداته لمختلف المهام التي يمكن أن يكلف بها في إطار تدخل دولي في ليبيا.

وقال دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «اجتماعات القادة العسكريين والسفراء في الدول الـ28 حول التخطيط للعمليات مستمرة أمس وستتواصل اليوم»، كما تقرر أمس.

وقال الدبلوماسي إن الحلف الأطلسي درس شروط مشاركته في 3 مهام ممكنة، وهي تقديم المساعدة لعملية إنسانية (إجلاء لاجئين مثلا) وفرض احترام الحظر على الأسلحة أو فرض منطقة حظر جوي في ليبيا. وأوضح أن خطط الحلف للمهمة الإنسانية جاهزة. وذكر دبلوماسي آخر أن الخطط بالنسبة إلى المهمتين الآخرين ستكون جاهزة مبدئيا «في نهاية الأسبوع».

وقال إنه لم يتم التطرق رسميا بعد إلى مسألة معرفة ما إذا كان الحلف سيتدخل، ولن يتخذ بعد قرار في هذا الخصوص. وأضاف: «لم يحدد بعد دور الحلف في هذه العملية».

وأعربت فرنسا مرارا معارضتها من تدخل الحلف الأطلسي في شمال أفريقيا. والأسبوع الماضي قال مسؤول أميركي إن الحلف الأطلسي بالنسبة إلى الولايات المتحدة «الإطار الأنسب» لتنفيذ مثل هذه العملية. وصرح مسؤول في الحلف لوكالة الصحافة الفرنسية أن «هناك فرصا ضئيلة أن يعهد بكافة العمليات للبنية العسكرية للحلف، وأن يكون له دور قيادي». وأعربت فرنسا مرارا معارضتها لأن يكون الحلف في الخط الأول لتدخل عسكري في شمال أفريقيا.

وأعلنت بلجيكا، أول من أمس، إنها ستشارك في العمليات أكان الحلف الأطلسي يقودها أم لا، حتى وإن كانت تفضل أن تكون بإمرة تحالف عسكري غربي.

وكانت وزيرة الخارجية الدنماركية، ليني اسبرسن، دعت في اليوم نفسه إلى «التحرك سريعا» من دون انتظار قرار الحلف الأطلسي الذي لن يصدر قبل مطلع الأسبوع المقبل. وأول من أمس، الجمعة، أعلن وزير الخارجية النرويجي، يوناس غار ستور، أنه بالنسبة إلى أوسلو «الإطار الطبيعي للتحدث عن هذه الأمور سيكون الحلف الأطلسي بالتعاون مع حلفائنا».

وقد تم التوصل إلى تسوية تكمن في تقاسم المهام. وسيسهم الحلف، لأسباب عملية كونه الهيئة العسكرية الوحيدة المدمجة، فيها لكن في الخط الثاني لاعتبارات دبلوماسية.