واشنطن تجهز صواريخ «توماهوك» لضرب مواقع ليبية

كلينتون: لدينا «قدرات عسكرية فريدة» ستقدم للتحالف

TT

بينما أكد الرئيس باراك أوباما أن «إجماعنا قوي وعزيمتنا واضحة»، قال مسؤول عسكري أميركي إن البنتاغون مستعد لهجمات بصواريخ «توماهوك» على قواعد ليبيا المضادة للطائرات. وقال المسؤول إن هذا سيكون خطوة أولى بهدف «تنظيف» الجو، قبل فرض حظر الطيران، وذلك خوفا من أن تستهدف الصواريخ الليبية المضادة الطائرات الأميركية وبقية طائرات الحلفاء. وكان متوقعا أن يبدأ الهجوم ليل أمس (السبت).

وقال المسؤول إن الطائرات الأميركية لم تشترك في الهجمات الفرنسية الجوية، أمس، أو هجمات عسكرية بعد قرار مجلس الأمن أول من أمس.

وقال إن الخطة الأميركية الأولية تركز على تنظيف الأجواء للطائرات الفرنسية التي بدأت قصف الدبابات والمدرعات الليبية، والتي يتوقع أن تنضم إليها طائرات بريطانية. وإن التدخل الأميركي للانضمام إلى قصف الدبابات وغيرها من الأهداف سيأتي في وقت لاحق. وإن هذه الخطوة التالية سوف تعتمد على رد الفعل الليبي على الهجمات الجوية الفرنسية. في نفس الوقت، أدلى أوباما بتصريحات للصحافيين عند وصوله إلى البرازيل في زيارة رسمية تستغرق يومين. وقال: «توافق الآراء بيننا قوي، وعزمنا واضح». وأضاف: «تجب حماية الناس في ليبيا. وعدم وجود نهاية فورية للعنف ضد المدنيين سيزيد عزم تحالفنا للعمل والتصرف على وجه السرعة». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قولها إن القذافي «يستمر في تحدي إرادة المجتمع الدولي. والولايات المتحدة سوف تدعم التحالف العسكري الدولي لوقفه». وأضافت أن القوات الأميركية سوف تستعمل قدرات عسكرية «فريدة» دعما لقوات التحالف.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن مسؤولين عسكريين أميركيين كانوا قد قالوا في الماضي إن الحرب الجوية فوق باكستان وأفغانستان والعراق كانت فرصة لتطوير القدرات العسكرية الجوية الأميركية. وأشاروا في ذلك الوقت إلى طائرة «بريديتور ذكية»، إشارة إلى الطائرات من دون طيار، لكن هذا نوع متقدم، يصور الأرض بعدة كاميرات، لا كاميرا واحدة كما هو الحال الآن، مما يعطي العسكريين صورة أكبر للهدف، وللبيئة التي تحيط به. وقال مسؤول في البنتاغون، إجابة على سؤال حول السفن العسكرية الأميركية قرب ساحل ليبيا، إن هناك «باري» و«ستاوت» اللتين تحملان صواريخ «توماهوك»، وغيرها من الصواريخ «الذكية»، وكذلك سفينتان حربيتان «بونس» و«كيرسارج»، وسفينة القيادة «ماونت وتني» والغواصة «بروفيدنس»، وإن سفنا أخرى وحاملة طائرات في طريقها، لكنه رفض تقديم تفاصيل. وقالت كلينتون في باريس إن لدى الولايات المتحدة «قدرات فريدة»، أي وسائل عسكرية لا يملكها حلفاؤها، ستقدمها للتحالف في ليبيا ضد معمر القذافي. وقالت كلينتون للصحافيين إن «لدى أميركا قدرات فريدة ستقدمها لمساعدة حلفائنا الأوروبيين والكنديين وشركائنا (في الجهد) الجوي لوضع حد لأعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي». وتوضيحا لهذه المشاركة، أضافت كلينتون أن الأمر يتعلق بـ«تفاصيل عملانية» ينبغي أن تبقى سرية. وشددت في المقابل على أن الدعم الأميركي للعمليات «راسخ»، مؤكدة أن «العالم لن يبقى متفرجا فيما يتواصل قتل الأبرياء، سنقف إلى جانب الشعب الليبي ولن تتراجع جهودنا لحمايتهم». وأضافت «سندعم ائتلافا دوليا يتخذ كل الإجراءات العسكرية لتطبيق القرار 1973»، الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، والذي يطلب خصوصا وقفا فوريا لهجمات القذافي على الشعب الليبي. وتابعت في ختام قمة دولية حول ليبيا في باريس أن «القذافي يواصل تحدي العالم، والهجمات على المدنيين تتواصل، وأن أي تأخير إضافي سيعرض مدنيين لمزيد من الخطر». وقالت كلينتون أيضا «لم نبادر إلى القيام بذلك، لم نتخذ خطوة أحادية الجانب في أي شكل من الأشكال». وتداركت «لكننا ندعم بقوة الخطوات التي يتخذها المجتمع الدولي ضد الحكومات والرؤساء الذين يتصرفون، للأسف، على غرار ما يقوم به القذافي الآن». وإذ شددت كلينتون على أن مشاركة الدول العربية في إصدار القرار الدولي «بدلت المشهد الدبلوماسي»، نبهت إلى وجوب أن يتجاوز هذا الجهد المشاركة في قمة باريس، وقالت «ننتظر المزيد».

وأوضحت كلينتون أن المشاركة في تلك المهمة «تصب كثيرا جدا في مصلحة أميركا»، غير أنها قالت إن الولايات المتحدة لم تتول قيادة الدعوات إلى التدخل. وقالت: «لم نتصدر ذلك، ولن ننخرط في أعمال أحادية الجانب بأي شكل من الأشكال، لكننا ندعم المجتمع الدولي بقوة» في تلك المهمة. وأضافت أن دعوة جامعة الدول العربية لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا «مهمة جدا أيضا». وقالت: «سيكون من المؤسف للغاية أن يتجاهل المجتمع الدولي تلك الدعوات»، مضيفة أنه من مصلحة الولايات المتحدة أن تقوم بـ«بناء شراكات استراتيجية مع الدول العربية بينما نمضي قدما في هذا الوقت من التغيير في العالم العربي».