«الشعب المسلح» أحد المبادئ الرئيسية في السلطة الشعبية لنظام القذافي

يقوم على تدريب جميع فئات الشعب على حمل السلاح

TT

وفقا لتهديدات العقيد الليبي معمر القذافي فإن كل مخازن الأسلحة فتحت أمام الشعب الليبي من رشاشات وقنابل وغيرها، وأنه يتم الآن توزيعها على كل المواطنين لتحويل ليبيا إلى «جحيم»، على حد قوله.

وفي الحقيقة، حسب المراقبين، فإن هذا التهديد بتسليح أفراد الشعب لمعاونة قوات الجيش ليس جديدا، ولا يعد مفاجأة على نظام القذافي، الذي يقول الخبراء إنه ينفرد عن دول العالم بأشياء تستعصي أحيانا على الفهم، مثل أن القذافي ليس رئيسا وليس له منصب رسمي، كما يحلو له أن يردد دائما، لأنه يحكم بنظام الحكم «الشعبي».

ومصطلح «الشعب المسلح» يعد أحد المبادئ الرئيسية في السلطة الشعبية التي دشنها القذافي في بداية السبعينات، ووفقا لـ«الكتاب الأخضر»، الذي يعد المرجع الرئيسي للنظام الليبي ويحتوي على ملخص أفكار القذافي، فإن جميع فئات الشعب يجب أن تتدرب على حمل السلاح. كما يدرس طلاب المرحلة الثانوية مادة «التربية العسكرية» التي تتناول المبادئ الرئيسية للحروب وفن القتال.

وبالنسبة لبقية الشعب يجب على كل مواطن أن يأخذ شهرا في السنة للتدرب على حمل السلاح، وفقا للكتاب الأخضر. لذا قدر البعض تعداد ميليشيات الشعب المسلح بنحو مليون ونصف مليون من المواطنين المدربين على السلاح بكل أنواعه.

بالإضافة إلى ذلك هناك ما يسمى «الدفاع المحلي»، وهو يضم الليبيين ممن تجاوزت أعمارهم 50 سنة، ويتم إعدادهم لحراسة المرافق الهامة بالدولة مثل المباني الحكومية والمرافق الصحية ومحطات الوقود وغيرها عند الطوارئ.

وفي ظل النظام الجماهيري المعمول به تم تغيير اسم الجيش الليبي الرسمي إلى «جيش الشعب المسلح»، لكن المعلومات حول تعداده وقوته تظل مجهولة وغير قاطعة، لكن من المعلوم أن نظام القذافي يعد واحدا من النظم كثيرة الإنفاق على التسليح ومشتريات السلاح.

ووفقا لبعض التقديرات فإن الجيش الليبي يضم نحو 120 ألف مقاتل، يتوزعون على القوات البرية (50 ألفا)، والبحرية (8 آلاف)، والجوية (18 ألفا). ولديه احتياطي يسمى الميليشيات الشعبية عددها 40 ألف مقاتل.

وفي حال تمكن القذافي من تنفيذ تهديده على أرض الواقع وإيجاد عدد كافٍ من الموالين له لحمل السلاح، فإنه سيكون عادة من السلاح الخفيف، لافتقار المواطنين إلى استخدام الأسلحة الثقيلة، كالمدفعية وراجمات الصواريخ.