نساء ليبيات ينزحن لمصر.. وأخريات يتوعدن بقتال قوات القذافي

تحدثن عن مآسي المواطنين في بنغازي وإجدابيا

TT

مع تفاقم الأوضاع في ليبيا واستمرار قصف قوات العقيد الليبي معمر القذافي للمدن التي يسيطر عليها الثوار، تزايد عدد النازحين الليبيين إلى الحدود المصرية، لتزيد المعاناة الإنسانية في منفذ السلوم البري بسبب وصول آلاف النازحين من الأجانب والمصريين الفارين من ليبيا عبر الحدود المصرية. والغالبية العظمى من الليبيين الهاربين من جحيم القتال في ليبيا من النساء والأطفال، لديهم الكثير من القصص التي تدمي القلوب وتدمع العيون.

بالقرب من بوابة المنفذ المصري اصطفت خمس سيارات خاصة، تحمل ما يزيد على أربعين فردا، معظمهم من النساء والأطفال. وتقول مريم محمد (21 عاما) طالبة بجامعة الفاتح، إنها هرعت مع عائلتها من إجدابيا قبيل دخول المرتزقة التابعين للقذافي بساعات قليلة. وتضيف: «تركنا بيوتنا ولا ندري متى سنعود. إنه كابوس كبير». بدت مريم فخورة وهي تحكي عن خطيبها عبد الله الذي تركته خلفها يقاوم ضمن الثوار. لكنها تقول بصوت قلق وحزين: «كان من المفترض أن أتزوج نهاية فبراير (شباط)، والآن علي أن أقتفي أثر خطيبي الذي انقطع اتصالي به بعدما غادرنا». وتضيف باكية: «لا أعرف إذا كان حيا أم شهيدا»، مضيفة أن إجدابيا لحقها دمار كبير.

وتجلس أم عبد الرحمن (46 عاما) خلف مقود سيارتها الخاصة التي نزحت بها من ليبيا. تقول إنها قادت سيارتها بلا توقف من بنغازي وتركت وراءها زوجا شهيدا وابنا بطلا في المقاومة. أما عاليا (34 عاما) ففرت إلى السلوم رفقة أقاربها وثلاثة أطفال. استقلت سيارة أجرة من بنغازي وهي بانتظار أخيها الذي يعيش بالإسكندرية في مصر. تقول عاليا: «الرجال يحاربون هناك، الرجال لا يهربون»، مضيفة أنها ذاهبة إلى الإسكندرية، حيث بيت أجدادها وأنها ستقضي أسبوعا هناك قبل أن تعود للاحتفال بسقوط القذافي.

ومثلما تفر بعض النساء من الاقتتال المستعر في ليبيا، هناك البعض يعود للمشاركة في القتال في صفوف قوات الثوار. وتقول تهاني إسماعيل (41 عاما) وهي تقف بمنفذ السلوم استعدادا للعودة إلى بلادها، إنها كانت تدرس الماجستير في القانون الدولي في جامعة القاهرة. وتضيف: «لم تحمل السلاح يوما ولكنني ذاهبة للانضمام إلى صفوف المواجهة ضد قوات القذافي»، وقبل أن تغادر لوحت بيدها وهي تقول: «أنا على استعداد للشهادة. نحن أحفاد عمر المختار».